أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الثلاثاء، بأن المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ستستأنف يوم الخميس في فيينا.
وقالت إنّ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني انتهى من تحديد موعد استئناف المحادثات في مكالمة هاتفية مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
لقاء روسي إيراني
إلى ذلك، التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في موسكو، اليوم الثلاثاء.
وقال كني إنّ "العلاقات الإيرانية الروسية ممتازة ولدينا مشاورات وتعاون مع روسيا في مختلف المجالات".
وأضاف، في حديث لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: "لقد تشاورنا مع روسيا من قبل أيضاً حول مفاوضات فيينا، وكذلك بعد عقد الجولة الجديدة من محادثات فيينا بطرق مختلفة لكي ندخل المفاوضات بمبادرات جديدة ومؤثرة، كما كان لدينا مثل هذا التفاعل مع الجانب الصيني"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية.
ووصف الاقتراحات التي قدمتها إيران للطرف الآخر خلال مفاوضات فيينا بأنها "مفيدة وبناءة للغاية ومن شأنها أن تقود المحادثات إلى الأمام".
وعن اللقاء مع المسؤول الروسي قال إنه "من أجل إجراء حوار بدفع أكبر في هذه المرحلة، والتشاور مع مختلف الأطراف في فيينا على مستوى الخبراء، وجدت من الضروري التشاور مع المسؤولين الروس حتى نتمكن يوم الخميس من مواصلة المحادثات في أجواء بناءة".
وأضاف: "الحوار والتفاوض هو أن يقوم الجانبان بطرح وجهات نظرهما على الطاولة وإدخالها في الحوار والتحدث مع بعضهم البعض للوصول إلى نتيجة مشتركة، من المهم أن يكون للمحادثات أساس، وإذا كان الحوار يتمتع بأساس، فإنه يصبح تفاوضاً".
وتابع باقري كني: "استندت تعديلاتنا ومقترحاتنا بشأن النصين النهائيين لجولة فيينا السادسة على المبادئ المشتركة بين الجانبين، ولم تكن مبنية على توقعات ومطالب لا أساس لها، بل على الوثائق التي اتفقنا عليها مع مجموعة 4+1، ويقر الطرف الآخر بأن لكل طرف الحق في تقديم مقترحاته ومبادراته على أساس مصالحه وسياساته وأهدافه، وأيضاً على أساس القبول المشترك لكلا الطرفين".
فرنسا: مقترحات إيران لا تشكّل "أساساً معقولاً" لأي اتفاق
من جانبها، اعتبرت فرنسا، اليوم الثلاثاء، أن المقترحات التي تقدّمت بها إيران في محادثات فيينا الأسبوع الماضي "غير كافية"، مضيفة، في بيان أصدرته خارجيتها، أنّ "المقترحات التي تقدّمت بها إيران الأسبوع الماضي لا تشكّل أساساً معقولاً يتوافق مع هدف الإبرام السريع (لاتفاق) مع مراعاة مصالح جميع الأطراف"، معبرة عن "خيبة أمل" حيال فشل المحادثات في تحقيق تقدم.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد اتهمت، السبت، إيران بـ"التلكؤ" في مفاوضات فيينا النووية، آملة رغم ذلك عودة طهران "بجدية" إلى المفاوضات، في حين أعلنت روسيا أنّ اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أعلنت "توقفاً تقنياً" للجولة السابعة للمفاوضات، التي عقدت في العاصمة النمساوية.
وحذر مسؤول أميركي كبير، وفق ما أوردته "فرانس برس"، من أنّ الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تقبل" بأن تواصل إيران عرقلة المفاوضات الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق حول برنامجها النووي عبر تطوير هذا البرنامج.
وانتهت، الجمعة، الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي عبر رفع العقوبات على إيران وعودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية، على أن تستأنف الأسبوع المقبل.
وثمة اتهامات بين إيران والأطراف الأميركية والأوروبية بعدم إبداء الجدية في هذه المفاوضات التي استؤنفت الإثنين الماضي بعد أكثر من خمسة أشهر من توقفها.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)