اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب يزداد ضعفاً.. والفصائل مستعدة للاحتمالات

21 أكتوبر 2020
بلغت الخروقات منذ 5 مارس/آذار حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أكثر من 3174 خرقاً (Getty)
+ الخط -

يشهد وقف إطلاق النار، الساري في إدلب منذ الخامس من مارس/آذار الماضي، حالة من القلق بين قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا من جهة، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا من جهة أخرى، فرغم إبرام الاتفاق بين روسيا وتركيا كضامنين عن النظام والمعارضة؛ فإن الخروقات لا تزال مستمرة وبشكل يومي، وخاصة من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، سواء بالقصف المتواصل على بلدات وقرى قريبة من خطوط التماس، أو بمحاولات التقدم والاختراق المتكررة على الجبهات، والتي تستدعي من فصائل المعارضة صدها والرد عليها.

وكانت المعارك توقفت في بداية مارس/آذار بعد أن تقدمت قوات النظام والمليشيات وقضمت مساحات واسعة من "منطقة خفض التصعيد" (إدلب ومحيطها)، رغم خضوع هذه المنطقة لتفاهمات أستانا وسوتشي بين الأطراف الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، فاجتاحت ريف حماة الشمالي ثم ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وتلا ذلك ريفي حلب الغربي والجنوبي، وجاء الاتفاق ليضع حداً لعمليات التقدم والمعارك، رغم هشاشته وتوقع انهياره في أي وقت.

لا تخفي قوات النظام وحلفاؤها الرغبة في تجديد المعارك بهدف التقدم للوصل إلى الطريق الدولية حلب–اللاذقية "إم 4" المارة من إدلب

ويقول النقيب ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، كبرى تشكيلات المعارضة السورية في إدلب والمدعومة من تركيا، إنه "منذ بداية الهدنة كانت هناك خروقات كثيرة ومتعددة من قبل قوات النظام وسلاح الجو الروسي، ما يدل على عدم رغبة النظام وحليفته روسيا بالالتزام بوقف إطلاق النار، ودائماً ما يحاولون إيجاد الذرائع والحجج للنقض والتخلص من هذا الاتفاق".

ويضيف مصطفى، في حديثه مع العربي الجديد، إن "الجانب التركي دفع من خلال العمل الدبلوماسي والسياسي كثيراً لجهة الضغط على قوات الاحتلال الروسي لإيقاف التقدم وإنهاء المأساة الإنسانية"، مشيراً إلى أن "الدور التركي كان رئيسياً في هذه الهدنة من خلال المفاوضات وانتشار نقاط المراقبة على طول خطوط التماس، ونحن في (الجبهة الوطنية للتحرير) في حال تنسيق عالية مع الحليف التركي في غرفة عمليات عسكرية".

ولا تخفي قوات النظام وحلفاؤها الرغبة في تجديد المعارك واستئنافها، بهدف الانطلاق من جبل الزاوية، حيث خط التماس الحالي، جنوبي إدلب، والتقدم للوصول إلى الطريق الدولية حلب–اللاذقية "إم 4" المارة من إدلب. وذلك ما تضغط باتجاهه روسيا أيضاً للوصول إلى فتح الطريق أمام الحركة التجارية والطبيعية، وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن النظام التي فاقمها صدور قانون قيصر، إلا أن فصائل المعارضة تقول إنها مستعدة لكافة الاحتمالات.

ويشير القيادي العسكري في فصيل "جيش الأحرار" التابع لـ "الجبهة الوطنية للتحرير" إلى أن "الفصائل كسبت الوقت في هذه الهدنة، لإعداد المقاتلين وتدريبهم على التكتيكات الجديدة التي استخدمها النظام وحلفاؤه في المعارك الأخيرة، مضيفاً في حديثه مع "العربي الجديد": "رفعنا من مستوى التحصينات الدفاعية، ومقاتلونا حالياً على أتم الجاهزية الدفاعية والهجومية وبانتظار أية أوامر عسكرية من غرفة العمليات".

وبحسب بيان لفريق "منسقو الاستجابة" الناشط في إدلب، فقد بلغ عدد الخروقات لوقف إطلاق النار منذ الخامس من شهر مارس/آذار الماضي حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أكثر من 3174 خرقاً، من بينها استهدافات بالطائرات الحربية الروسية خلفت 33 ضحية من المدنيين، واستهداف أكثر من 17 منشأة حيوية في المنطقة.

المساهمون