اجتماع ثانٍ للجنة مراقبة وقف النار وسط تدمير مستمر للقرى اللبنانية

18 ديسمبر 2024
قصف إسرائيلي على بلدة طير حرفا جنوبي لبنان، 23 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقدت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اجتماعها الثاني في مقر اليونيفيل برأس الناقورة، وسط مطالبات لبنانية بوقف الخروقات الإسرائيلية المتزايدة، حيث تجاوزت 240 خرقاً منذ بدء الاتفاق.
- تواصل القوات الإسرائيلية عمليات التجريف والهدم في الناقورة والقرى الحدودية، مما أدى إلى دمار بنسبة 70%، وسط انتقادات لليونيفيل لعدم تحركها لوقف الانتهاكات.
- أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم فرنسا للبنان، خاصة في القطاع الصحي، بينما بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفير القطري المستجدات المحلية والإقليمية.

عقدت لجنة مراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اجتماعها الثاني اليوم الأربعاء، في مقرّ قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في رأس الناقورة، على وقع مطالبات لبنانية مستمرّة بوضع حدٍّ لخروقات جيش الاحتلال التي تجاوزت الـ240 خرقاً منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي أوقعت عدداً من الشهداء والجرحى. واجتمعت اللجنة الخماسية برئاسة أميركية وعضوية فرنسية وممثلين عن لبنان والاحتلال واليونيفيل في رأس الناقورة لبحث مسار الاتفاق والخروقات التي تسجّل وسبل استمراريته والحفاظ عليه، مع التشديد على ضرورة التزامه لحمايته مستقبلاً. وتؤكد اللجنة التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أن اجتماعاتها ستكون بوتيرة منتظمة وتنسيق وثيق للعمل لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701.

وأعلنت سفارتا أميركا وفرنسا في لبنان واليونيفيل، في بيان مشترك مساء اليوم الأربعاء، أنّ "اليونيفيل استضافت اليوم الاجتماع الذي عُقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا وبمشاركة الجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية، وسوف تجتمع لجنة الإشراف بهذه الطريقة بانتظام، وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701".

وبالتزامن مع اجتماع اللجنة الثاني، تواصل الجرافات الإسرائيلية عمليات التجريف والهدم في بلدة الناقورة لليوم الثالث على التوالي، فيما فجرت منازل في منطقة طير حرفا وشيحين في قضاء صور جنوباً، وذلك بعد عمليات عدة نفذها جيش الاحتلال أمس الثلاثاء على القرى والبلدات الحدودية، منها بلدة مجدل زون، التي أدت إلى إصابة 3 أشخاص بجروح. كذلك، خرق الاحتلال اليوم الأجواء اللبنانية، ومن ضمنها بيروت والضاحية والمناطق المحيطة والساحلية، إذ حلقت طائراته على مستوى منخفض منذ ساعات الصباح.

وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عقب اجتماع مجلس الوزراء أمس الثلاثاء، على وجوب وقف لجنة المراقبة الخروقات الإسرائيلية "غير المقبولة ووضع حدٍّ لها"، مؤكداً وجوب التطبيق الكامل لمضامين القرار 1701 برعاية اللجنة والدول التي ضمنت تنفيذ هذه الإجراءات استناداً إلى التطبيق الكامل للقرار المذكور.

ويماطل جيش الاحتلال في عمليات الانسحاب من القرى والبلدات التي احتلها، وضمنها تلة الحمامص، الأمر الذي يؤخر دخول الجيش اللبناني، علماً أنها كانت تأتي في إطار المرحلة الأولى تبعاً لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش لم يدخل بعد بلدتي العديسة أو الطيبة أو أي بلدة من البلدات التي لا يزال جيش الاحتلال موجوداً فيها، ولن ينتشر فيها قبل أن يكتمل الانسحاب، وبعد التنسيق مع قوات اليونيفيل، وربطاً مع اللجنة المكلفة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار". وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "الجيش اللبناني يعزز انتشاره في بلدة الخيام بعد انسحاب جيش الاحتلال منها، وهو منتشر أيضاً في عين عرب وشبعا".

ارتفاع نسبة الدمار في الناقورة إلى 70% منذ سريان الهدنة

في غضون ذلك، قال رئيس بلدية الناقورة، عباس عواضة، في بيان اليوم الأربعاء، إن "العدو الاسرائيلي يقوم بتدميرٍ ممنهج للبلدة الواقعة على بعد 3 كم من الحدود، حيث ارتفعت نسبة الدمار إلى 70% منذ سريان الهدنة"، مشيراً إلى أن "نسبة الدمار قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ كانت 35% تقريباً". وأضاف: "لم نتمكن من الاطلاع من كثب لمعاينة الأضرار وحجم الخسائر بسبب منع العدو الإسرائيلي المواطنين من الدخول إليها لتفقد ممتلكاتهم"، مشيراً إلى أن "الفيديوهات والصور الواردة من هناك تؤكد أن جيش العدو الإسرائيلي استقدم آلياته لجرف المنازل والمحال التجارية والمنشآت المدنية، في محاولةٍ منه للانتقام من البلدة وأهلها، من أجل الضغط وإحداث خراب في البلدة، على الرغم من وقف الأعمال الحربية".

واستغرب عواضة "عدم تحرّك قوات اليونيفيل والجهات المعنية بمراقبة الهدنة ضد ما تقوم به القوات الإسرائيلية من تخريب ممنهج للبنى التحتية والمنشآت المدنية في أكثر من بلدة، وتحديداً الناقورة التي يقع فيها مركز قيادة قوات الطوارئ الدولية". وتمنى على لجنة الإشراف "النظر بالممارسات الإسرائيلية العدائية تجاه البلدة التي تستضيف على أرضها الاجتماع الثاني اليوم، في الوقت الذي لا يزال جنود العدو منتشرين بآلياتهم على التلال المقابلة، ويقومون بأعمال تجريف للمنازل".

في سياقٍ ثانٍ، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في السرايا اليوم، وعرض معه الأوضاع والمستجدات المحلية والإقليمية كافة. وتسلم ميقاتي من الأمينة العامة لـ"المجلس الوطني للبحوث العلميّة في لبنان" تمارا الزين، تقريراً عن "الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والأضرار القطاعية"، أعده المجلس بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان.

ماكرون: فرنسا تقف دائماً إلى جانب لبنان

من ناحية أخرى، شارك وزير الصحة العامة فراس الأبيض، في فعاليات افتتاح أكاديمية منظمة الصحة العالمية في مدينة ليون الفرنسية، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وأكد الأبيض للرئيس ماكرون تقديره للدعم الذي تقدمه فرنسا إلى القطاع الصحي في لبنان، آملاً تخصيص جزء من هذا الدعم لإعادة إعمار القطاع الذي تضرر خلال الحرب. ونوّه الأبيض باهتمام فرنسا الدائم في لبنان، ولا سيما المؤتمر الذي عقد في الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في خضم الحرب على لبنان. وأكد ماكرون وقوف فرنسا الدائم إلى جانب لبنان ودعم قطاعه الصحي ببرامج متعددة.

المساهمون