أكدت سيرين بوزيان، ابنة الناشط في حركة النهضة رضا بوزيان الذي توفي بعد احتجاجات ذكرى الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2022، أن العائلة استقبلت، السبت، شاهداً مهماً في القضية وأنهم يأملون كشف ملابسات وفاة والدها.
وأضافت، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذا الشخص كان بجوار والدها عندما سقط في شارع محمد الخامس، وسط العاصمة تونس، حيث كانت تجري الاحتجاجات، وأكد لهم أن ملابسه كانت مبللة بعد رش المحتجين بالماء وضربِهم بالغاز المسيل للدموع من الشرطة.
وأوضحت سيرين أن الشاهد "فوجئ بسقوط والدها بجواره والفقاقيع تخرج من فمه ولكنه لم يشاهد ما وقع له قبل ذلك، إذ طلب هذا الشخص حضور الدفاع المدني الذي قدِم ووضعه سريعاً على سرير الإسعافات، وهو ما تؤكده أيضاً إحدى الصور"، بحسب قولها.
ونفت سيرين "ما يروج من مغالطات حول والدها مثل إعادة التشريح مرتين" مؤكدة أن والدها "خضع مرة واحدة للتشريح، الخميس، وستظهر النتائج بعد 15يوماً، وكذلك الفيديو الذي يروج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والذي يشير إلى تعرض والدها إلى الضرب والعنف، وصور أخرى يتم تداولها وهي في الحقيقة ليست لوالدها".
وتابعت المتحدثة أنه "وبحسب من تولوا تغسيل والدها قبل الدفن، هناك آثار عنف في الرقبة والظهر"، مبينة أنها "لم تتمكن من رؤيته سوى مرة واحدة في المستشفى وكان تقريباً في نفس الوضع، الذي رأته في إحدى الصور عندما قدمت وحدات الدفاع المدني".
وحول آخر ليلة مع والدها، بينت ابنة الفقيد، أن "والدها سائق متقاعد، وهو إمام متطوع في مسجد الحي، وأنه أخبرهم أنه سيتوجه صباح الجمعة للعاصمة لإحياء ذكرى الثورة وقد أراد أن تكون جل ملابسه جديدة، مؤكدة أنها غسلت له معطفه واستحم، وعندما خرج صباحاً لم تشاهده ولكنها سمعت فقط صوت الماء عندما توضأ وصلى، ثم رن هاتفه حيث استعجله أصدقاؤه وكانوا ينتظرونه للتوجه للعاصمة"، مبينة أنهم "يقطنون في سوسة ووالدها لم يتوجه بمفرده لإحياء ذكرى الثورة بتونس العاصمة، بل خرج مع مجموعة من الأصدقاء، وكان طوال الطريق يرتل القرآن، بحسب فيديوهات وصلتهم ممن رافقوه في الطريق يومها".
ولفتت إلى أن "شقيقها الموجود في تركيا اتصل بوالده وهو في الطريق إلى العاصمة، فطلب منه أن يتصل به في الليل لأنه سيكون في مسيرة ذكرى الثورة"، مبينة أنهم" في المساء حاولوا الاتصال بوالدها ولكن رن هاتفه مرتين ثم أغلق، واعتقدوا في البداية أنه قد يكون توجه إلى مسقط رأسه في كسرى بسليانة شمال غرب تونس لتقديم واجب العزاء بعد وفاة إحدى قريباتهم هناك"، مبينة أنهم اتصلوا بأقربائهم "ولكنهم أكدوا أنه لم يزرهم واعتقدوا أنه من بين الموقوفين في ذكرى الثورة وقد يحال بحالة إيقاف".
وأفادت بأنهم ظلوا يتصلون بمراكز الأمن وكانوا يعتقدون أنه موقوف مع من أوقف من محتجين يومها، أو أنه في أحد المستشفيات، ولكن رغم عديد الاتصالات سواء من أصدقائه أو أقربائه فقد نفت جل المستشفيات وجوده، ومن بينها مستشفى الحبيب ثامر حيث كان في العناية المركزة"، متسائلة عن "سبب عدم إخبارهم بمكانه وهو الذي يحمل معه هاتفه وبطاقة الهوية أي أنه لم يكن مجهول الهوية"، مضيفة: "قررنا التوجه للعاصمة يوم الأربعاء لحمل ملابسه التي قد يحتاج تغييرها لو كان في السجن، ويومها وصلتنا مكالمة مقتضبة بأنه توفي".
يذكر أن أحزاباً تونسية تقدمت بقضايا ضد وزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين، والقيادات الأمنية، بسبب الاعتداءات الكثيرة التي مورست على المحتجين يوم عيد الثورة في 14 يناير/كانون الثاني الماضي.