قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الإثنين، إن الأردن "استدعى السفير الإسرائيلي ولم يكن موجودا في عمّان، وسيتم اليوم استدعاء القائم بأعمال السفارة، لإيصال رسالة المملكة الصارمة الواضحة، والتي ندين فيها التصرفات الإسرائيلية"، وذلك في سياق تحركات عربية واسعة لبحث المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف الصفدي، خلال جلسة نقاشية في مجلس النواب الأردني، أن الأردن كثّف جهوده المستمرة، بالاتصال مع جميع الأطراف الدولية، وبتنسيق يومي مع الفلسطينيين.
وتابع الوزير الأردني في هذا السياق: "حماية الحرم وهويته أولوية أردنية، وننطلق بجهودنا المستمرة للتصدي للإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية اللاشرعيَّة داخل الحرم القدسي الشريف".
وفي وقت لاحق، التقى الصفدي سفراء دول الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية المعتمدين لدى المملكة، لـ"بلورة موقف دولي فاعل وضاغط لوقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في المسجد الأقصى".
وأكّد الصفدي أن "التوتر سيستمر وسيتصاعد إن لم يتم إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حلّ الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"، مُحذراً من أنّ "الوضع الحالي الذي تغيب فيه آفاق التقدم نحو الحل السلمي وتتفاقم فيه التحديات الاقتصادية على الفلسطينيين لا يمكن أن يستمر".
بدوره، قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة: "لا نقف ولم نقف على ضفتين، في ما يتعلق بالقدس والمقدسات المسيحية والإسلامية، ونحن على قلب واحد وتحت الوصاية التي يمارسها جلالة الملك". وتابع: "لمسنا مدخلا لمحاولة تقسيم مكاني وزماني للمسجد الأقصى، وهو ما لا نسمح به، ونتصدى له"، معتبرا استمرار التصعيد الإسرائيلي "خرقا مدانا ومرفوضا للقانون الدولي".
اتصالات
وعلى صعيد متصل، أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، العاهل الأردني عبد الله الثاني على ما يجري في القدس، خاصة اقتحامات المستوطنين والاعتداء على المصلين.
ووفق ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، فقد جرى خلال الاتصال بين الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، خاصة ما يجري في مدينة القدس من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تتصرف بوحشية تجاه المصلين الآمنين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والوضع القانوني والتاريخي للوضع القائم "الستاتيكو"، فيما أطلع عباس ملك الأردن على آخر الاتصالات والمراسلات التي تقوم بها فلسطين.
وتم الاتفاق بين الرئيس عباس وملك الأردن على مواصلة التشاور والتنسيق، والتحرك المشترك على الساحة الدولية، وإجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية لوقف هذه الاعتداءات الوحشية على المسجد الأقصى المبارك والمصلين، ووقف القتل والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت وكالة "وفا" إلى أنه تجري التحضيرات لعقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالقدس خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل اتخاذ القرارات والمواقف اللازمة لوقف هذا العدوان، فيما تم الاتفاق بين الرئيس عباس وملك الأردن على إجراء لقاء مرتقب بينهما.
كما بحث ملك الأردن عبد الله الثاني، الإثنين، مع زعماء دول عربية، التطورات في المسجد الأقصى بمدينة القدس.
وجاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها العاهل الأردني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
من جانب آخر، بحث الرئيس محمود عباس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين آخر التطورات على الساحتين الفلسطينية والدولية، والعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس بوتين على موقف روسيا الثابت لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وأن روسيا ستواصل تقديم دعمها السياسي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، وحول ما يجري في القدس والمسجد الأقصى.
وشدد بوتين على رفضه للممارسات الإسرائيلية التي تحول دون وصول المصلين بحرية إلى المسجد الأقصى، وعلى ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصى، والقدس.
من جانبه، وضع الرئيس محمود عباس نظيره الروسي حول آخر التطورات، خاصة ما يجري في مدينة القدس من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
عاهلا الأردن والمغرب: التصعيد في القدس يقضي على فرص إحياء عملية السلام
اعتبر العاهلان المغربي الملك محمد السادس والأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، أن من شأن التصعيد الإسرائيلي في القدس أن "يزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام بالمنطقة".
جاء ذلك، خلال مكالمة هاتفية أجراها العاهل المغربي مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الاثنين، وفق بيان أصدره الديوان الملكي المغربي.
وأشار الديوان الملكي، إلى أن المحادثات بين العاهلين شملت التطورات والأحداث التي تعرفها القدس والمسجد الأقصى في ضوء ما شهده من اقتحامات للأماكن المقدسة واعتداءات على المصلين، وذلك من منطلق رئاسة الملك محمد السادس، للجنة القدس، وتولي الملك عبد الله الثاني بن الحسين للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف.
وكان المغرب قد أعرب ، أول من أمس السبت، عن إدانته الشديدة واستنكاره القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين.
اجتماع طارئ للجنة الوزارية العربية
إلى ذلك، يستضيف الأردن، الخميس المقبل، اجتماعاً طارئاً للجنة الوزارية العربية المُكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى، وسبل التصدي له، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية الإثنين.
وتضم اللجنة التي يرأسُها الأردن، تونس بصفتها رئيس القمة العربية الحالية، والجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب. وستشارك دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، في اجتماع اللجنة في عمان الذي يحضره الأمين العام لجامعة الدول العربية.
مجلس النواب الأردني يطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل
وعلى صعيد متصل، طالب مجلس النواب الأردني، في جلسته اليوم الإثنين، بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال، احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
ووافق المجلس على رفع مذكرة نيابية موقّعة من 87 نائبا إلى الحكومة، تتضمن المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي لدى المملكة.
وعرض رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي، المذكرة خلال الجلسة، حيث صوّت عليها النواب بالإجماع، فيما قامت رئاسة المجلس بإقرارها وإحالتها إلى الحكومة.
وقال النواب في المذكرة، إن "الوقوف عند محطة الاستنكار والشجب لما يجري في القدس والمسجد الأقصى لم يعد خيارا ينسجم، لا مع مصلحة الدولة الأردنية العليا ولا مع تطلعات ومشاعر الشعب الأردني، كما لا ينسجم مع تضحيات المرابطين في ثغور القدس والمسجد الأقصى".
وتابع النواب: "إننا بانتظار تلك الإجراءات من جهة الحكومة ردا على الاعتداء السافر وعدم احترام الوصاية الهاشمية الأردنية، وأقلها قطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو وإغلاق سفارة الكيان في عمان وطرد سفيره واستدعاء السفير الأردني في إسرائيل، وتجميد العمل بكل الاتفاقيات الثنائية إلى حين التوثق من ردع تلك الممارسات وعدم تكرارها، إضافة إلى تدخّل أعلى المستويات لضمان الإفراج عن الأسرى والمخطوفين من حرم المسجد الأقصى من شباب القدس".
أردنيون يعتصمون قرب سفارة الاحتلال
واعتصم أردنيون، الليلة الماضية، أمام مسجد الكالوتي قرب سفارة الاحتلال بمنطقة الرابية غربي العاصمة عمّان، وذلك تنديدا واحتجاجا على ممارسات سلطات الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى والقدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد المشاركون دعمهم وتأييدهم المقاومة الفلسطينية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية ودحر الاحتلال.
واستهجنوا الموقف العربي الرسمي، خصوصاً الموقف الأردني، مطالبين في ذات السياق الحكومة بإلغاء اتفاقية وادي عربة وطرد سفير الاحتلال من العاصمة عمّان، وإلغاء اتفاقية الغاز.
رسالة من تبون إلى غوتيريس
من جانبه، طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المجتمع الدولي بـ"التحرك من أجل ضمان الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم"، مؤكدا في رسالة وجهها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن "تأزم الوضع هذا يلزم المجتمع الدولي بالمسؤولية الكاملة، إذ يتحتم عليه، من خلال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخصوص، التعجيل بالتحرك من أجل ضمان الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم بموجب القانون الدولي".
وأضاف تبون أن ذلك يستوجب "تحذير الاحتلال من عواقب اتخاذ أي إجراء من شأنه تأجيج التوترات واستمرار دوامة العنف".
وجاء في الرسالة نفسها أن "ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلية من اعتداءات ضد حرمة المسجد الأقصى وعنف ضد جموع المصلين العزل، يأتي في سياق دولي متوتر، ويزيد من حدة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويعطل أكثر فأكثر الوصول إلى حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هذه الممارسات التي تعود كل عام في شهر رمضان المبارك، وفي يوميات متكررة، تشهد على قمع الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين الذين يفرضون بمقاومتهم وتضحياتهم كل الاحترام".