احتجاجات بالضفة الغربية تدعو لإقالة محافظ نابلس بعد إساءته لأمهات الشهداء

06 أكتوبر 2022
محافظ نابلس وصف أمهات الشهداء بـ"الشاذات" (تويتر)
+ الخط -

دعا مئات الفلسطينيين في مدينتي نابلس ورام الله، شمالي ووسط الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، إلى إقالة ورحيل محافظ نابلس إبراهيم رمضان، على خلفية التصريحات التي أدلى بها، أمس الأربعاء، لإحدى الإذاعات المحلية في نابلس واُعتبرت مسيئة لأمهات الشهداء.

ووصف رمضان في اللقاء أمهات الشهداء اللواتي يرسلن أبناءهن لتنفيذ عمليات مسلحة بأنهن "أمهات شاذات، ويظهرن أنهن مناضلات، ويدفعن أبناءهن للانتحار". 

وعلى ميدان الشهداء وسط نابلس، حضرت العديد من أمهات الشهداء اللواتي رفعن صور أبنائهن، فيما ردد المتظاهرون هتافات تدعو لمحاسبة رمضان على تصريحاته "التي أساءت لأم الشهيد، التي باتت اليوم رمزاً نضالياً وثورياً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وردد المشاركون عبارات "ارحل ارحل يا رمضان"، "يا أم الشهيد نيالك، يا ريت أمي مكانك".

وفي كلمة لها خلال الوقفة، قالت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي إنه لا يمكن التهاون مع الإساءة لأمهات الشهداء من أي شخص، كائناً من كان، و"هن اللواتي كرمهن ربهن باستشهاد أبنائهن"، مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باسم جميع أمهات الشهداء بإقالة رمضان من منصبه ردًا لكرامتهن.

وفي رام الله، شارك المئات من ذوي الشهداء والشخصيات الوطنية والناشطين السياسيين في وقفة منددة بتلك التصريحات، ورفعوا اليافطات التي تستنكرها، وتدعو إلى محاسبة من تلفظ بها.

وفي بيان وُزع في رام الله ونابلس باسم عائلات الشهداء، وصف تصريحات المحافظ بالمهينة والغريبة عن ثقافة التضحية والمقاومة، وتمس أمهات الشهداء، "تساوقاً مع معركة الوعي التي يشنها الاحتلال للتشكيك بالمقاومة".

وطالبت العائلات بتجريد رمضان من صلاحياته كمحافظ لنابلس ومحاكمته بتهمة القدح والذم بأمهات الشهداء والمس بثقافة المقاومة والصمود.

واعتبر البيان أن هذه التصريحات تعبر عن رئيس السلطة ومنهجية الأمن المتبعة، ما لم تتم إقالته وإلزام كل المسؤولين بخطوط حمراء يمنع تجاوزها. ودعا البيان لتحريم وتجريم ملاحقة المطاردين، بل حمايتهم من الاحتلال، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين وصون الحريات العامة، واعتبار المقاومة حقا مشروعا في مقاومة الاحتلال.

ودعا البيان "جماهير الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حول عائلات الشهداء والأسرى وتعزيز صمودها وتوفير كل الوسائل المتاحة لإسناد الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، وإسناد عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم في معركة إذابة الصقيع".

كما دعا الإعلام الفلسطيني إلى التركيز على الرواية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال، مضيفاً "إننا لا نسعى إلى الموت بل إلى الحياة الحرة الكريمة الخالية من دنس الاحتلال، وأن ما نواجهه من ثكل وحرمان وفقدان يأتي في سياق الثمن في سبيل هذا الهدف السامي".

وخلال كلمة له في مهرجان إحياء ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، الذي نظم مساء اليوم الخميس في مخيم جنين، أكد المطارد من الاحتلال الإسرائيلي العقيد فتحي خازم، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم، الدعوة إلى إقالة ومحاسبة محافظ نابلس.

وتابع قائلاً: "نحن نفخر بأمهات الشهداء الماجدات، والعار سيلحق بمن حاول الإساءة إليهن، والمقاتلون رضعوا حليب العزة والكرامة وليس حليب الشذوذ أيها الشاذ".