إيران تنفي تضرر دفاعاتها الجوية جراء هجوم أصفهان

20 ابريل 2024
حياة طبيعية في شوارع طهران عقب هجوم أصفهان/ 19 إبريل 2024 (فاطمة بهرمي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيران تنفي التقارير الأمريكية حول تضرر منظومتها للدفاع الجوي خلال هجوم، مؤكدة أن الادعاءات حول تعرض أنظمتها لأضرار جراء الهجوم عارية من الصحة.
- "نيويورك تايمز" تشير إلى تضرر جزء من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، خاصة رادار إس-300، في هجوم إسرائيلي على قاعدة "شكاري" الجوية.
- الرد الإيراني على الهجوم متعدد الأوجه، بما في ذلك سخرية وزير الخارجية ونجاح الدفاع الجوي في التصدي للمسيّرات، وتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية رداً على اغتيال قائد بالحرس الثوري.

نفت إيران، اليوم السبت، صحة التقارير الأميركية حول تضرر منظومة الدفاع الجوي الإيراني أثناء التصدي للهجوم على البلاد فجر أمس الجمعة. ونفى مسؤول إيراني مطلع، في حديث مع وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، صحة ما أوردته وسائل إعلام أميركية عن تعرض جزء مهم من أنظمة الدفاع الجوي الإيراني لأضرار جراء الهجوم. ولم يشر المسؤول الإيراني، الذي لم يكشف عن هويته، إلى وقوع هجوم إسرائيلي، وإنما قال إن ما يثيره بعض وسائل الإعلام الغربية حول تضرر جزء من نظام الدفاع الجوي أثناء التصدي لعدد من المسيّرات الصغيرة عارٍ من الصحة تماماً.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم السبت، بأنها حصلت على صور التقطتها أقمار صناعية، تكشف أن الهجوم الإسرائيلي على قاعدة "شكاري" الجوية في أصفهان أصاب جزءاً مهماً من منظومة للدفاع الجوي، ما أدى إلى إتلاف أو تدمير الرادار المستخدم في نظام الدفاع الجوي إس-300 روسي الصنع في القاعدة الجوية. وقالت الصحيفة إن إسرائيل استخدمت في هجومها أسلحة دقيقة التوجيه.

وفجر أمس الجمعة، سُمع دوي انفجارات عدة في محافظة أصفهان وسط إيران، فضلاً عن مدينة تبريز غربي البلاد، وسط تقارير إسرائيلية وأميركية عن هجوم إسرائيلي على منشآت في أصفهان، لكن السلطات الإيرانية نفت تعرض البلاد لهجوم أجنبي، عازية الانفجارات إلى تصدي الدفاع الجوي الإيراني لـ"أجسام طائرة جوية"، مع تقليلها من حجم الحادث.

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى شنّ إسرائيل هجوماً "محدوداً للغاية"، قيل إنه استهدف مواقع في محافظة أصفهان التي تحتضن منشآت نووية وعسكرية حساسة، كما أن مسؤولين إسرائيليين لمّحوا إلى وقوع هجوم إسرائيلي محدود، في مقدمِهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي وصفه بأنه "مسخرة". ولم تكشف السلطات الإيرانية بعد مصدر تلك الأجسام الطائرة "المشبوهة"، وطبيعتها، ونوعها، وما إذا كانت قد دخلت أجواء البلاد من خارجها.

ومن نيويورك، تعامل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأميركية، بسخرية مع الهجوم، قائلاً إن "ما حدث لم يكن ضربة.. لقد كانت أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا، وليست طائرات من دون طيار". وأضاف: "ما حدث أن مسيّرات صغيرة الحجم يمكن أن تستخدم في التصوير أو التجسس قد أطلقت من داخل أصفهان، وأُسقِطت فوراً من قبل أنظمة الدفاع الجوي"، نافياً وقوف إسرائيل وراء الحادث بالقول إنه "لم تثبت لنا علاقة بين هذه المسيّرات والكيان الإسرائيلي".

وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا أُخبرت دولة إيران بالهجوم الإسرائيلي المرتقب على غرار ما فعلته طهران، أكد أمير عبد اللهيان أن ما حصل في أصفهان "لم يكن هجوماً".

من جهته، تحدث القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني عن أن الدفاع الجوي الإيراني تصدى لمسيّرات أطلقتها "مجموعات أو أفراد مرتبطون بالكيان الصهيوني"، وأُسقِطت بنجاح. وأوضح كنعاني أن الهدف من إطلاق هذه المسيّرات "التي عادة تستخدم في التصوير هو اختبار الدفاع الجوي الإيراني وشن عملية نفسية" على إيران، مؤكدا أنه "لم تسجل أية أضرار في المنشآت الإيرانية". وقال إن "الكيان الصهيوني وأميركا يسعيان إلى ترويج أن ما حصل هو عملية كبيرة بهدف حرب نفسية".

إلى ذلك، قال قائد مقر "صاحب الزمان" للحرس الثوري في أصفهان العميد مجتبى فدا، اليوم السبت، إن إيران "لم تلعب في ملعب (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو، وأطلقنا عملية الوعد الصادق على أساس البند الـ51 لميثاق الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن بلاده أخبرت الدول بالعملية قبل أن تبدأ بخمس ساعات.

وليل السبت - الأحد، نفذت إيران هجمات بالمسيّرات والصواريخ ضد أهداف إسرائيلية، في إطار الردّ على اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي في غارة إسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الحالي، وسط تحذيرات من أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.

المساهمون