احتجاجات لليوم الثاني في مدينة جرمانا بريف دمشق

09 يوليو 2024
انفلات في جرمانا الخاضعة لسيطرة النظام السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق احتجاجات صامتة، نظمها مئات الأهالي في المدينة مساء اليوم الثلاثاء، وقاموا خلالها بقطع الطرقات في أماكن متفرقة من المدينة، بسبب تردي الواقع الخدمي، وخاصة الكهرباء والمياه. وتركزت الأعداد الأكبر من المحتجين في ساحتي السيوف والرئيس، ما أدى لقطع السير وتحويله نحو الأحياء السكنية.

وعلى أثر ذلك، أغلقت المحال التجارية والمكاتب في المدينة أبوابها تضامناً مع المحتجين، بحسب ما رصده "العربي الجديد" خلال جولة في المدينة.

الناشط المدني عادل رافع (اسم مستعار) قال لـ"العربي الجديد"، إن رقعة الاحتجاجات في المدينة شهدت اليوم انتشاراً أوسع، وإنه لاحظ ازدياداً بأعداد المحتجين مقارنة بيوم أمس.

وأضاف: "لكن المفارقة بالأمر أن معظم المحتجين من أفراد حزب البعث المستولي على السلطة"، لافتاً إلى أن الاعتصام اقتصر على قطع الطرقات دون صدور أي هتافات من المحتجين، متوقعاً أن تتجه الأمور للتصعيد بعدما نكث المسؤولون بالوعود التي أطلقوها البارحة، ولم يتم وصل التيار الكهربائي سوى ساعتين حتى ليلة اليوم.

وأشار إلى أن الشوارع في مناطق المدينة كافة ازدحمت بالسيارات والمارة نتيجة قطعها من قبل المحتجين.

من جانبه، أكد المواطن "سعد.ك" في حديث لـ"لعربي الجديد"، أن حالة العصيان هذه المرة على ما يبدو ستستمر لأيام أكثر، حيث لم يعد المواطنون يحتملون ما أسماه بكذب السلطات وحلولها التخديرية المؤقتة.

وأردف: "المدينة تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، ولو خرج 2% منهم لأصبحوا أكثر تأثيراً". وتابع: "من يثق بهذه الحكومة إما جاهل وإما متجاهل وبالحالتين الأمر خطير وسيقودنا إلى الهلاك، فالأعمال ستتوقف والجوع سيزداد"، داعيا جميع سكان المدينة للخروج والمطالبة بحقوقهم.

وكانت المدينة شهدت أمس اعتصاماً ليلياً نظمه محتجون، قطعوا خلاله طرقات المدينة، لذات الأسباب آنفة الذكر، لتقوم صفحات موالية للسلطة بتسخيف الاحتجاجات والتسويق بأنها فورة غضب مؤقتة ستعالج كما عولجت احتجاجات 18 آب 2023 التي ترافقت مع انطلاقة حراك السويداء، وقام النظام بإخمادها عبر مفاوضات قدم خلالها "صفوان أبو سعدى" محافظ ريف دمشق السابق وعوداً للمحتجين بتحسين الواقع المعيشي والخدمي في المدينة، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح بعد يومين، لتقوم السلطة بتجييش مواليها للخروج بمسيرة مؤيدة للسلطة بتهديد واضح لكل من يخرج ضدها.

وحول ما إذا ستستمر حالة الاعتصام الحالي في المدينة، أو أنها ستتجه للتهدئة، يقول أحد المهتمين بالشأن العام في المدينة، إنه يعتقد بأن النظام لن يسمح بثورة الشارع في ريف دمشق، لذلك من المتوقع أن يقدم بعض التنازلات التي لن تفيد العوام كثيراً ولن تسبب له أي أضرار أو خسائر. وأشار إلى أن أي تحرك في جرمانا يحسب له حساب لأن ذلك سيعيد إحياء الحراك في السويداء، الذي صنف الأخطر على النظام، وقد يتجه لإثارة غضب مناطق أخرى كالزبداني وصحنايا.