إيران وجناح في حزب الله يعوقان زيارة مشعل لطهران

09 فبراير 2015
صد "حماس" لعدوان غزة أذهل الإيرانيين (فرانس برس)
+ الخط -

أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ "العربي الجديد"، أنّ جناح سورية في "حزب الله"، إلى جانب مواقف إيرانية، يعوقان زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، إلى طهران، لرغبتهما في أن تكون زيارة مشعل بروتوكولية لا أكثر.

وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ هذا الجناح واسع السطوة داخلياً في "حزب الله"، ويعرقل بضغط من نظام بشار الأسد التقارب بين "حماس" وإيران، ويسعى إلى أنّ تكون له الكلمة الأولى في هذا التقارب، ويلعب على وتر تبهيت الزيارة المرتقبة لمشعل.

وأشار إلى أنّ هذا الجناح، يريد زيارة بروتوكولية من مشعل إلى طهران، لا يلتقي فيها المرشد الإيراني، ولا مسؤولي الملف الفلسطيني، بل تقتصر على المستويات الدنيا في قيادة الحرس الثوري، وهو ما ترفضه "حماس" التي تريد زيارة ولقاءات بحجم زعيمها.

ولفت المصدر إلى أنّ تأخر مشعل في زيارة طهران، وتأخر طهران في إعادة الدعم المالي لـ "حماس"، ناتجان من هذا الضغط وهذه العراقيل، إلى جانب وجود الكثير من التشدد الإيراني تجاه مشعل خصوصاً، وعدم رغبة طهران في تقديم الدعم إلى الحركة في ظل عدم تغير مواقف "حماس" السياسية التي أنشأت الخلاف الأخير.

ويعقتد هذا الجناح في حزب الله، إلى جانب إيران، أنّ حاجة "حماس" إلى الدعم المالي في ظل حصارها الخانق مالياً وعسكرياً، ستدفعها إلى تقديم تنازلات أكثر للنظام السوري ولإيران.

وكان الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، قد أكدّ لقناة "الميادين" الفضائية، في مقابلته الأخيرة معها، أنّ بعض حلفائهم غير راضين عن عودة العلاقة مع "حماس".

وأكد المصدر أنّ طهران و"حزب الله" يقومان حالياً بعملية تسويق لتطوير العلاقة مع "حماس"، بعد أنّ كان قطعها في السابق، إكراماً من إيران لنظام بشار الأسد الذي اعتبر موقف "حماس" من الثورة ضده "خيانة" لا يمكن نسيانها أو غفرانها.

وأشار إلى أنّ الحديث عن تسويق عودة العلاقة يبدو صعباً بعض الشيء، لكنه في نفس الوقت ليس مستحيلاً، خاصة أن إيران فقدت بفقدان "حماس" كحليف مهم لها، وزناً كانت هي في حاجته، كما أن الحركة بحاجتها، في إطار المصالح المتبادلة.

غير أنّ ما بدا من قوة للحركة في صدها عدوان 2014 على غزة، وقدراتها التي أذهلت الإيرانيين الذين ظنوا للحظات أنها قد تعاني وضعاً صعباً عسكريا،ً بعد أنّ أوقفت عن الحركة الدعم المالي والعسكري، بدّل كثيراً من الحسابات لدى طهران وحزب الله، وفق نفس المصادر.

المساهمون