اختتام الجولة الـ21 من محادثات أستانة حول سورية

25 يناير 2024
من أجواء محادثات أستانة التي اختتمت الخميس (ميرامجول كوسينوفا/الأناضول)
+ الخط -

اختُتمت، اليوم الخميس، الجولة الـ21 من محادثات أستانة حول سورية في عاصمة كازاخستان، دون جديد في البيان الختامي الذي اكتفى بالتأكيد على النقاط التوافقية بين الأطراف الثلاثة الضامنة لهذا المسار (تركيا وروسيا وإيران)، دون طرح آليات سياسية يمكن أن تفتح الطريق أمام حل سياسي شامل.

وكررت الدول الثلاث، في بيان، "الالتزام الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية"، وأعلن الثلاثي استمرار التهدئة و"ضرورة الحفاظ على الهدوء في منطقة خفض التصعيد في إدلب"، شمال غربي سورية، مع "التأكيد على ضرورة العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم بإشراف أممي".

وأدان البيان جميع الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد سورية، واعتبرها "انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سورية وسلامتها الإقليمية"، مشدداً على "أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا وسورية على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية وحسن الجوار". كما أكد على "التصدي للمخططات الانفصالية في سورية"، في إشارة إلى مشروع الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي من سورية، داعياً إلى "زيادة المساعدات للسوريين في كل أرجاء البلاد"، وأشار إلى أن الجولة المقبلة من المباحثات ستُعقد في النصف الثاني من العام الحالي.

ومثّل الوفد التركي في الاجتماعات نائب وزير الخارجية أحمد يلدز، وترأس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف، ممثل الرئيس الروسي في سورية، وترأس مستشار الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية، علي أصغر حاجي، وفد طهران، وترأس وفد النظام السوري بسام صباغ، نائب وزير الخارجية، ووفد المعارضة السورية جاء برئاسة أحمد طعمة، وشارك في الاجتماعات نجاة رشدي، نائبة ممثل الأمم المتحدة في سورية، إضافة إلى هيئات من الأردن والعراق ولبنان بصفة مراقبين.

ولم يحدد البيان موعداً لمباحثات اللجنة الدستورية، المتوقف نشاطها منذ منتصف 2022، إلا أنه دعا إلى "الإسراع باستئناف أنشطة المؤتمر وعقد الجلسة التاسعة لهيئته التحريرية بنهج بناء من الأطراف السورية"، مؤكداً دعمه لـ"عمل اللجنة من خلال التفاعل المستمر مع أطرافها السورية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن".  

وكانت موسكو عرقلت عقد الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية المنوط بها وضع دستور جديد لسورية، والتي كانت مقررة منتصف عام 2022 في مدينة جنيف السويسرية، بسبب الموقف "غير الودّي والعدائي لسويسرا تجاه روسيا".

وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى مباحثات أستانة، أحمد طعمة، في تصريحات لموقع "تلفزيون سوريا"، إن التصعيد في إدلب "لن يستمر"، مشيراً إلى أنه "ستتم العودة إلى تثبيت نقاط التماس والالتزام بوقف إطلاق النار، والتوقف عن الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها نظام الإبادة السوري"، وفق وصفه.

وبحسب طعمة، ناقشت الأطراف مسألة الإفراج عن المعتقلين، مشيراً إلى "أن المشكلة تكمن في أن النظام السوري لا يريد أن يتقدم في هذا الموضوع".

وكانت الجولة الأولى من مفاوضات مسار أستانة عُقدت في 23 يناير/ كانون الثاني 2017، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعقب خروج المعارضة المسلحة من أحياء حلب الشرقية، وفق اتفاق روسي تركي. ولكن هذا المسار لم يلعب أي دور في تعبيد الطريق أمام الحل السياسي، بل كان مدخلاً واسعاً للنظام لاستعادة أغلب الأراضي التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية.

أميركا تنفي نيتها الانسحاب من سورية

وفي سياق آخر، نفى مسؤول أميركي رفيع لشبكة "سي أن أن" عزم الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، مؤكداً، بحسب الشبكة، أن هذه القضية "ليست قيد النظر". 

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية قالت، أمس الأربعاء، إن "الولايات المتحدة تخطط للانسحاب من سورية، وإنهاء وجودها العسكري هناك، على الرغم من أنها لم تنته تماماً من القضاء على تنظيم داعش".

ونقلت المجلة عن مصادر أميركية في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية قولها إن "واشنطن لم تعد مهتمة بالبقاء في سورية، وترى أن وجودها هناك لم يعد ضرورياً، وتبحث بشكل مكثف توقيت وكيفية الانسحاب".

وأفادت المجلة بوجود نحو 900 جندي أميركي في سورية، يعلبون دوراً فاعلاً مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في مواجهة تنظيم "داعش" شمال شرقي سورية، وقد يؤدي انسحابهم إلى ترك أثر كارثي على الأرض يهيئ لعودة التنظيم من جديد.

وكانت القوات الأميركية بدأت قبل أيام قليلة تدريبات عسكرية في عدة قواعد عسكرية، منها قاعدة "خراب الجير" في منطقة الرميلان شمال شرقي محافظة الحسكة وقاعدة "الشدادي" جنوبي الحسكة وقاعدة حقل "العمر" (النفطي) بريف دير الزور الشرقي.

وتتزامن التدريبات الأميركية مع وصول طائرتي شحن مزودتين بالأسلحة والذخائر، خلال الأسبوع الجاري، من قواعد القوات الأميركية في إقليم كردستان العراق إلى قاعدتي "خراب الجير" وحقل "العمر" شرق، وشمال شرق سورية.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت، 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، عن الإعداد لنشر 1500 جندي إضافي في قواعدها العسكرية المنتشرة في سورية والعراق في إطار "عملية العزم الصلب" التابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش".

المساهمون