اختتمت في المغرب، اليوم الخميس، في منطقة كاب درعة بمدينة طانطان (جنوباً)، النسخة الـ18 من مناورات "الأسد الأفريقي 2022"، والتي شمل جزء منها منطقة الصحراء، بإجراء تمرين مشترك بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأميركي.
وجرى خلال التمرين الختامي لمناورات "الأسد الأفريقي" التي انطلقت في يوم 20 يونيو /حزيران الحالي، تنفيذ طلعات بواسطة طائرات F16 وقصف أهداف بواسطة طائرات مروحية من نوع الأباتشي، وكذلك باستخدام المدرعات مرفقة بدبابات من نوع " أبرامز". كما شمل التمرين القصف بواسطة الدبابات"أبرامز" أثناء المناورات، والقصف باستخدام راجمات الصواريخ من طراز "هيمارس".
وقال قائد القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن تاونسند، في تصريح للصحافة، إن تمرين "الأسد الأفريقي" يتميز بثلاثة أهداف هي تحسين مهارات جميع الوحدات المشاركة، وتحسين قابلية التشغيل البيني، وكذا القدرة على العمل والتعاون حالياً وفي المستقبل .
وفي حين خلص الجنرال الأميركي إلى أن ما يميز هذه المناورات هو "تعزيز الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية والدول المشاركة".
وقال نائب قائد المكتب الثالث بقيادة المنطقة الجنوبية، الكولونيل ماجور، عبدالحق محاسني، في تصريح مماثل، إن النسخة الـ18 من تمرين "الأسد الأفريقي" تميزت بـ"تحقيق جميع أهداف التدريب العسكري من حيث التخطيط والتنفيذ المتعدد الجنسيات للعمليات والدعم اللوجستي وقابلية التشغيل البيني، وكذا المساعدة الإنسانية والدعم المادي وأيضاً إدماج شركاء جدد".
وشكلت مناورات هذه السنة منعطفاً هاماً في مجال التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، خاصة منذ توقيع البلدين، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، على خارطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري على امتداد السنوات العشر المقبلة، وتتمحور على تأكيد الأهداف المهنية المشتركة، لا سيما تحسين درجة الاستعداد العسكري، وتعزيز الكفاءات، وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات. في حين يقترح الجانب المغربي تعزيز التعاون، من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع.
وبميزانية قدرها 36 مليون دولار أميركي، جمعت الدورة الـ18 من المناورات 7500 جندي يمثلون 18 دولة، من أبرزها البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وتونس وغانا ودول أخرى، في حين ينتظر مشاركة مراقبين عسكريين من نحو ثلاثين دولة من أفريقيا والعالم.
وتضمنت المناورات 22 تمريناً لقيادة قوة عملياتية مشتركة، وتمريناً مشتركاً بالذخيرة الحية للأسلحة، وتمريناً بحرياً، وتمريناً جوياً يشمل قاذفات القنابل، وتمريناً ميدانياً مشتركاً مع المظليين، بالإضافة إلى برامج للرد والتدخل في حالة اندلاع هجمات كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية، كما تمت تعبئة حوالي 80 طائرة (طائرات ومروحيات) وسفينتين في إطار هذا التمرين المشترك.
وجرت مناورات هذه السنة في مناطق التدريب بمحافظة القنيطرة (شمال) وجنوب البلاد في أكادير وطانطان وتارودانت، وفي منطقة المحبس بالصحراء على الحدود مع الجزائر، حيث تنظم هذه المناورات للسنة الثانية على التوالي.
وانطلقت أول نسخة من مناورات "الأسد الأفريقي" بين المغرب والولايات المتحدة عام 2007، حيث تشارك فيها دول أوروبية وأفريقية، وهي تُجرى سنوياً، لكن أقيمت أحياناً أكثر من نسخة في العام الواحد.