قُتل 22 ضابطاً وعنصراً في قوات النظام السوري، يوم الثلاثاء، إثر كمين مُحكم نفذته مجموعة تتبع لقيادي سابق في المعارضة السورية المسلحة في ضاحية بلدة المزيريب غربي محافظة درعا جنوب البلاد، في حين قُتل شرطيان من الشرطة المدنية التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مدينة عفرين شمال حلب.
وأكدت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن حصيلة قتلى قوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، ارتفعت إلى 22 قتيلاً، بينهم ضباط برتب عالية، إثر كمين محكم نفذته مجموعة تتبع للمدعو محمد قاسم الصبحي، قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة، أثناء محاولة رتل عسكري للفرقة الرابعة اقتحام منزله ببلدة المزيريب في ريف درعا الغربي.
وأضافت المصادر أن من بين القتلى الرائد محسن ظروف إبراهيم، المنحدر من قرية ديروتان بمحيط مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، ومحسن طه، قائد مجموعات "قسورة" العامل ضمن قوات الغيث المنضوية ضمن صفوف الفرقة الرابعة، بالإضافة للقياديين أبو عمار الكيلاوي، وخالد أرمناز، من قوات الغيث، وبعض العناصر من أبناء درعا، الذين انضموا للفرقة عقب التسوية.
وفي إدلب، قضى الثلاثاء مدني متأثراً بجراحه التي أُصيب بها قبل عشرة أيام داخل أحد المشافي التركية، إثر قصف صاروخي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء السكنية وسط مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي حلب– اللاذقية غرب محافظة إدلب.
وجددت قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي مستهدفةً بلدات وقرى الفطيرة، وسفوهن، وكفرعويد، والعنكاوي، والحلوبة، والزيارة، والزقوم، والقرقور، وجميعها جنوبي إدلب وغربي حماة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، بالتزامن مع تحليق مكثف في منطقة إدلب من قبل طائرات الاستطلاع الروسية، التي أقلعت من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة شرق اللاذقية.
من جهة أخرى، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" أن الجهاز الأمني التابع لها أطلق ظهر الثلاثاء سراح القيادي أبو صلاح الأوزبكي (أوزباكستاني الجنسية)، وهو قائد كتيبة الأوزبك المنشقة عن صفوف تحرير الشام في وقت سابق، بعد اعتقال دام لتسعة أشهر بتهمة الفساد واختلاس أمول وسرقة سلاح من ملاك الهيئة.
وأشارت المصادر إلى أن الأوزبكي خرج من سجون الهيئة بعد دفع مبلغ مالي وتوقيعه على تعهدات بعدم الانضمام لفصيل تنظيم "حراس الدين" المتشدد، مقابل الإفراج عنه.
وفي شمال حلب، قُتل عنصران من الشرطة المدنية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، العاملة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرق حلب، إثر انفجار سيارة مفخخة ركنها مجهولون، مساء الثلاثاء، بالقرب من مدرسة "الكوماندوز" التابعة للجيش الوطني المعارض على الطريق الواصل بين مدينتي جرابلس– عفرين شمال شرق حلب.
إلى شرق البلاد، لفتت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أن السفير الأميركي ديفيد برونشتاين، رفقة عدد من المسؤولين بالجيش الأميركي، عقدوا اجتماعاً، عصر الثلاثاء، مع قائد مجلس دير الزور العسكري العامل ضمن "قسد" أحمد الخبيل، وسط مدينة البصيرة بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور شرق البلاد.
وأوضحت المصادر أن المجتمعين ناقشوا أوضاع المنطقة على كافة الأصعدة، حيث استمع الوفد الأميركي لآخر التحديثات التي تخص محافظة دير الزور من قائد المجلس العسكري، كما أكد السفير الأميركي على دعم بلاده لاستقرار دير الزور خاصةً، والمنطقة بشكل عام.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن حرائق ضخمة اندلعت، مساء الثلاثاء، داخل مجلس الشعب التابع للإدارة الذاتية في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وسط بلدة أبو حمام، شرق محافظة دير الزور، دون ورود معلومات عن الأسباب التي أدت لاندلاع الحريق.
لافروف يجري اتصالاً مع المقداد
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي أجراه الثلاثاء مع نظيره السوري فيصل المقداد، تسوية الأزمة في سورية، والتحضير لدورة اللجنة الدستورية السورية.
وأوضح بيان الخارجية الروسية، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم"، أن الوزيرين بحثا "الوضع في سورية وحولها"، مضيفاً أن "التركيز كان خلال المكالمة الهاتفية على تفعيل التسوية السياسية عبر الحوار الوطني، وبدون أي تدخل خارجي".
وأشار البيان إلى أن الجانبين "ناقشا التحضير للدورة السادسة للجنة الدستورية السورية في جنيف"، فيما أكد الجانب الروسي على "ضرورة العمل الحثيث لتنسيق الإصلاح الدستوري".
وشددت الخارجية الروسية على "تمسكها بالعمل المشترك مع تركيا وإيران ضمن "مسار أستانة"، بهدف تحقيق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك ضمان سيادة وسلامة أراضي واستقلال الجمهورية العربية السورية"، وفق ما جاء في البيان.
وجرى التأكيد من لافروف على "مواصلة محاربة التشكيلات الإرهابية بحزم، وكذلك التصدي لمحاولات القوى الخارجية لتشجيع التوجهات الانفصالية على الأراضي السورية"، كما أطلع لافروف المقداد على "نتائج جولته الأخيرة في الإمارات والسعودية وقطر"، لافتاً إلى "تعزز الميول المبدئية في العالم العربي لاستعادة مشاركة سورية في عمل جامعة الدول العربية".
ويأتي بحث اللجنة الدستورية بين كل من لافروف والمقداد بعد زيارات لم تكن ناجحة للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، لكل من موسكو ودمشق فبراير/شباط الماضي، التقى خلالها وزيري خارجيتي النظام وروسيا، إذا تضمنت مباحثات بيدرسون مع المقداد إصرار النظام على أن يبقى المسار الدستوري خارج إطار زمني محدد.
وحينها، شدد المقداد على أن اللجنة الدستورية "لا يمكن إلزامها بجدول زمني"، كما كان واضحاً طرح المقداد مسألة رفع العقوبات الغربية على النظام، مقابل الانخراط الجدي بمسار الحل السياسي.