ألغت القوات التركية العاملة شمالي سورية، يوم الخميس، دورية اعتيادية، كانت مقررة مع القوات الروسية الموجودة هناك، تزامناً مع ازدياد حدّة القصف المتبادل، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة، والقوات التركية وفصائل المعارضة المقرّبة منها من جهة أخرى.
وقال الناشط جاسم عليان لـ"العربي الجديد"، إن مسؤولين في دورية عسكرية تركية أبلغوا نظراءهم الروس بإلغاء دورية كانت معدّة لتنطلق قرب مدينة الدرباسية في ريف الحسكة، دون ذكر الأسباب.
وأوضح أن القوات الروسية سيّرت دورية دون مشاركة تركية، جابت قرى مدينة عامودا المحاذية للحدود التركية، رافقتها مروحيتان روسيتان.
وجاء إلغاء الدورية تزامناً مع ازدياد أعمال القصف شمالي وشمال شرقي سورية، بين "قسد" والقوات التركية، وفصائل المعارضة المسلحة.
وأعلنت "قسد" في بيان اليوم، أن القوات التركية صعّدت القصف على مناطقها خلال الفترة الماضية، من خلال القصف المدفعي المكثّف وكذلك الطيران المسير، حيث أدت الهجمات إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 17، إضافة إلى عدد من العسكريين.
وأشار البيان إلى أن "قسد" نفذت في الثامن من أغسطس/آب الجاري ثلاث عمليات عسكرية استهدفت تحركات الجيش التركي، على الحدود الملاصقة لمدينة ماردين التركية، زاعمة مقتل 23 جندياً تركياً وإصابة آخرين وتدمير عدد من الآليات العسكرية. الأمر الذي لم تذكره مصادر تركية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القصف التركي استهدف مواقع لـ""قسد" في الرقة، وطاول محيط الطريق الدولية حلب - الحسكة، كما طاول قصف آخر، مناطق في بلدة القحطانية بناحية القامشلي.
وذكرت المصادر أن قرابة 20 قرية تعرضت للقصف في منطقتي القامشلي وعامودا شمالي الحسكة، مشيرة إلى وجود إصابات بين المدنيين في قريتي سيكركا وتل زيوان في القامشلي.
وقبل يومين سقطت قذائف قرب القاعدة الأميركية في منطقة سد مزكفت، شمال شرقي ناحية القحطانية، كما سقطت قذائف قرب كنيسة مار جرجس للسريان، في قرية محركان، دون وقوع إصابات بشرية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل الحديث عن عملية عسكرية تركية مزمعة ضد "قسد"، في منطقتي منبج وتل رفعت بريف حلب، وسط رفض دولي وتحفظات روسية وإيرانية.