إيران: اتفاق تبادل السجناء مع أميركا ينفذ خلال شهرين

21 اغسطس 2023
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (فرانس برس)
+ الخط -

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، إن فترة شهرين هي السقف الزمني لتنفيذ الاتفاق مع أميركا بوساطة قطرية لتبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة.

وأضاف كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن تنفيذ الاتفاق "طور التقدم"، نافيا صحة الأنباء عن وجود عقبات طرأت أمام التنفيذ، وقال إن الاتفاق "يمضي بشكل جيد". 

وأعرب المتحدث باسم الوزارة عن تفاؤله حيال عملية نقل الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية إلى عمان عبر دولة أوروبية.

وكانت الولايات المتحدة وإيران قد توصلتا، في 11 الشهر الجاري، بوساطة قطرية وعُمانية استمرت عامين، إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين مسجونين في طهران، مقابل الإفراج عن خمسة إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، و6 مليارات دولارات تشكل أرصدة إيرانية مجمدة لدى كوريا الجنوبية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء الماضي، إن الدوحة بذلت جهوداً كبيرة أفضت إلى تحقيق التقارب بين إيران والولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء.

وكمرحلة أولى لتنفيذ الاتفاق، سمحت إيران لأربعة أميركيين محتجزين لديها بالانتقال من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية، إضافة إلى محتجز خامس رهن الإقامة الجبرية في المنزل بالفعل، فيما بدأت عملية نقل الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية إلى اليورو في سويسرا لتحول لاحقا إلى حسابات في قطر.

وأوردت وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، أن عملية تحويل الأموال من كوريا الجنوبية إلى المصرف المركزي السويسري قد تمت.

وتعليقا على أنباء عن لقاءات مباشرة محتملة بين الوفود الإيرانية والأميركية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر المقبل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "وجود أي برنامج للتفاوض المباشر" مع الولايات المتحدة سواء على هامش هذه الاجتماعات أو في مكان آخر.  

وأضاف كنعاني أن المباحثات بين إيران وأميركا "تتم بشكل غير مباشر وتقتصر على تبادل الإفراج عن السجناء وتحرير أرصدة مجمدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمفاوضات غير المباشرة بشأن رفع العقوبات"، أي المفاوضات النووية.

العلاقات مع السعودية 

وحول زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية ولقاءاته فيها مع نظيره فيصل بن فرحان والأمير محمد بن سلمان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن هذه اللقاءات تناولت "طيفا واسعا من مختلف المواضيع"، منها القضايا الثنائية السياسية والموضوعات التجارية والاقتصادية وتفعيل الاتفاقيات السابقة بين البلدين. 

وأضاف أن أمير عبد اللهيان طرح فكرة مجمع الحوار والتعاون الإقليمي على القادة السعوديين بعدما بحثها خلال جولته الخليجية، الشهر الماضي، في قطر وعمان والكويت والإمارات.  

وتابع أن الوزير الإيراني شرح أهداف بلاده من طرح هذه الفكرة للمسؤولين السعوديين و"هي حظيت باهتمامهم وقالوا إنهم سيبحثونها". 

وحول زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى السعودية، قال كنعاني إنه "تم التخطيط اللازم" للزيارة، مشيرا إلى أن مباحثات أمير عبد اللهيان في السعودية كانت "متنوعة وتفصيلية وبناءة وأنها يمكن أن تفتح آفاقا جديدة أمام العلاقات السعودية". 

وتعليقا على سؤال بشأن موعد توجه سفيري البلدين المعينين إلى سفارتيهما، قال كنعاني إن ذلك "سيحدث قريبا والسفير الإيراني (علي رضا عنايتي) سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى مكان عمله في الرياض".

تفريغ شحنة ناقلة إيرانية

وفيما أوردت وكالة "أسوشييتد برس"، السبت، أن السلطات الأميركية أفرغت حمولة ناقلة النفط "سويس راجان" التي يُشتبه بأنها تحمل نفطاً خاماً إيرانياً خاضعاً للعقوبات الغربية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه لا يمتلك "حاليا معلومات مؤكدة بشأن ذلك والإدارة الأميركية أيضا لم تتخذ موقفا، وفي الوقت الراهن لا يمكنني التعليق على ذلك". 

غير أن كنعاني شدد في الوقت ذاته على أن "الاعتداء على ناقلات النفط التي تحمل النفط الإيراني يمثل مصداقا بارزا للقرصنة البحرية وانتهاكا للمقررات الدولية وقوانين الملاحة البحرية". 

وأضاف أن إيران "لن تبقى مكتوفة الأيدي في هذا الخصوص". 

وكانت الولايات المتحدة قد صادرت في إبريل/نيسان الماضي نفطا إيرانيا مُحملا على ناقلة كانت ترسو خارج ميناء هيوستون الأميركي.

وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي قد حذر خلال الشهر الماضي الولايات المتحدة من تفريغ شحنة ناقلة نفط إيرانية محتجزة، قائلا: "اذا ارتكب الأعداء حماقة وقاموا بتفريغ شحنة الناقلة الإيرانية سنرد على ذلك بالمثل". 

المساهمون