توعّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، في مباحثات هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع نطاق المواجهة ما لم يتوقف العدوان على غزة.
وقال رئيسي لماكرون: "إن لم يتوقف قتل الشعب وحصار غزة فسيتعقد الوضع، وسيتسع المشهد"، وفق تغريدة للمساعد السياسي للرئيس الإيراني محمد جمشيدي على منصة "إكس" (تويتر سابقا).
Replying to President Macron's phone call, President Raisi reiterated that if the Zionist regime's atrocities, including siege and mass murder, are not halted, the situation will become further complicated, and the theater will expand.
— Mohammad Jamshidi (@MhmmdJamshidi) October 15, 2023
وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن رئيسي أكد لماكرون أن طوفان الأقصى جاء كـ"ردة فعل على سبعة عقود من القتل والظلم والاضطهاد"، متسائلاً: "كيف يمكن لحماة الكيان الصهيوني تبرير قتل 700 طفل مظلوم في غزة في أسبوع".
وأكد رئيسي مسؤولية الدول الغربية والمنظمات الدولية في ضرورة الوقوف أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي و"الوقف الفوري لقصف المناطق السكنية ورفع الحصار وإيصال الماء والكهرباء والوقود والسلع الأساسية إلى هذه المنطقة والاهتمام بحقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن "هذه هي الخطوات الثلاث التي يجب اتخاذها لمنع اتساع الأزمة في المنطقة".
وشدد الرئيس الإيراني على أن ما يرتكبه الاحتلال في غزة "من قصف واسع وأعمى لأهداف مدنية واستخدام الفوسفور الأبيض جرائم حرب"، مؤكداً أنه "اذا واصل الكيان الصهيوني جرائمه تعويضاً عن الهزيمة فستتسع أبعاد التطورات".
وقال رئيسي إن "تهجير أهالي غزة من موطنهم غير قابل للتطبيق وهو يتنافى مع المبادئ والقوانين الدولية، وستقف فصائل المقاومة الفلسطينية وجميع شعوب العالم الحر في مواجهة هذه الجرائم".
وانتقد الرئيس الإيراني، التضليل الإعلامي الغربي تجاه ما يحدث في غزة، قائلاً إنه "لا يعقل استبدال مكان الظالم والمظلوم وتحميل الضحية المسؤولية وتبرئة الظالم والمجرم من جرائمه"، داعياً الغرب إلى ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي "لوقف جرائمه بحق المدنيين ورفع الحصار عن غزة".
وأكد رئيسي لنظيره الفرنسي أن "اللحظات والدقائق حيوية لوقف جرائم الكيان الصهيوني منعاً لاتساع نطاق المواجهة إلى مناطق أخرى"، منتقداً الموقف الفرنسي والغربي من العدوان الإسرائيلي على غزة وقمع التظاهرات الداعمة للفلسطينيين في فرنسا.
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده تدعم الحقوق الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية و"هو دفاع عن شعب مظلوم ومضطهد".
وأفاد موقع الرئاسة الإيرانية بأن ماكرون عبر في هذه المباحثات عن قلقه من تصاعد الأزمة، داعياً طهران إلى استخدام دورها في المنطقة لاحتواء الموقف، وأضاف المصدر أن الرئيس الإيراني رد على هذا الطلب لماكرون بالقول إن "فصائل المقاومة هي صاحبة التشخيص والقرار".
"لا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة"
وتأتي تصريحات رئيسي في وقت أدلى وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان بتصريحات مشابهة من الدوحة التي يزورها، حيث قال في مقابلة تلفزيونية إنه إن لم يتوقف العدوان على غزة، فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد، ويزداد احتماله كل ساعة.
نبّه وزير الخارجية الإيراني إلى أن "لا أحد" يمكنه "ضمان السيطرة على الوضع" إذا شنت إسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة. وأضاف أن بلاده أبلغت دولة الاحتلال الإسرائيلي "عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة، فإن غداً سيكون متأخراً".
وأعرب وزير خارجية إيران عن أمله في "أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب، وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة"، مؤكدا أن إيران "لا يمكن أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع". وأضاف أنه "إذا اتسع نطاق الحرب، فإن خسائر فادحة ستلحق بأميركا أيضا"، مشيرا إلى أن "استمرار العدوان وغياب الحل السياسي يصبان الزيت على النار، وقد تخرج الأمور عن السيطرة".
وكان مسؤول إسرائيلي كبير اتهم إيران، اليوم الأحد، بمحاولة فتح جبهة حرب ثانية بنشر أسلحة في سورية أو عبرها، في الوقت الذي تصعّد فيه إسرائيل هجوماً مضاداً في قطاع غزة.
ورداً على منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي يطرح مثل هذا السيناريو، قال رئيس إدارة الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جوشوا زاركا: "إنهم (الإيرانيين) يفعلون ذلك".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، ويتواصل معه قصف طائرات الاحتلال المنازل والمباني والأحياء الفلسطينية في القطاع من دون سابق إنذار، ما أسفر عن استشهاد 300 فلسطيني وفلسطينية خلال 24 ساعة فقط، معظمهم نساء وأطفال.
وفيما تشتد صعوبة الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر؛ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أن قواته تستعد لتوسيع هجماتها على غزة، وتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، تدمج بين عدة أمور من بينها الهجوم من الجو والبحر والبر، مع استكمال تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط.