احتجاجات السويداء في يومها السادس عشر تأكيد على الاستمرار

04 سبتمبر 2023
من الاحتجاجات في ساحة الكرامة بالسويداء (ليث الجبل/الأناضول)
+ الخط -

تستمر الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء،جنوبي سورية، لليوم السادس عشر على التوالي، ولا تزال المحافظة تشهد انضمام قرى جديدة للاحتحاجات التي لاقت إقبالاً شعبياً ملموساً من قبل شريحة واسعة من المحافظة، حتى لو جاءت بشكل ضمني.

وشهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، التي أصبحت ساحة الاحتجاجات المركزية لجميع محتجي المحافظة، توافد مئات المواطنين والمواطنات من مختلف المناطق اليوم الاثنين، وهو اليوم الرئيسي الثاني للاحتجاجات بعد يوم الجمعة من كل أسبوع، حسب ما اتفقت لجان الحراك.

ووقف المحتجون دقيقة صمت في الذكرى الثامنة لاغتيال الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة رجال الكرامة، مع ثلة من رفاقه وعشرات المدنيين بتفجيرين إرهابيين، يرجح ضلوع الأمن العسكري في التخطيط لهما وتنفيذهما في مثل هذا اليوم في عام 2015.

كما قام المحتجون بإزالة صورة للرئيس السابق حافظ الأسد من على مبنى التأمينات الاجتماعية وسط مدينة السويداء، مع تحطيم تمثال له.

وطالب المحتجون والمحتجات برحيل النظام وتطبيق القرارات الدولية الضامنة للانتقال السياسي والتغيير، كما رفعوا لافتات تؤكد تمسكهم بوحدة الشعب السوري، مؤكدين أن المقام الموقر هو مقام الشعب، وهو فقط الخط الأحمر، في رد على من اعترضوا على الهتافات المناهضة لبشار الأسد معتبرين ذلك تهجماً على مقام الرئاسة.

وقال أحد المحتجين من ساحة الكرامة لـ"العربي الجديد" إنه "إذا كان النظام يظن أننا نصدق تجاهله للاحتجاجات وصم آذانه عن مطالب الشارع برحيله فهو مخطئ، وهو يثبت لنا كل يوم مدى هشاشته وضعفه، وإذا كان يراهن على صبرنا، فإن صبرنا لن ينفد، وهذه الاحتجاجات ستستمر حتى رحيله"، وأشار إلى أن حواجز الخوف والرعب والصمت راحت إلى غير رجعة.

وفي سياق منفصل، كان الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل أحرار جبل العرب، قد نشر عبر صفحة الحركة، مساء أمس الأحد، مقطعاً مصوراً يوضح قيام الحركة بإطلاق سراح ضباط من جيش النظام، كان اختطفهم للضغط على النظام لإطلاق سراح الناشط أيمن الفارس المنحدر من اللاذقية، والذي اعتُقل أثناء توجهه للاحتماء في السويداء بعد مقاطع مصورة قام فيها بمهاجمة رأس النظام.

وقال عبد الباقي في المقطع المصور إن قيامه بهذه الخطوة جاء كبادرة حسن نية، بعد أن ثبت له وللضباط الأسرى لديه أن النظام "لم يكترث لأسرهم، وأنه يعتبرهم وقوداً لاستمرار بقائه على الكرسي". وخلال المقطع، أكد أحد الضباط؛ وهو من ريف حمص، أن أعضاء الفصيل لم يسيئوا معاملته وعاملوه كضيف ولم يمسه أحد بأذية لا جسدية ولا لفظية.

كما لفت عبد الباقي إلى أن الحركة مستمرة في الضغط على النظام حتى إطلاق سراح الناشط أيمن الفارس وكل معتقلي الرأي، على حد قوله.

وعن فاعلية إجراء اختطاف عناصر من الجيش للمبادلة بمعتقلي رأي لدى النظام، يقول الناشط المدني أوس أبو مغضب، لـ"العربي الجديد"، أنه لا يعتقد "أن النظام سيرضخ بعد الآن لضغوطات من هذا النوع، وخصوصاً بعد أن بدأ موقناً أنه فقد تأييد مكون من الأقليات كان يستخدمه شماعةً لبقائه في السلطة، وبالمقابل، فإن النظام يحاول الظهور بمظهر القوة ولا يريد أن يبدو بلا هيبة أمام الرأي العام".

المساهمون