إيران تستولي على ناقلة نفط قبالة سواحل عُمان وأميركا تدين

11 يناير 2024
ناقلة نفط تبحر في مضيق هرمز (فرانس برس)
+ الخط -

أكدت إيران، اليوم الخميس، أنّ قواتها استولت على ناقلة نفط في خليج عُمان، وذلك بعدما أفادت تقارير في وقت سابق بأن مسلحين يرتدون زياً عسكرياً صعدوا على متنها.

وأعلن الجيش الإيراني، في بيان، أن ناقلة النفط "سانت نيوكولاس" الأميركية التي احتجزتها قواته اليوم في خليج عُمان "قد ارتكبت مخالفة بسرقة النفط الإيراني خلال مايو/أيار الماضي، مشيراً إلى أنه حينها كانت تحمل اسم "سوئز راجان".

وأضاف أن هذه الناقلة "قد سرقت شحنة نفط للجمهورية الإسلامية بتوجيه أميركي، ونقلتها إلى موانئها ووضعتها تحت تصرف أميركا".

وقال إن الناقلة كانت اليوم الخميس تحمل النفط في خليج عمان بعد تغيير اسمها قبل توقيفها بأمر قضائي وبمصادقة منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية رداً على "سرقة النفط الإيراني".

ولفت الجيش الإيراني إلى أن الناقلة الأميركية في طريقها إلى أحد الموانئ الإيرانية.

الولايات المتحدة تطالب إيران بالإفراج "فوراً" عن الناقلة

في المقابل، دانت الولايات المتحدة الأميركية اليوم الخميس احتجاز إيران ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان ودعت إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، للصحافيين بحسب ما نقلته فرانس برس: "على الحكومة الإيرانية أن تفرج عن السفينة وطاقمها فوراً. هذه المصادرة غير المشروعة هي التصرف الأحدث من إيران أو المُسهَّل من إيران بهدف عرقلة التجارة الدولية".

من جانبها، أعلنت شركة مصافي النفط التركية "توبراش" أنها فقدت الاتصال بسفينة "سانت نيكولاس" التي تنقل 140 ألف طن من النفط الخام العراقي، مؤكدة أن الحادث لن يؤثر على عمليات التكرير الخاصة بالشركة.

وقالت الشركة الخاصة في بيان إن السفينة التي تحمل علم جزر المارشال، كانت تنقل نفطاً من موانئ مدينة البصرة العراقية، قبل أن ينقطع الاتصال بها قبالة سواحل عمان.

وأكدت الشركة على عدم وجود أي مواطن تركي ضمن طاقم السفينة المملوكة لشركة "إمباير نافيغيشن" اليونانية، وشددت على أن جميع عمليات تكرير النفط مستمرة في مصافيها كما هو مخطط، وليس للحادث أي تأثير على عمليات الشركة.

"زي عسكري أسود اللون"

وفي وقت سابق، أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان، "يو كاي أم تي أو" و"أمبري"، بأن مسلّحين صعدوا على متن سفينة في خليج عمان على مقربة من إيران، مشيرتين إلى فقدان الاتصال بها.

وأشارت "يو كاي أم تي أو" التي تديرها القوات البحرية الملكية إلى أنها تلقت تقريراً من مدير الأمن بـ"سماع أصوات مجهولة عبر الهاتف" مع ربان السفينة.

وقالت شركة "أمبري" لأمن الملاحة البحرية، رداً على طلب من وكالة فرانس برس: "صعد إلى ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد حوالى 50 ميلاً بحرياً إلى شرق ولاية صحار في سلطنة عمان".

وأضافت الشركة بعد ذلك في بيان أن "الناقلة كانت تتحرك بسرعة 11.4 عقدة، واستمرت في التحرك بتلك السرعة في مسار ثابت بعد ساعة من وقت الصعود عليها المبلّغ عنه"، لافتة إلى أن الناقلة بدّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال بها و"توجّهت نحو بندر جاسك في إيران".

وأوضحت "أمبري" أن المسلحين المشتبه فيهم يرتدون "زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء" و"أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة، مشيرة إلى أن الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها لوحقت قضائياً سابقاً، لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة وفرضت عليها غرامة.

أمبري: المسلحون المشتبه بهم يرتدون "زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء"

وفي وقت لاحق، قالت شركة "إمباير نافيغايشن" اليونانية في بيان إن ناقلة النفط التابعة لها "تحمل طاقماً مكوناً من 18 فيليبينياً ويوناني واحد".

وأوضحت أنها "كانت قد حُمّلت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالى 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى آليا (تركيا) عبر قناة السويس".

وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.

في يوليو/تموز الماضي، أعلنت البحرية الأميركية أنّ الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية "يُحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب" في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريّتين قبالة سواحل عمان.

ومطلع أغسطس/آب، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.

وجاءت هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خمس إنتاج النفط العالمي.

في منطقة أخرى، شهد البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية سلسلة هجمات أو اعتراضات لسفن نفذها المتمردون اليمنيون الحوثيون، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأعلن الحوثيون أنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل أو إسرائيلية.