ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على محيط دمشق.. واعتقالات جديدة في الغوطة ودرعا

24 فبراير 2022
الاستهداف الإسرائيلي لمحيط دمشق فجر اليوم أسفر عن مقتل 6 أشخاص (Getty)
+ الخط -

ارتفع عدد قتلى الاستهداف الإسرائيلي لمحيط العاصمة السورية دمشق، فجر اليوم الخميس، إلى 6 أشخاص، فيما ألقت طائرات حربية روسية قنابل مضيئة في سماء مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

إلى ذلك، شنت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري حملات اعتقال جديدة في كل من درعا، جنوبي البلاد، ومحيط دمشق، فيما سلم فصيل محلي في السويداء شخصا إلى قاعدة التنف الأميركية قال إنه عميل لـ"حزب الله".

 وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف الإسرائيلي لمحيط دمشق فجر اليوم أسفر عن مقتل 6 أشخاص، اثنان من قوات النظام، و4 من المليشيات التابعة لإيران، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، إضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.

وكانت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، أعلنت مقتل 3 جنود من قوات النظام جراء القصف الإسرائيلي، الذي قالت انه استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.

ووفق المرصد، استهدف القصف مواقع ومستودعات تابعة للمليشيات الموالية لإيران في محيط مطار دمشق الدولي وتسبب في تدمير مستودعات للسلاح والذخائر، كما استهدف بأحد الصواريخ منظومة دفاع جوي ضمن المنطقة الممتدة بين الكسوة والسيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، فيما حاولت دفاعات النظام الجوية التصدي للقصف وشهدت المنطقة انفجارات عنيفة على خلفية ذلك، بينما سقطت بقايا صاروخ، خلال عمليات التصدي، على منطقة في دير سلمان في الغوطة الشرقية.

وكانت إسرائيل استهدفت أمس بصواريخ أرض-أرض، أطلقتها من الجولان المحتل، مبنى المالية في مدينة البعث بمحافظة القنيطرة ومواقع في محيط قرية رويحينة، ما خلف خسائر مادية من دون معلومات عن خسائر بشرية. ويقول ناشطون إن خلايا تابعة لحزب الله ومليشيات أخرى تنشط في هاتين المنطقتين ولها نقاط ومواقع.

قصف روسي

وفي شمال البلاد، ألقت الطائرات الحربية الروسية قنابل مضيئة في سماء مدينة الباب بريف حلب الشرقي مع ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس، تزامنًا مع صوت انفجار في المدينة من دون معلومات عن إصابات. 

وذكر مرصد "الشام" العسكري التابع لفصائل المعارضة، والمُختص برصد حركة الطيران الحربي، إن الانفجار كان نتيجة قصف جوي روسي شرقي حلب، فيما عثرت فرق "الدفاع المدني السوري" على شظايا على أسطح المنازل من دون وجود آثار لقصف جوي أو دمار على الأرض، بحسب ما نشرته عبر "تلغرام"، مشيرة إلى أن فرقها تفقدت المنطقة ولا معلومات عن خسائر بشرية.

وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الطائرات الروسية التي حلقت في أجواء ريف حلب، الخاضع لسيطرة "الجيش الوطني السوري" والقوات التركية، ألقت بوالين حرارية في أجواء قرية برشايا التي تتبع لبلدة قباسين بريف حلب، في حين نفذت غارة على قرية الحدث الواقعة شرق ترحين، من دون وقوع خسائر بشرية.

وتعد منطقة ترحين التابعة لمدينة الباب مركزا لتكرير النفط الخام القادم من مناطق نفوذ قوات "قسد"، وكانت تعرضت للقصف الروسي سابقا بالطائرات والصواريخ. وعلى صعيد متصل، قصفت قوات النظام السوري مجددا، صباح وفجر اليوم، قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب في خسائر مادية. وذكر الدفاع المدني السوري أن القصف على بلدة سفوهن، جنوبي إدلب، الليلة الماضية، تسبب في نفوق نحو 40 خروفًا.

 اعتقالات في درعا وريف دمشق

وفي جنوب البلاد، شنت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري حملة دهم واعتقالات في منطقة الحراك ومحيطها بريف درعا الشرقي. وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى خلال العملية اعتقال 6 أشخاص من البدو القاطنين على طريق الحراك-الكرك الشرقي، من دون معرفة سبب اعتقالهم، كما نصبت قوات النظام حاجزا مؤقتا على الطريق الواصلة بين الكرك الشرقي والغارية الشرقية، شرقي درعا.

وكانت قوات النظام اعتقلت قبل أيام 9 مدنيين، بينهم 7 من عائلة واحدة، في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي. وفي ريف دمشق، داهم عناصر تابعون لشعبة المخابرات العسكرية بعض المنازل خلال الأيام الماضية في بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، اعتقلوا خلالها 4 شبان، من بينهم طالبان يدرسان في جامعة دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر دوريات الأمن العسكري انهالوا بالضرب المبرح على الشبان أمام أعين الأهالي خلال اعتقالهم، وسط اتهامات لهم بتصوير الحواجز العسكرية في الغوطة الشرقية لصالح جهات خارجية، في حين وضعت قوات النظام 5 حواجز جديدة في بلدة جسرين، قالت للأهالي إنها مؤقتة، وسط تشديد على البطاقات الشخصية للمدنيين وتفتيش السيارات بشكل دقيق.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام اعتقلت، قبل يومين، سبعة شبان من أبناء بلدة التواني في القلمون الغربي، قالت إنهم مطلوبون لأداء الخدمة العسكرية.

وأوضحت مصادر محلية أن دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري، وأخرى للشرطة العسكرية، أطلقت حملتها التي استهدفت أكثر من 15 منزلاً وسط البلدة، وأقامت عدة حواجز مؤقتة على مداخلها ومخارجها، كما جرت، خلال الأسبوعين الماضيين، حملات مداهمة في بلدات زملكا وعين ترما وجسرين بالغوطة الشرقية، واقتادت أكثر من 40 شاباً من أبناء تلك المناطق المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام.

تسليم عميل لـ"حزب الله" لقاعدة التنف

من جهة أخرى، سلم فصيل محلي في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، شخصا قال إنه عميل لحزب الله اللبناني إلى قاعدة التنف الأميركية الواقعة على مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية.

وذكر بيان صدر عن الفصيل المسمى "قوة مكافحة الإرهاب" أنه "تم تسليم جودت حمزة، وهو عميل لحزب الله في السويداء، إلى قاعدة التنف الأميركية، بعد إلقاء القبض عليه من قبل قوة مكافحة الإرهاب في السويداء".

وأضاف أنه "وفقا لاتفاق العمل المشترك مع قاعدة التنف، سوف تنشر كامل المعلومات بعد انتهاء التحقيق في القاعدة من قبل مكتب التحقيق لجيش مغاوير الثورة، الذي قام باستلام جودت ومتابعة التحقيق معه، ومن ثم عرضه للمحاكمة في المحكمة التي تتبع لقاعدة التنف بعد انتهاء التحقيق".

ورأى البيان أن "كل من يتعاون مع حزب الله والأجهزة الأمنية أصبح بنظر أهالي السويداء مجرد عميل مأجور يساهم في نشر المخدرات ودعم عصابات الخطف والنهب وتوجيه الأذى للمدنيين في السويداء خصوصاً، وسورية عموماً".