إيران: صفقة تبادل للسجناء مع واشنطن والإفراج عن 7 مليارات دولار من أرصدة إيرانية مجمدة

02 أكتوبر 2022
صفقة التبادل تمت بواسطة دول إقليمية بعيداً عن المفاوضات النووية (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وكالة "نور نيوز" الإيرانية والمقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، السبت، عن صفقة لتبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وتتضمن الصفقة الإفراج عن مليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.

وأضافت الوكالة أن الصفقة تمت بواسطة دول إقليمية بعيداً عن المفاوضات النووية، التي قالت الوكالة إنها "ما زالت من دون نتيجة بسبب عدم اتخاذ أميركا قرارها السياسي"، مؤكدة أن مليارات الدولارات العائدة لإيران على وشك الإفراج عنها.

ولم تكشف الوكالة عن حجم هذه المليارات، لكنها قالت إنه سيفرج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، علماً أن قيمة هذه الأرصدة تبلغ سبعة مليارات دولارات. وأشارت الوكالة إلى أن إيران ما زالت ترفض بسبب تحفظات على الحسابات البنكية المقترحة لإيداع الأموال فيها، وأنها اقترحت حسابات جديدة.

ويشكّل ملف السجناء أحد أهم عناوين التوتر بين إيران والدول الغربية خلال العقود الماضية، خصوصاً العقدين الأخيرين. ويواجه معظم هؤلاء السجناء مزدوجي الجنسية في إيران تهماً أمنية، ولا تعتبرهم السلطات الإيرانية "أجانب"، إذ لا تعترف قانونياً بالجنسية الثانية لمواطنيها.

وشهدت السنوات الست الأخيرة صفقات تبادل للسجناء بين إيران ودول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، تضمنت الإفراج عن عدد من السجناء مزدوجي الجنسية في إيران مقابل الإفراج عن إيرانيين في الخارج.

وأهم هذه الصفقات تمت يوم 16 يناير/ كانون الثاني 2016 بين طهران وواشنطن، في عهد إدارة باراك أوباما. وبموجب هذه الصفقة، أفرجت إيران عن 5 مواطنين أميركيين كانوا معتقلين بتهمة التجسس، أربعة منهم من أصول إيرانية يحملون الجنسية الأميركية أيضاً. 

في المقابل، أفرجت الولايات المتحدة عن 7 مواطنين إيرانيين، كانت قد اعتقلتهم بتهمة الالتفاف على العقوبات، فضلاً عن تسليم مبلغ مليار و700 مليون دولار نقداً لطهران، كان جزءاً من المدفوعات الإيرانية وأرباحها إبان الحكم الملكي لقاء صفقات شراء أسلحة أميركية ألغيت بعد الثورة.

واستمرت هذه الصفقات في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث عقد الطرفان صفقتين لتبادل السجناء.

ولعبت سلطنة عُمان طيلة السنوات الماضية دوراً نشطاً في الوساطة بين طهران مع كل من واشنطن ولندن، لعقد صفقات تبادل السجناء، وآخرها قبل الصفقة المرتقبة كان نجاحها في عقد صفقة للإفراج عن الصحافية الإيرانية البريطانية نازنين زاغري والمواطن الإيراني البريطاني أنوشه أشوري، مقابل تسديد بريطانيا ديوناً إيرانية تقدر بـ470 مليون يورو، تعود إلى العهد الملكي الإيراني. كما أن دولة قطر لعبت دور وساطة خلال الأشهر الأخيرة في دفع الطرفين الإيراني والأميركي إلى صفقة تبادل للسجناء، فضلاً عن دورها في تقريب وجهات النظر بالمفاوضات النووية.

السجناء الأميركيون

السجناء الأميركيون حالياً في إيران هم أربعة، كلهم مزدوجو الجنسية من أصول إيرانية، حصلوا لاحقاً على الجنسية الأميركية، ولا يوجد في السجون الإيرانية مواطنون من أصول أميركية، وتم الإفراج عمن كان موجوداً منهم خلال السنوات الماضية في إطار صفقات. 

والسجناء الأربعة هم:  

1ـ المواطنان الإيرانيان الحاصلان على الجنسية الأميركية سيامك نمازي ووالده محمد باقر نمازي. وسيامك مدير التخطيط الاستراتيجي لشركة "كرسنت" النفطية، اعتقلته السلطات الإيرانية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بتهمة "التعاون مع الحكومة الأميركية والتجسس لصالحها". كما اعتقلت والده بعد ثلاثة أشهر بالتهمة نفسها، عندما زار إيران لمتابعة ملف ابنه سيامك. وحكمت السلطة القضائية الإيرانية على الاثنين بالسجن لمدة عشر سنوات. علماً أن باقر نمازي البالغ من العمر 83 عاماً من الموظفين السابقين في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وشغل مناصب حكومية، مثل محافظ خوزستان، إبان العهد البهلوي الملكي في إيران، قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وبسبب وضعه الصحي الحرج منحته السلطات الإيرانية منذ أكثر من عام إجازة طبية خارج السجن، لكنه ممنوع من الخروج من البلاد.

2ـ التاجر الإيراني اليهودي مراد طاهباز، هو الآخر الذي يحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى الجنسية البريطانية، اعتقله جهاز استخبارات الحرس الثوري في ینایر/ كانون الثاني 2018، ضمن مجموعة عُرفت بـ"نشطاء البيئة"، واجهوا تهمة التجسس وجمع معلومات سرية عن مناطق استراتيجية تحت ستار مشاريع الحفاظ على البيئة. إلا أن الملف تحول إلى أحد أهم الملفات القضائية، والذي أثار الرأي العام خلال السنوات الأخيرة، وبات محل خلاف بين المؤسسات الأمنية الإيرانية، بعد نفي وزارة الأمن تهمة التجسس عنهم. وأعلنت السلطة القضائية الإيرانية في 18 فبراير/ شباط 2020 إصدار أحكام بالسجن بحق هؤلاء، ومنهم مراد طاهباز، الذي حكم عليه بالسجن لثمانية أعوام بتهمة "التعاون" مع الولايات المتحدة. 

3ـ عماد شرقي، هو تاجر إيراني أميركي صاحب شركة "سراوا"، وقد اعتقل في مايو/ أيار 2018، ثم أفرج عنه لاحقاً بكفالة، لكنه اعتقل مرة أخرى خلال يناير 2021 بعد محاولته الهروب من الحدود الغربية لإيران، حسب نادي "المراسلين الشباب" الإيراني.

وكانت إيران قد أصدرت حكماً بحق التاجر شرقي بالسجن عشرة سنوات بتهمة التجسس والخيانة، وذلك قبل يومين من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة الأميركية.  

السجناء الإيرانيون

ليس واضحاً عدد السجناء الإيرانيين في الولايات المتحدة، أو في دول أخرى، تقول طهران إنهم اعتقلوا بطلب أميركي بتهمة الالتفاف على العقوبات التي تصفها بأنها "ظالمة وإرهاب اقتصادي".  

وحسبما رصد "العربي الجديد"، فالسجناء الإيرانيون في الولايات المتحدة هم 17 شخصاً.

المساهمون