احتجاجات وغضب عربي عقب اغتيال صالح العاروري

04 يناير 2024
التظاهرات العربية مستمرة تنديداً باغتيال العاروري (Getty)
+ الخط -

تتواصل ردود الفعل العربية، تنديداً باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري أمس الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية ببيروت.

واتهمت السلطات اللبنانية وحركة حماس، إسرائيل باغتيال العاروري وستة آخرين من رفاقه، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن الاغتيال جرى عبر طائرة مسيرة استهدفت مكتباً لحماس في الضاحية الجنوبية، فيما كشف مصدر أمني لبناني، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة عن عملية الاغتيال، مبيناً أنها جرت عبر "صواريخ موجّهة" أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية.

المغرب: فصل جديد من فصول الإجرام الصهيوني

ودان نشطاء مغاربة، مساء اليوم الأربعاء، في وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، بشدة جريمة اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ببيروت أمس الثلاثاء، مطالبين بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، لافتات تندد باغتيال العاروري و6 من رفاقه في حركة حماس، من بينها:" الشعب المغربي يدين الجريمة الصهيونية باغتيال الشهيد القائد صالح العاروري ورفاقه ويجدد العهد مع المقاومة حتى تحرير فلسطين.. كل فلسطين"، وأخرى تطالب بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة المغربية.

كما ردد المحتجون شعارات تدين جريمة اغتيال العاروري وأخرى تؤيد المقاومة الفلسطينية، من بينها: "صهاينة مجرمون قتلة إرهابيون"، و" مجازر صهيونية.. شراكة أميركية"، و" العاروري ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، و" الوفاء الوفاء.. لدماء الشهداء"، و" الشهيد خلى ( ترك) وصية.. لا تنازل عن القضية".

وبينما أحرق المحتجون العلم الإسرائيلي، أعلن اليهودي المغربي يعقوب بيرل، عن تضامنه المطلق مع الفلسطينيين وتأييد مقاومتهم، خلال كلمة ألقاها في الوقفة بينما كان رفقة ابنه الصغير الذي حمل لافتة كتب عليها "يعاني الفلسطينيون من أجل حماية العالم كله من الصهاينة، جميع اليهود الحقيقيون يدعمون الفلسطينيين بشكل كامل في نضالهم، فلسطين حرة".

وعبر بيرل، الذي بات وجهاً مألوفاً في الاحتجاجات ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن رفضه لكل أشكال التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن على المغرب الاستفادة من دروس كل المطبعين وما آلت إليه مخططاتهم.

إلى ذلك، اعتبر الكاتب العام لـ "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عزيز هناوي، في كلمة ألقاها في بداية الوقفة الاحتجاجية، أن اغتيال العاروري هو فصل جديد من فصول الإجرام الصهيوني والنازية الصهيونية يضاف إلى جرائمهم في حق المدنيين من أطفال ونساء، وتدمير أكثر من 70 في المائة من قطاع غزة، معبراً عن إدانة مجموعة العمل الوطنية لجرائم الغدر والخيانة التي ترتكبها عصابات الإجرام الصهيوني.

من جهته، وصف رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، إقدام الطيران الحربي الصهيوني على اغتيال الشهيد العاروري، بأنه "منعطف نوعي في معركة طوفان الأقصى التي تعد بحد ذاتها محطة نوعية فاصلة بين مرحلتين لن يكون ما بعدها كما قبلها أبداً".

وقال ويحمان، في تصريح لـ"العربي الجديد": "هذه جريمة إرهابية كاملة الأركان، وبقدر ما تنطوي عليه من إجرام كيان انفضحت نازيته أمام العالم أجمع، بقدر ما تكشف عن عجزه وإفلاسه في الميدان، حيث لم يحقق فيه أي إنجاز غير المجازر والإبادة الجماعية في حق الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، يوميا، منذ ثلاثة أشهر".

وأضاف: "هذا التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة هز وما يزال يهز العالم، وقد عرى ويعري الكيان وحلفاءه الأميركان"، مؤكدا أن "اغتيال العاروري جريمة نكراء، لكنها سوف تسرع بتحرير فلسطين وتعجل بسقوط الاحتلال".

وإلى جانب الوقفة الاحتجاجية التي خاضها مناهضو التطبيع مساء اليوم أمام البرلمان المغربي للتنديد بعملية الاغتيال، نظمت وقفة مماثلة بمدينة الدار البيضاء دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين".

ويأتي ذلك، في وقت دعت فيه مجموعة العمل مكوناتها وكل فعاليات الشعب المغربي للتعبئة العامة والتعبير عن الغضب الكبير في كل وقفاتها وتظاهراتها، وأن تجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب وطني تكريماً لروح الشهيد العاروري.

وكانت هيئات وجمعيات مغربية، قد نعت في وقت سابق صالح العاروري، وقدمت العزاء لحركة حماس.

ويشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالعاصمة الرباط. وتحولت المسيرات والوقفات التي ينظمها المغاربة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى " إلى مصدر قلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ بدأ الإعلام العبري بوصف هذه المسيرات بأنها "معاداة للسامية".

أردنيون يحتشدون تضامناً مع غزة وتنديداً باغتيال العاروري

إلى ذلك، اعتصم مئات الأردنيين مساء اليوم الأربعاء، في ساحة مسجد الكالوتي قرب سفارة دولة الاحتلال بمنطقة الرابية غربي العاصمة عمان، تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الأهل في قطاع غزة، وجريمة اغتيال الشهيد صالح العاروري.

وأكد المشاركون دعمهم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال، مشددين على أنها السبيل الوحيد لدحر الاحتلال.

وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بقطع كافة العلاقات مع العدوّ الصهيوني، وإلغاء كلّ الاتفاقيات مع الكيان وعلى رأسها اتفاقيتا وادي عربة والغاز، كما دانوا مواقف الأنظمة العربية من الإبادة الجماعية والحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على الأهل في غزة.

وفي السياق، شهد مخيم البقعة للاجئين في محافظة البلقاء، وسط الأردن، مسيرة شعبية حاشدة نظمتها الفعاليات الشعبية والسياسية في المخيم، وطالبت بدعم المقاومة وتسليحها، كما هتفوا للشهيد العاروري.

وشارك الآلاف في المسيرة التي جابت شوارع المخيم، هاتفين ضد الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، ورافضين للصمت والتخاذل العربي والإسلامي والدولي عن الدفاع عن حقوقهم.

ونفذت نقابة المحامين الأردنيين، مسيرة من أمام قصر العدل في العاصمة عمان باتجاه مجمع النقابات المهنية، تزامناً مع مسيرات ووقفات نفذتها نقابات المحامين العربية، وبالتوافق مع اتحاد المحامين العرب.

وارتدى المشاركون في المسيرة روب المحاماة، وهتفوا للمقاومة الفلسطينية في غزة وللشهيد القائد صالح العاروري، مطالبين بمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه، ووقف العدوان وجرائم الاحتلال ضـد الشـعب الفلسطيني.

وقال نقيب المحامين يحيى أبو عبود: "نقف اليوم إلى جانب المحامين العرب في العواصم العربية مع الحق الفلسطيني العادل ومقاومته الباسلة في صد العدوان الصهيوني الذي بدأ قبل 75 عاماً، وإلى جانب طوفان الأقصى الذي بدأ في السابع من أكتوبر وأعاد إلى الأمة كبرياءها".

ولفت إلى أن "النقابة تقود تحالفا دوليا لملاحقة الكيان على جرائمه"، مطالباً الحكومة الأردنية بالانضمام لدولة جنوب أفريقيا التي قررت مقاضاة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية.

المساهمون