اتساع رقعة معارك مأرب: الحوثيون يستهدفون أبرز تحصينات الجيش اليمني

11 ديسمبر 2021
أدت المعارك المتواصلة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين (فرانس برس)
+ الخط -

اتسعت رقعة المعارك الدائرة على أطراف مدينة مأرب بشكل غير مسبوق، إثر هجمات انتحارية لجماعة الحوثي على تحصينات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، من محاور مختلفة في الجبهات الجنوبية والشرقية للمحافظة الغنية بالنفط.

وبعد انحسار نسبي للقتال منذ أواخر الشهر الماضي، رمت جماعة الحوثي، بكل ثقلها العسكري على الجبهة الجنوبية، في مسعى منها لتحقيق اختراق جوهري في سلسلة جبال البلق، أبرز تحصينات القوات الحكومية في مديرية مأرب الوادي.

وأكدت مصادر عسكرية وقبلية، لـ"العربي الجديد"، أن المعارك لم تهدأ منذ الأحد الماضي، حيث تصاعدت المواجهات بشكل قياسي إثر تسلل للحوثيين إلى سلسلة جبال البلق الشرقي ومناطق في وادي عبيدة، وذلك للمرة الأولى.

ودفع الحوثيون بمجاميع واسعة من المقاتلين إلى مناطق وادي عبيدة من أجل السيطرة على كامل البلق الشرقي، وسط استبسال لقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، من قبائل عبيدة التي اندفعت للدفاع عن أراضيها من الهجمات الحوثية.

ووفقاً للمصادر، أدت المعارك المتواصلة منذ ستة أيام، إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، جثث بعضهم لا تزال متناثرة في صحراء الرملة، ومعظمهم من صغار السن الذين يُزَج بهم إجبارياً في مقدمة الخطوط الأمامية.

ودارت أغلب المعارك من مسافة صفرية بين الجيش اليمني والحوثيين، وعلى الرغم من الاقتراب غير المسبوق لمناطق التماس بين الجانبين، شنّت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، ضربات جوية مكثفة على تحركات المجاميع الحوثية، وإن كانت لم تكبح تسللاتهم جذرياً.

ووفقاً لما أحصته وسائل إعلام حوثية منذ الأحد الماضي وحتى مساء أمس الجمعة، فقد شنّ الطيران الحربي 167 غارة جوية، في معدل قياسي يكشف ضراوة المعارك الدائرة على الأرض.

وتحاول جماعة الحوثيين تحييد الطيران الحربي من خلال استخدام دفاعات جوية جديدة من طراز صاروخ فاطر 1، الذي استُخدِم الخميس الماضي في التصدي لمقاتلة حربية في سماء مديرية الجوبة، وفقاً للمتحدث العسكري للحوثيين.

ولا يكترث الحوثيون للخسائر البشرية الواسعة في صفوف مقاتليهم، حيث تسعى الجماعة لاستغلال ذروة المعارك الجديدة للانقضاض أكثر على مواقع القوات الحكومية، وتجاوز التحصينات الدفاعية المنيعة التي وقفت حائلاً دون تقدمهم طوال الشهرين الماضيين، وتحديداً منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورسمت وسائل إعلام إيرانية مخططاً لسيناريوهات معركة مأرب القادمة بعد التوغل نحو الجبهات الجنوبية الشرقية، حيث زعمت أن جماعة الحوثيين بات بمقدورها "تنفيذ أكثر من مناورة، ومنها التقدم مباشرةً إلى مداخل مدينة مأرب وقطع مفرقها من طريق صافر حضرموت".

وحسب المصادر ذاتها، تشمل الخطة أيضاً "التقدم غرباً بموازاة سفوح البلق الشرقي، وفصل مداخل مأرب من طريق مديرية الجوبة نحو البيضاء وشبوة، والضغط على نقطة الفلج وعزلها عن مديرية الوادي، ومنها التقدم باتجاه الشمال الشرقي نحو حقول النفط المنتشرة جنوب شرق صافر، وفصل مأرب عن حضرموت والعبر ومعبر شرورة السعودي".

وتحاول جماعة الحوثي تضييق الخناق على مأرب من اتجاه محافظة شبوة، حيث شنت هجمات، مساء أمس الجمعة، على مواقع القوات الحكومية في منطقة الساق بجبهة بيحان، بهدف تطويق منابع النفط في حقل صافر.

وقال مصدر عسكري حكومي لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش الوطني تمكنت من التصدي للهجوم، وشنت في المقابل هجوماً مضاداً أدى إلى تحقيق تقدم ميداني جديد وخسائر في صفوف الحوثيين تجاوزت 13 قتيلاً، وإلى إعطاب عدد من الدوريات القتالية.

وفي ما يخص الهجوم على جبال البلق، أشار المصدر إلى تحسّن الموقف نسبياً لمصلحة الجيش والمقاومة منذ مساء أمس الجمعة، وذلك بعد خمسة أيام من المعارك المحتدمة التي لم تتوقف.

المساهمون