وصل ممثلو معسكر شرق ليبيا في لجنة 5 + 5، وعدد من القادة العسكريين من شرق البلاد، إلى العاصمة طرابلس، مساء اليوم الأحد، لعقد اجتماع مع نظرائهم في المنطقة الغربية، في إطار المشاورات التي ترعاها البعثة الأممية في المسار العسكري.
وإضافة لممثلي قيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في لجنة 5 + 5، وصل أيضا اللواء عمر مراجع آمر لواء طارق بن زياد، والعقيد حسن الزادمة آمر اللواء 128، أكبر ألوية مليشيات حفتر، إضافة إلى وكيل وزارة الداخلية في الحكومة المكلّفة من مجلس النواب فرج قعيم.
ويأتي اللقاء المرتقب بين القادة العسكريين عن شرق وغرب البلاد في العاصمة طرابلس بعد أكثر من أسبوع من لقاءين عسكريين في العاصمة التونسية، ضم الأول أعضاء لجنة 5 + 5 وقادة عسكريين عن الشرق والغرب، وضم الثاني مجموعة العمل الأمنية الدولية بشأن الملف الليبي بمشاركة رئيسي أركان الغرب والشرق، اللواء محمد الحداد واللواء عبد الرزاق الناظوري.
وعقب لقاء تونس، قالت البعثة الأممية إن هدف اجتماع القادة العسكريين "إرساء بيئة آمنة ومؤاتية للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الحالي (2023)"، مؤكدة أن المجتمعين اتفقوا على "توحيد الصف، والمضي قدما باتجاه تنظيم انتخابات" خلال العام الجاري، ومواصلة اللقاءات بينهم "من أجل العمل الأمني المشترك لضمان تأمين العملية الانتخابية".
كما ناقش المجتمعون في تونس "دور ومهام القوة العسكرية المشتركة التي اتُّفق على تشكيلها في الاجتماعات السابقة وتجهيزها بالشكل اللازم"، إضافة إلى مواصلة مناقشة ملف انسحاب القوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب، والمرتزقة.
وفيما لم يصدر عن قيادة حفتر في شرق ليبيا أي موقف أو بيان بشأن اجتماعات تونس، قدم الحداد لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، "إحاطة كاملة عن الخطوات المتخذة لإنشاء قوة عسكرية مشتركة تضم أفراد الجيش من المناطق كافة، لتكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية"، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
خلافات حل القوة المشتركة
وقبل الإحاطة التي قدمها الحداد إلى المنفي، كشف مصدر عسكري ليبي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، النقاب عن تركز اجتماعات القادة العسكريين في اجتماع تونس على كيفية تشكيل قوة عسكرية مشتركة بقيادة واحدة، مشيرا الى أن التوجيه الدولي لأولى مهام هذه القوة هو التوجه الى الجنوب الليبي والانتشار في المرافق الحيوية، خصوصا الحدود الجنوبية والمنشآت النفطية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن النقاش لا يزال مبدئيا، والاجتماع ناقش مقترحا لتشكيل القوة من ثلاث وحدات، من الشرق والجنوب والغرب، وقال: "تخللت النقاش خلافات حول تسليح القوة، وما إذا كان السلاح خفيفا أم ثقيلا، وكيف يكون متوازنا في الوحدات الثلاثة، فضلا عمن يوفر الغطاء الجوي للقوة المشتركة في حال انتشارها في مواقعها".
وأشار المتحدث إلى خلافات أخرى بين قادة المجموعات المسلحة في غرب البلاد، على خلفية اختلاف مواقفهم المؤيدة للحكومتين؛ حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من مجلس النواب.
وفيما يعتقد المصدر العسكري أن اللقاء الذي جمع الحداد والناظوري، برفقة ممثلين دوليين، جاء لمحاولة إرسال تطمينات لكافة الفصائل المسلحة في البلاد، وقال إن "العقبات لا تزال كبيرة أمام تشكيل هذه القوة مع وجود قوات أجنبية كالقوات التركية والروسية، إلى جانب معسكري غرب وشرق البلاد".
ومنذ وصوله إلى البلاد وتسلمه مهامه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ركز رئيس البعثة الأممية عبد الله باتيلي، في اجتماعاته، على لقاء لجنة 5 + 5، وتنشيط مهامها، قبل أن يشدد على دورها العام، في مبادرته التي أعلنها نهاية فبراير/شباط الماضي، في تهيئة الظروف الأمنية لإجراء الانتخابات.