أكد البيان الختامي لمؤتمر "استقرار ليبيا" الوزاري الدولي، الذي انعقد الخميس، التزام الدول المشاركة في المؤتمر بـ"سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية، ورفضها القاطع للتدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية، وإدانتها لمحاولات خرق حظر السلاح وإثارة الفوضى في ليبيا".
كما أكد المشاركون التزامهم "التام بقرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا ومخرجات مؤتمري برلين (1) و(2)، وخارطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي"، والإشادة بدور الأمم المتحدة في دعم عملية السلام والاستقرار في ليبيا، وكذلك بدور الاتحادين الأفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية ودول الجوار الليبي.
وفيما أشاد البيان بترحيب الحكومة الليبية بعودة سفارات الدول كافة للعمل من داخل العاصمة الليبية طرابلس، طالب الحكومة بالعمل على "اتخاذ التدابير اللازمة والاستحقاقات لبناء الثقة، وخلق بيئة مناسبة من أجل عقد الانتخابات الوطنية بشكل نزيه وشفاف وجامع في 24 ديسمبر 2021"، بالإضافة إلى عملها على إنهاء النزاع وتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، هو أساس لإحلال السلام وبناء الدولة، وركيزة للتعايش السلمي، ودافع لعجلة الاقتصاد والتنمية.
وأكد البيان أيضاً عزم الحكومة الليبية "الأخذ بزمام المبادرة في إطار قيادة الجهود الدولية لإنهاء الأزمة في ليبيا، وأن إطلاقها لمبادرة دعم استقرار ليبيا يأتي كخطوة في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمري برلين حول ليبيا".
وفي وقت أشار فيه البيان إلى تعهد الحكومة بدعم "الجهود المبذولة من قبل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار"، أشاد بخطة العمل الشاملة التي أقرتها لجنة 5+5 العسكرية الليبية بشأن إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.
واختتم المؤتمر، مساء الخميس، بعد جلستين، الأولى افتتاحية تخللتها كلمات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الكويتي، أحمد الصباح، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري ديكارلو.
والجلسة الثانية انعقدت بشكل مغلق، لمناقشة المبادرة الليبية لـ"استقرار ليبيا"، بمساريها الأمني العسكري، والاقتصادي التنموي، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية محمد حمودة، أن "استضافة ليبيا للمؤتمر تركت انطباعا كبيرا لدى المشاركين ودلالة حول سير ليبيا بخطى واثقة نحو الاستقرار".
وأكد حمودة لـ"العربي الجديد" أن مشاركة 31 دولة ومنظمة دولية في المؤتمر لها أهميتها الكبيرة بالنسبة لليبيا، و"يجب أن يتم استثمارها من خلال التكاتف الليبي لدعم العملية السياسية واستكمال تنفيذ خارطة الطريق".
وأوضح أن الاستثمار يكون بـ"توحيد المؤسسة العسكرية وتنفيذ مخرجات لجنة 5+5 العسكرية"، بالإضافة لدعم الجهود الرامية لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر/كانون الأول.
وأجرى عديد المشاركين بالمؤتمر لقاءات على هامشه، منها لقاء رئيس الحكومة الدبيبة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ووزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية نيلس أنين.
كما التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وزير الخارجية المصري سامح شكري، وركز لقاؤهما على "الانتخابات ودعم اللجنة العسكرية المشتركة" بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
كما التقى المنفي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أكد دعم الجامعة لجهود المجلس الرئاسي في تنفيذ خارطة الطريق، وقيادة المجلس الرئاسي لجهود المصالحة الوطنية الشاملة، والاستحقاق الانتخابي المقبل، كما جدد التزام الجامعة بمواصلة دورها الداعم للتوصل إلى تسوية توافقية شاملة للوضع في ليبيا.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن لقاء المنفي وأبو الغيط استعرض جهود دعم مسارات التسوية السياسية، وسبل إجراء الاستحقاقات الانتخابية، وكذلك إخراج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.
ورحب المنفي في بداية اللقاء بأمين عام الجامعة العربية، مؤكداً أهمية الدور العربي في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، تمهد إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها وبشكل متزامن، بما يساهم في إعادة الاستقرار إلى ليبيا، وينعم الشعب الليبي بالأمن والسلام.
وفي السياق التقى المنفي أيضاً وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، الذي يترأس وفد بلاده للمشاركة في المؤتمر، وبحثا مستجدات العملية السياسية في ليبيا، وأكد الجرندي على دعم بلاده لجهود الاستقرار ليبيا.
كما التقى عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي الوفد الأميركي المشارك في المؤتمر، ونقل المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي اعتبار الوفد الأميركي مشاركة 31 دولة ومنظمة في المؤتمر هو بمثابة تأكيد هذه الدول دعم استقرار ليبيا وإجراء الانتخابات في موعدها.
كما أكد الوفد الأميركي دعم بلاده لخارطة الطريق السياسية في ليبيا، وإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
من جهته، أشاد اللافي بمشاركة الولايات المتحدة في المؤتمر الداعم لاستقرار ليبيا والعملية السياسية، مضيفا أن هذا المؤتمر الدولي هو بارقة أمل كبيرة تساهم في إجراء الانتخابات التي يتطلع لها الشعب الليبي.
من جانبها اعتبرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، المؤتمر "فرصة مهمة لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقات برلين والاستعدادات الجارية للانتخابات".
وأكدت البعثة، في بيان لها، التزام الاتحاد الأوروبي "بالدعم الكامل لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ونجاح انتقالها الديمقراطي وتعافيها الاقتصادي، ومساعدتها على عبور المرحلة الحالية وإنجاز الاستحقاقات الضرورية في توقيتاتها المستهدفة".