إيران: بايدن "منافق" وعليه أن يقلق على العقوبات "القاسية" بحق الإيرانيين

04 أكتوبر 2022
كنعاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طهران، 3 أكتوبر 2022 (فرانس برس)
+ الخط -


ردّ المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، على بيان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يدعم فيه الاحتجاجات ويتهم السلطات الإيرانية بقمعها.

وهاجم المتحدّث بايدن واتهمه بـ"النفاق"، مسلطاً الضوء على العقوبات الأميركية الشاملة ضد إيران منذ 2018. 

وأضاف كنعاني في منشور على منصة "إنستغرام"، المحجوبة، أنه "كان الأفضل للرئيس الأميركي أن يقلق على العقوبات التي لا تعد ولا تحصى ضد الشعب الإيراني التي وصفتها الإدارة الأميركية بغير المسبوقة والقاسية جدا"، مؤكدا أن "فرض هذه العقوبات ضد أي شعب دليل بارز على الجريمة ضد الإنسانية".

ودعا كنعاني الرئيس الأميركي إلى "النظر إلى سجل حقوق الإنسان لبلده قبل أن يتظاهر بمظاهر إنسانية"، مضيفا أن "شعوب العالم منذ سنوات أصبح يشاهد الوجه الحقيقي لحقوق الإنسان الأميركي في فلسطين وأفغانستان والعراق واليمن وليبيا وسورية". 

واليوم الثلاثاء، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من سمّاهم "الأعداء" بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة، التي وصفها بأنها "فتنة"، وقال إن "الشعب الإيراني أفشلها".

وأدلى رئيسي بهذه التصريحات خلال جلسة البرلمان لمنح الثقة لوزير العمل المقترح محمد هادي زاهدي وفا، الذي لم ينل ثقة البرلمانيين في نهاية الجلسة. 

وأضاف الرئيس الإيراني أن مضي بلاده قدماً "في مسار التقدم وعبوره جميع العقوبات والعقبات في ظل كل هذه العقوبات والتهديدات هو سبب غضب العدو"، مؤكدا أن "العدو يعترف رسميا بأن الضغوط القصوى قد فشلت وأن العقوبات ضد الشعب الإيراني لم تكن فاعلة".

هي مرحلة جديدة يدخلها السجال الإيراني الغربي على خلفية موقف القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران، واتهامها للأخيرة بقمعها، وسط فرض عقوبات واستدعاءات متبادلة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أصدر، الإثنين، بيانا يتهم السلطات الإيرانية، بـ"قمع متظاهرين سلميين"، مع الحديث عن فرض عقوبات جديدة على "الضالعين في العنف ضد المحتجين" هذا الأسبوع، وعد الإيرانيين بتسهيل وصولهم إلى الإنترنت الدولي، في ظل تقييده الشديد في الداخل.

وجاء بيان بايدن على وقع انتقادات تعرض لها من أطراف داخلية أميركية، وجهات إيرانية معارضة، خلال الأيام الأخيرة، بعد الأنباء عن صفقة تبادل للسجناء، والإفراج المرتقب عن 7 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.

وصدر البيان الأميركي بعد ساعات من اتهام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للولايات المتحدة وإسرائيل بالضلوع في الاحتجاجات الأخيرة و"تدبيرها". 

وفي سياق الجدال مع الغرب، قامت طهران خلال الأيام الماضية باستدعاء سفراء ودبلوماسيين فرنسيين وبريطانيين وألمان ونرويجيين، فضلا عن إعلان الاستخبارات الإيرانية اعتقال 9 رعايا من دول أوروبية.

في المقابل، استدعت دول أوروبية، سفراء ودبلوماسيين إيرانيين، آخرها استدعاء باريس للسفير الإيراني، وبريطانيا للقائم بأعمال السفارة الإيرانية، أمس الإثنين. 

وردا على الاتهامات الإيرانية للغرب بتأليب الشارع ضد النظام وتأجيج الاحتجاجات، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفري، طهران إلى "الكف عن معاتبة الخارج"، قائلا في تغريدة على "تويتر" إن "العنف ضد المحتجين على يد قوات الأمن مروع حقًا".

وخاطب كليفري، السلطات الإيرانية، قائلا: "تحملوا المسؤولية وأنصتوا لمخاوف شعبكم".

المساهمون