اتفاق على ترتيب زيارة للرئيس الجزائري إلى فرنسا في مايو المقبل

15 يناير 2023
ماكرون زار الجزائر في أغسطس الماضي (ليدوفيش ماران/ فرانس برس)
+ الخط -

أفاد بيان للرئاسة الجزائرية، اليوم الأحد، أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يعتزم إجراء زيارة رسمية إلى فرنسا تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وذلك خلال شهر مايو/ أيار المقبل.

وذكر البيان أن تبون تلقى مكالمة هاتفية من ماكرون "تبادلا فيها التهاني بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، متمنيين للشعبين دوام التقدم والازدهار".

وأضاف البيان ذاته: "كما تناول الرئيسان، بالمناسبة، قضايا تهم العلاقات الثنائية، وتطرقا إلى زيارة الدولة التي سيؤديها السيد رئيس الجمهورية إلى فرنسا، حيث اتفقا على أن تكون خلال شهر ماي (مايو/ أيار) المقبل".

وتأتي الزيارة المرتقبة بعد زيارة سابقة قام بها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، والتي توجت بالتوقيع على وثيقة "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" بين البلدين، تضمنت جملة من التوافقات والآليات لإقامة علاقات على أسس جديدة، وآليات مشتركة لمعالجة مختلف القضايا العالقة والمسائل الأمنية، بما فيها قضية الذاكرة والتاريخ.

وكان الرئيس الجزائري قد كشف في وقت سابق، لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه سيزور باريس العام الجاري، فيما عبر ماكرون في مقابلة مع أسبوعية "لوبوان" الفرنسية عن أمله في "أن يتمكّن الرئيس تبّون من القدوم إلى فرنسا في عام 2023 لمواصلة عمل صداقة غير مسبوق".

ولمح ماكرون الى أن زيارة تبون الى فرنسا ستتخللها مراسم تكريم أمام نصب الأمير عبد القادر الجزائري في مقبرة أبطال مقاومة الاستعمار ببلدة أمبواز (حيث كان الأمير معتقلا جنوب غرب باريس)، ووصف ماكرون بأن ذلك "سيكون لحظة جميلة جداً وقوية جداً، وأتمنّى حصول ذلك"، مشيراً الى أن مراسم كهذه "سيكون لها معنى في تاريخ الشعب الجزائري، وبالنسبة للشعب الفرنسي".

والأمير عبد القادر (1808-1883) أحد رموز المقاومة الجزائرية، واعتُقل في أمبواز مع العديد من أفراد عائلته من 1848 ولغاية 1852.

وكان الرئيس الفرنسي قد أكّد في مقابلته مع "لوبوان" أنّه لن يطلب "الصفح" من الجزائريين عن استعمار فرنسا بلدهم، لكنّه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون في باريس هذا العام، لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين.

وقال ماكرون: "لست مضطراً إلى طلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط"، موضحاً أنّ "أسوأ ما يمكن أن يحصل أن نقول: (نحن نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله)"، مشدّداً على أنّ "عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنّه عكس ذلك تماماً".

وأوضح أنّ عمل الذاكرة والتاريخ "يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أموراً لا توصف، أموراً لا تُفهم، أموراً لا تُبرهَن، أموراً ربّما لا تُغتفر".

ومسألة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر (1830-1962) هي في صميم العلاقات الثنائية والتوتّرات المتكرّرة بين البلدين.