أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أن إنتاج بلاده اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة "ليس أمرا جديدا"، رافضا حديث واشنطن عن قيام طهران بتصعيد نووي في خضم التطورات الإقليمية الساخنة على وقع الحرب على غزة.
وعلق إسلامي، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، على القلق الأميركي من زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة في إيران، بالقول: "نحن ننتج اليورانيوم بنقاء 60% ولم نغير شيئا ولم نوجد طاقة جديدة".
واتهم المسؤول الإيراني الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بالسعي لـ"إثارة ضجة إعلامية لحرف أنظار العالم عن الجرائم التي ترتكب في غزة نحو إيران"، مضيفا أن هذه السياسة "لها أهداف محددة ولن تجدي نفعا". وأكد أن إيران "لم تقم بعمل جديد" في تخصيب اليورانيوم، وتقوم بذلك "في إطار القواعد والضوابط".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الثلاثاء في أحدث تقرير لها، أن إيران سرعت في الأسابيع الماضية من وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة، وأعادتها لما كانت عليه مطلع السنة الحالية.
وأشارت الوكالة إلى أن مستوى الإنتاج اعتبارا من نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وصل إلى زهاء تسعة كلغ شهريا، "ما يشكّل زيادة عن الكيلوغرامات الثلاثة التي كانت تنتج شهريا اعتبارا من يونيو/ حزيران، وعودة إلى الكمية الشهرية من تسعة كيلوغرامات التي سجّلت في الفصل الأول من 2023".
وتعليقًا على التقرير، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن "التصعيد النووي الإيراني يثير القلق بقدر أكبر، بينما يواصل الوكلاء الذين تدعمهم إيران أنشطتهم الخطيرة والمزعزعة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الهجوم القاتل الأخير بطائرات مسيرة، ومحاولات أخرى لشن هجمات في العراق وسورية، وهجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر".
من جهته، حمّل المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، في تغريدة على "إكس"، الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) مسؤولية وقف إيران خفض وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، قائلا إنه "وفق تقرير الوكالة، فإن إيران أوقفت خفض وتيرة تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المائة، والذي استمر لأشهر وأعاد ذلك إلى الوراء".
وأضاف أوليانوف: "في حين لم تكن الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية تمنع إحياء الاتفاق النووي، العام الماضي لم يتجاوز مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران نسبة 3.67 في المائة، وهي النسبة المسموح بها وفق الاتفاق النووي المبرم عام 2018، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، ثم قامت إيران بإنهاء تعهداتها النووية بموجب الاتفاق في عدة مراحل".
وقبل بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، زاد التفاؤل بشأن إمكانية حصول اختراقات في المفاوضات النووية المتعثرة الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، وذلك على خلفية توصل إيران والولايات المتحدة إلى صفقة تبادل للسجناء شملت أيضا الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج، وكذلك الحديث عن وجود تفاهمات غير رسمية بين جانبين بشأن عدة قضايا لخفض التوترات، منها خفض إيران إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، ووقف الهجمات على المصالح الأميركية في المنطقة من قبل حلفاء طهران، فضلا عن غض واشنطن الطرف عن بيع إيران نفطها في ظل الحظر المفروض على صادراتها النفطية.
لكن على ما يبدو، فإن عقارب الساعة فيما يتعلق بتلك التفاهمات قد عادت إلى الوراء على خلفية الحرب على غزة والتصعيد الراهن في المنطقة.