قدمت الولايات المتحدة الأميركية وثائق إلى مجلس الأمن الدولي تقول إنها لطائرة إيرانية مسيرة استخدمت في الهجوم على السفينة الإسرائيلية "مرسر ستريت" في بحر عمان، الأمر الذي دفع إيران إلى تجديد نفيها الضلوع في الهجوم، مؤكدة أن الوثائق الأميركية "مزوّرة" مع تهديدها بردّ "مدمّر" على أي هجوم.
وعلق مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، على إثارة الحادث في مجلس الأمن، قائلا في تغريدة عبر "تويتر": إن "إسرائيل وحماتها قدموا اليوم معلومات مزورة حول الحوادث الأخيرة في مياه المنطقة لإقناع مجلس الأمن بإدانة إيران، لكنهم فشلوا"، مضيفًا "أننا نرفض هذه المزاعم بشدة وعلى مجلس الأمن التصدي لمغامرات إسرائيل في المنطقة ورفض خداعه وتزوير الوثائق".
من جهته، اتهم المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي، اليوم السبت، أميركا وبريطانيا وإسرائيل بـ"ضرب أمن المنطقة"، قائلا إن "الإعلام السعودي انضم إليهم لتشديد الإيرانوفوبيا، بينما استراتيجية إيران هي تعزيز الأمن في الخليج"، حسب قوله.
وقال شكارجي في حديث له لوسائل الإعلام بطهران، إن الاتهامات الغربية المتزايدة لإيران بالوقوف وراء حوادث أمنية للسفن في مياه المنطقة تأتي في سياق الحرب الإعلامية، مشيرا إلى أن "الأعداء" بدأوا يشنونها تزامنا مع حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.
وأضاف المتحدث العسكري الإيراني، أن "الأعداء اليوم يسعون إلى تزوير وثائق لإجراءاتهم ولذلك يزعم الأميركيون أنهم عثروا على قطع من مسيرات إيرانية في المياه (..) هم يعتبرون أن ذلك وثيقة، لكن في أي مختبر جرى تشخيص أن هذه القطع المزعومة تعود لإيران؟".
واتهم شكارجي الولايات المتحدة بـ"ممارسة الضغوط على إيران" من خلال هذا السلوك، مؤكدا أنها "لم ولن تسعى إلى التعامل" مع إيران "بل هي بصدد إسقاط النظام، ولن يتغير سلوكهم تجاه إيران ما داموا خاضعين للكيان الصهيوني".
وصرّح بأنه "لو كان من المقرر القيام بمواجهة مع الأعداء لنعلن ذلك صراحة كما فعلنا ذلك في الهجوم على قاعدة "عين الأسد" (الأميركية)"، مشددا على أن اتهامات لبلاده "عملية نفسية مردّها الرعب من وحدة النظام الإسلامي في إيران"، حسب تعبيره.
استبعاد مهاجمة إيران
أطلق قائد قوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، تهديدات ضد إسرائيل في حال أرادت مهاجمة إيران، مؤكدا أنه "لا حاجة لاختبار إيران مجددا".
واستبعد حاجي زادة في مقابلة مع التلفزيون الإيراني قيام إسرائيل بهجوم على إيران، لكنه قال ردًا على سؤال إذا ما تعرضت بلاده لهجوم "سنرد حتما برد ساحق ومدمر، لكنهم لن يرتكبوا هذه الحماقة"، مضيفًا "أنهم جربونا من قبل ويعلمون ردنا، ونحن لدينا القوة والإرادة لاستخدامها".
وتعرضت سفينة "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، لهجوم، يوم 30 يوليو/تموز في شمال بحر عمان، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها. ثم بعد أيام من الحادث، أعلنت بريطانيا عن "محاولة اختطاف فاشلة" لناقلة "أسفلت برنسيس" النفطية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، فيما اتهمت إيران بالوقوف وراء الحادثين.
وكانت القيادة المركزية في الجيش الأميركي، قد نشرت أمس الجمعة، عدة صور قالت إنها تعود لقطع طائرة مسيرة "إيرانية" استخدمت في الهجوم على السفينة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الطائرة المسيرة التي استخدمتها إيران كانت قد صنعت على غرار "الكاميكاز".
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن نتائج تحليل لحطام الطائرة المسيرة من قبل فريق التحقيق المتخصص العامل على حاملة "يو إس إس رونالد ريغان" الأميركية، أظهرت أن الطائرة المستخدمة في استهداف "ميرسر ستريت" كانت "مطابقة تقريبا لنماذج سابقة من الطائرات الإيرانية المسيرة أحادية الاتجاه".
وأوضحت أن هذه الطائرات "تستخدم بشكل فعال ضد قوات التحالف في المنطقة لتشمل أهدافا في السعودية والعراق، وذلك من قبل إيران وحلفائها".
إلى ذلك، أكد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في بيان أمس الجمعة، أن إيران تهدد الأمن والسلام الدوليين، وأن كل الأدلة المتاحة تشير إلى أنها وراء الهجوم على الناقلة "ميرسر ستريت" الأسبوع الماضي التي تديرها شركة "زودياك ماريتايم" الإسرائيلية.
وذكر البيان الذي أصدرته بريطانيا رئيسة المجموعة أن "كل الأدلة المتاحة تشير بوضوح إلى إيران (..) لا يوجد مبرر لهذا الهجوم".