إيران تكشف تطورات أبرز الملفات الخارجية: حوار جاد ومحترم مع السعودية ومؤتمر قريب لأفغانستان
تناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أهم ملفات السياسة الخارجية الإيرانية، هذه الأيام، في مقدمتها تطورات الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا المتعثرة، والمباحثات مع السعودية والانتخابات العراقية والتوترات مع الجارة الأذربيجانية في جنوب القوقاز.
وعن تطورات الملف النووي الإيراني، قال خطيب زادة إن بلاده لم تضع أي شروط مسبقة لاستئناف مفاوضات فيينا المتوقفة منذ يونيو/حزيران الماضي، قائلا إن "أميركا ليست عضوا بالاتفاق النووي لكي نضع شروطا مسبقة".
وأكد خطيب زادة أن الإدارة الأميركية الراهنة تواصل استراتيجية الضغوط القصوى التي اتبعتها الإدارة السابقة، داعيا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تغيير السياسات تجاه إيران وقال إنها أثبتت "فشلها".
وأوضح المتحدث الإيراني أن طهران ستواصل المفاوضات المرتبطة بالاتفاق النووي، مشيرا إلى بدء المباحثات بهذا الشأن مع الاتحاد الأوروبي أثناء زيارة نائب رئيس مفوضة السياسة الخارجية، أنريكي مورا، الخميس الماضي إلى طهران، مع تأكيده أن هذه المباحثات ستستمر خلال الأيام المقبلة في بروكسل.
وأضاف في هذا الصدد أن مباحثات بروكسل ستتمحور حول التحديات والعقبات التي حالت دون توصل مفاوضات فيينا إلى نتيجة خلال جولاتها الست، لافتا إلى أن مباحثات مورا مع علي باقري نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية في طهران كانت "جيدة وبنّاءة وأبلغنا السيد مورا ما كان ينبغي قوله".
ولم تكد تمضي ساعات أمس الأحد على إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبداللهيان، استكمال المباحثات مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حتى غرّد مندوب روسيا في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، قائلا إن "المباحثات في بروكسل لا يمكن أن تكون بديلا عن مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي. فإذا كان الجانب الإيراني بحاجة إلى هذه المباحثات، يمكن أن تكون تمهيدا لاستئناف مفاوضات حقيقية في فيينا".
المباحثات مع السعودية
في سياق آخر، وحول المباحثات مع السعودية، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن أربع جولات منها انعقدت في بغداد، قائلا إنها تتركز حول القضايا الثنائية والإقليمية.
ولفت إلى أن الحوارات مع السعودية تجري في "أجواء جادة واحترام وصداقة"، معربا عن أمله في أن تتوصل إلى نتيجة.
ونفى خطيب زادة صحة الأنباء عن زيارة وفد سعودي إلى طهران، مضيفا أن المباحثات "مستمرة وهناك ملفات مهمة مطروحة، لكنها لم تصل إلى نتائج يمكن الإعلان عنها".
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "يدنا ممدودة إلى الدول الجارة ومنها السعودية، لكن لا يعني ذلك غض الطرف عن حربها في اليمن وضرب الاتفاق النووي".
الانتخابات العراقية
وعن الانتخابات العراقية التي أثارت نتائجها جدلا في البلاد بعد رفضها من القوى المتحالفة مع إيران في "الحشد الشعبي"، أكد خطيب زادة أن ما يحدث في العراق حول الانتخابات يرتبط بالحكومة والشعب في هذا البلد وهم يتابعونه داخليا.
وأضاف أن "طهران ترحب بتنظيم الانتخابات العراقية كخطوة لبناء مجتمع ديمقراطي في العراق".
الشأن الأفغاني
إلى ذلك، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن استضافة طهران مؤتمرا حضوريا لوزراء خارجية الدول الجارة لأفغانستان، الأسبوع المقبل، قائلا إن المؤتمر ليوم واحد.
وأضاف أن "المؤتمر سيكون له جدول أعمال مفصل"، لافتا إلى أن المباحثات بين وزراء ست دول جارة لأفغانستان ستتركز على "طريقة دعم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة جميع القوميات، فضلا عن دعم السلام والأمن في أفغانستان".
وعيّن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأحد، الدبلوماسي الإيراني، حسن كاظمي قمي، مبعوثه الخاص للشأن الأفغاني. وعمل كاظمي قمي سفيراً لإيران في العراق، وقنصلها في أفغانستان.
وأكد الرئيس الإيراني، الأحد، خلال جلسة الحكومة بعد الإعلان عن تعيين كاظمي قمي في منصبه الجديد، أن "ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية في أفغانستان يأتي في سياق استراتيجية أميركية لضرب استقرارها"، داعياً السلطات الأفغانية إلى "العمل بمسؤولياتها في توفير الأمن للشعب الأفغاني". وأعلن رئيسي عن استعداد بلاده لدعم أفغانستان، و"التعاون الشامل لإيجاد الاستقرار والأمن المستدام للشعب الأفغاني".
توترات إيران مع أذربيجان
وعن تطورات الأزمة مع جمهورية أذربيجان واستمرارها في إجراء مناورات عسكرية وتصريحاتها ضد إيران، قال خطيب زادة إن المناورات التي تنظمها أذربيجان والبلدان الأخرى "أمر طبيعي"، داعيا المسؤولين الأذربيجانيين إلى "متابعة خطابهم عبر القناة الدبلوماسية قبل وسائل الإعلام".
وأضاف أن العلاقات مع باكو "جيدة"، داعيا إياها إلى "عدم السماح لأطراف ثالثة بتخريب هذه العلاقات وعدم الوقوع في مصيدتها".
وأكد خطيب زادة أن بلاده "ترفض التواجد الصهيوني قرب حدودها ولا تمازح في ذلك، ولن تتساهل أبدا معه"، مشيرا إلى أن "الكيان الصهيوني أينما وضع قدميه يؤسس للعنف والإرهاب".