أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، اطلعت عليه "رويترز"، إلى انتهاك إيراني جديد للاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، وذلك في اليوم نفسه الذي التقت فيه تلك البلدان لإحياء الاتفاق، ما سيزيد على الأرجح من التوتر مع الحكومات الغربية.
وتجنبت الوكالة اتهام إيران صراحة بانتهاك الاتفاق، لكنها ترسل في العادة مثل هذه التقارير "الخاصة" إلى الدول الأعضاء في حال حدوث انتهاكات فقط.
وقال دبلوماسيان لـ"رويترز" إن ما وصفه التقرير يرقى إلى حدّ انتهاك جديد. ويتعلق الانتهاك بما يُحسب رسمياً ضمن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.
وبعد إعلان الاتفاق النووي عام 2015، حدّدت الدول الموقعة عليه ما يمكن تصنيفه بأنه زيادة في المخزون، واستثنت مواد مثل ألواح الوقود الخردة المحملة بيورانيوم مخصب إلى درجة قرب 20 بالمائة وتوصف بأنها "مهدرة"، لكن تقرير يوم الجمعة ذكر أن إيران استردت بعضاً من هذه المواد.
وقال التقرير: "في السابع من إبريل/ نيسان، تحققت الوكالة بمصنع ألواح الوقود في أصفهان من أن إيران قد فككت ستة ألواح وقود خردة غير مشعة لمفاعل طهران للأبحاث تحتوي على 0.43 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 20 بالمائة يو-235".
وعلى الرغم من ضآلة كمية اليورانيوم المخصب، إلا أنه يرقى إلى حدّ الانتهاك الجديد للاتفاق، في وقت حساس، وخصوصاً في ظل مشاركة طهران والولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة في فيينا، بهدف استكشاف سبل عودة الطرفين إلى التزام الاتفاق النووي التزاماً كاملاً.
وبعد ختام محادثات بين باقي أطراف الاتفاق يوم الجمعة، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه لا ينبغي للاستفزازات الإيرانية الجديدة أن تقوض الأسبوع الأول "الإيجابي" من المفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، في تصريح للصحافيين: "الأهم في هذا السياق امتناع إيران عن أي انتهاك آخر للالتزامات النووية قد يقوض الحراك الحالي".
وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش سابق عن الأسلحة في الأمم المتحدة وأحد المتشددين تجاه إيران، إن الخرق الأخير يثير أيضاً تساؤلات بشأن ما استثنته القوى العالمية من مخزون اليورانيوم المخصب. وقال: "إذا نظرنا إلى الوراء، فإن إعفاء اليورانيوم المخصب هذا قرب درجة نقاء 20 بالمائة لم يكن فكرة جيدة".
ويأتي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت تعقد فيه اللجنة المشتركة للاتفاق النووي المؤلفة من إيران وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا محادثات في فيينا بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وتعتري المفاوضات عثرات عدة، بدءاً من إقناع طهران بالعودة إلى التزاماتها النووية، وموافقة واشنطن على رفع للعقوبات عن الأولى، وصولاً إلى التصعيد الإسرائيلي حيال الملف النووي الإيراني.
وأعلن مسؤول أميركي، الجمعة، أنّ الولايات المتحدة قدّمت خلال محادثات في فيينا مقترحات "جادّة للغاية" لإيران، من أجل إحياء الاتّفاق بشأن برنامجها النووي، مشدّداً على أنّ واشنطن تتوقّع أن تُظهر طهران "الجدّية" نفسها.
(رويترز، العربي الجديد)