ارتفاع ملحوظ في عمليات القتل والخطف في درعا: انفلات أمني يرسم معالم المحافظة

19 مايو 2024
حي درعا البلد 12 سبتمبر 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- محافظة درعا السورية تشهد ارتفاعاً في القتل والاغتيال والخطف، مع تزايد نفوذ المجموعات المسلحة المحلية المرتبطة بالأجهزة الأمنية للنظام.
- "شبكة درعا 24" توثق سقوط 10 قتلى وإصابة 5 آخرين وخطف 3 أشخاص و6 عمليات تفجير خلال أسبوع، فيما يصل عدد حوادث الفلتان الأمني منذ يناير إلى 118 حادثة.
- الناشطون يرجعون أسباب تصاعد الانفلات الأمني إلى تجنيد النظام لمجموعات محلية لتسهيل نقل المخدرات واغتيال المعارضين، وغياب دور الأجهزة الأمنية والشرطة في الحد من العنف.

تشهد محافظة درعا جنوبي سورية خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عمليات القتل والاغتيال والخطف، مع انتشار أكبر وتنامٍ لنفوذ المجموعات المسلحة المحلية، التي تتبع في غالبها للأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.

واليوم الأحد، أعدم مجهولون بالرصاص، شخصين يتهمهما الأهالي بالتورط بقتل معارضين لقوات النظام، حيث عثر الأهالي على جثتيهما بالقرب من مدرسة الرحيل في مدينة الصنمين بريف محافظة درعا الشمالي.

كما قتل اليوم، عنصران آخران ينتميان لفرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري جراء استهدافهما بالرصاص قرب حاجز عسكري بالقرب من تل أم حوران، في الريف الشمالي من محافظة درعا.

ووثقت "شبكة درعا 24" التي تعنى بأخبار المنطقة سقوط عشرة قتلى بينهم امرأة خلال الأسبوع المنصرم فقط وإصابة خمسة آخرين، كما وثقت خطف ثلاثة أشخاص و6 عمليات تفجير قنابل أو عبوات ناسفة في المحافظة.

وبلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع شهر يناير/كانون الثاني، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان 118 حادثة فلتان أمني، أسفرت عن مقتل 160 شخصا.

وقال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح لـ"العربي الجديد" إن الاغتيالات مستمرة منذ سيطرة النظام السوري والمليشيات الإيرانية على المحافظة بموجب اتفاقات تسوية جرت في العام 2018، وتختلف نسبها من شهر لآخر.

وأضاف المصلح أن معظم عمليات الاغتيال تقوم بتنفيذها مجموعات شكلتها فروع النظام، وخاصة فرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية وتقدم لها السلاح والذخيرة، وهذه المجموعات تقوم بعمليات سرقة وخطف لتطالب بفديات مالية كبيرة؛ بعد أن أعطاها النظام الضوء الأخضر بتنفيذ هذه العمليات من أجل تمويل أنفسها، مقابل تنفيذ عمليات الاغتيال والتجارة بالمخدرات.

وأردف: "أما بالنسبة لعمليات القتل بمسمى جرائم جنائية، فأهم أسبابها انتشار السلاح بشكل كبير، وعدم وجود جهات رادعة أو محاسبة لهذه الجرائم، في ظل تقاعس شرطة النظام عن القيام بمهامها.

أسباب تصاعد الانفلات الأمني في درعا

من جانبه، قال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن من أسباب تصاعد الانفلات الأمني في درعا وعمليات الاغتيالات، وجود العديد من أطراف الصراع التي تقوم بتنفيذ الاغتيالات في المحافظة لتثبيت وجودها على هذه الأرض، أو تسهيل مشاريعها وعدم عرقلتها، وبقاء المنطقة بحالة الفوضى.

وأضاف الحوراني أن "الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تجند مجموعات محلية لتسهيل نقل المخدرات واغتيال المعارضين، كما أن هناك تنافسا على فرض الإتاوات المالية، وكل فرع أمني أو فصيل يعمل وكأنه دولة مستقلة".

ومنذ سيطرة النظام على المحافظة برعاية روسية روج لعمليات تسوية واسعة، ونشر حواجز عسكرية، ورغم ذلك تتواصل عمليات القتل اليومية دون أي دور فاعل للأجهزة الأمنية والشرطة المحلية في الحد منها.

المساهمون