اختتام الحملة الانتخابية وبدء الصمت الانتخابي في الجزائر.. تجدد التحذيرات من التزوير

24 نوفمبر 2021
دخلت الانتخابات المحلية الجزائرية في مرحلة الصمت الانتخابي (العربي الجديد)
+ الخط -

 اختتمت الليلة الماضية حملة الدعاية للانتخابات المحلية المقررة السبت المقبل في الجزائر، بعد 21 يوما من اللقاءات الجوارية والتجمعات الشعبية التي نظّمها قادة الأحزاب السياسية، لإقناع الناخبين بضرورة المشاركة في التصويت واختيار مرشحيها وقوائمها.

وبدأت اليوم فترة الصمت الانتخابي التي تحظر فيها سلطة الانتخابات كل أشكال الدعاية وعلى كل الأصعدة الميدانية والإعلامية.

واستغلت غالبية الأحزاب السياسية اللقاءات الأخيرة لإطلاق آخر الدعوات للناخبين للتصويت لصالحها، وتوجيه تحذيرات إلى سلطة الانتخابات من مغبّة أي تلاعب بنتائج الانتخابات، خاصة مع بروز بعض حالات الاحتجاج الحزبي على تغيير قوائم مؤطّري المكاتب الانتخابية، اذ أعلنت قائمة حركة مجتمع السلم ببلدية الرياح بولاية وادي سوف جنوبي الجزائر، بمعية قائمة مستقلة عن الانسحاب من الانتخابات في هذه البلدية، بسبب إقدام سلطة الانتخابات على تغيير قائمة مؤطّري مكاتب التصويت، واستدعاء مؤطرين كانت وُجّهت لهم تهمة تزوير الانتخابات في تشريعيات 2017، بهدف خدمة مرشحي قائمة تتبع حزب جبهة التحرير الوطني الموالي للسلطة.

وفي نفس السياق نددت جبهة القوى الاشتراكية بما وصفته بـ" التجاوزات المتكررة والخطيرة التي تطاول قائمة الحزب في بلدية طلمين بولاية تيممون جنوبي الجزائر، بعد إقدام السلطات على تعيين  مؤطّرين لمكاتب التصويت من نفس عائلة مترشح في القائمة المنافسة السالفة الذكر، وتعيين مندوب بلدي لسلطة الانتخابات، لديه قرابة مع مترشحي قوائم منافسة، ما يؤثر على الحياد ونزاهة العملية الانتخابية، وطالبت قيادة الحزب السلطة المستقلة للانتخابات بتحمّل مسؤولياتها والتدخل لتصحيح الأوضاع ووضع حدّ للخروقات القانونية والممارسات غير الأخلاقية التي تضّر بالانتخابات.

وعلى الرغم من قربه من السلطة، لم يخف رئيس التجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني في آخر تجمّع عقده، مساء أمس في العاصمة الجزائرية، وجود مخاوف لدى حزبه من إمكانية تلاعب إداريين لديهم نفوذ بسيرورة الانتخابات وعدم قدرة سلطة الانتخابات، وقال إن هناك بعض الأطراف في الإدارة وفي داخل السلطة المستقلة للانتخابات، لديهم حنين إلى عهد هيمنة الإدارة على الانتخابات، وطالب رئيس السلطة محمد شرفي بالإسراع في تطهير مندوبيات السلطة من هؤلاء.

الانتخابات الجزائرية
ما يقارب الستة آلاف قائمة مرشحة تتنافس في الانتخابات المحلية

من جانبه طالب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، السلطة بتمكين الجزائريين من الاختيار الحر دون تزوير وبرفع يدها عن هذه الانتخابات التي يتنافس فيها ما يقارب الستة آلاف قائمة مرشحة تتنافس في الانتخابات المحلية في الجزائر، بينها 4860 قائمة تمثل 40 حزبا  سياسيا، فيما قدم المستقلون 988 قائمة مرشحة تتنافس في البلديات.

وقال مقري في آخر تجمع نشطه مساء أمس في وهران غربي الجزائر أن "التزوير الانتخابي هو رأس الفساد، يجب أن يتقي المسؤولون الله في هذا الوطن، وأن يتركوا الشعب يختار من يشاء من ممثليه في المجالس المنتخبة دون تلاعب أو تزوير".
وقررت وزارة التربية منح عطلة مؤقتة غدا الخميس لكامل تلاميذ الصف الابتدائي، بسبب تسليم المدارس إلى السلطة المستقلة للانتخابات لتجهيزها لموعد الاقتراع العام السبت المقبل، وتنصيب المخادع ووضع المواد الانتخابية ورسم مسارات التصويت، وفقا للبروتكول الصحي الذي سيجري تطبيقه في كامل مكاتب التصويت.

وسيشرف على مكاتب التصويت أكثر من 800 ألف عون، يؤطّرون أكثر من 13 ألف مركز انتخاب، تضّم أكثر من 61 ألف مكتب انتخابي، وكشفت البيانات الرسمية عن بلوغ مجموع الهيئة الناخبة بلغت 23.7 مليون ناخب، بينهم أكثر من 600 ألف مسجل جديد، فيما تم شطب 474 ألف ناخب من قوائم الناخبين بسبب الوفاة أو تغير مكان الإقامة أو تكرار الاسم أو فقدان الأهلية.