في محاولة جديدة لتطويق الاحتجاجات الشعبية بمحافظة السليمانية شمالي العراق، وبلدات أخرى مجاورة لها، ضمن إقليم كردستان، أصدرت السلطات الأمنية بالإقليم قراراً بمنع تنظيم أي تظاهرات "غير مرخصة"، في الوقت الذي كلف فيه رئيس البرلمان العراقي ببغداد، محمد الحلبوسي، لجنة برلمانية لمتابعة تطورات الاحتجاجات.
وذكر بيان للجنة الأمنية العليا في إقليم كردستان، والتي يرأسها رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، أنه "من الآن وصاعداً، كل التظاهرات غير المرخصة ممنوعة والقوات الأمنية لها الصلاحية في توقيفها والتعامل معها وفق القانون".
وأضاف البيان، الذي نشرته وسائل إعلام محلية كردية، أنه "سيتم اعتقال جميع الذين ألحقوا الضرر بالممتلكات العامة"، ودعت "جميع الأطراف السياسية للتعامل بمسؤولية مع الأوضاع، وكذلك القنوات الإعلامية".
ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت السلطات الأمنية فرض حظر جزئي للتجوال خلال المساء في أقضية ونواحي السليمانية وحلبجة إضافة لإدارتي كرميان ورابرين، في مسعى لإعادة الأمن.
يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، إلى توفير الحماية للمحتجين في محافظة السليمانية، معلناً تكليف لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، بمتابعة الملف وإجراء زيارة ميدانية إلى المناطق التي شهدت احتجاجات.
وخلال جلسة برلمانية عقدت اليوم الأربعاء، أكد الحلبوسي، في كلمة له، على "ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وحماية المتظاهرين في إقليم كردستان".
رئيس البرلمان العراقي يوجه لجنة حقوق الانسان بزيارة مناطق التظاهرات بكردستان مؤكدا انه يجب صيانة حقوق الانسان وحماية المتظاهرين.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) December 9, 2020
مع استمرار اطلاق الرصاص الحي في مناطق التظاهرات
قبل قليل من مدينة جمجمال pic.twitter.com/m7Jfi4Lyic
وتنفذ قوات "الأسايش"، التي تمثل الجهاز الأمني الأبرز في الإقليم، حملة اعتقالات منذ ظهر اليوم طاولت ناشطين في السليمانية وبلدات مجاورة.
وشهدت مدينة السليمانية، خلال الأيام القليلة الماضية، تظاهرات متسارعة احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب واتساع نطاق الفقر والبطالة، تخللتها صدامات مع عناصر الأمن، وإحراق مقار لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وقد أسفرت الاحتجاجات عن سقوط 7 قتلى وعشرات الجرحى من المتظاهرين.
في السياق ذاته، ذكرت محطة تلفزيون محلية كردية أن 4 متظاهرين أصيبوا مساء الأربعاء بنيران الأمن جراء إطلاق رصاص حي في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، في موجة تظاهرات جديدة، ونقل الموقع التابع لمحطة "NRT" الكردية عن مصدر في مستشفى الشهيد بيشرو بالمدينة قوله إن حالة أحد الجرحى غير مستقرة وتم إرساله لمستشفى آخر لتلقي العلاج.
وعلقت عضو البرلمان السابق في الإقليم سروة عبد الواحد على قرار حظر التظاهرات متهكمة على محافظ السليمانية هفال أبو بكر بالقول: "حكيم التغيير محافظ السليمانية الذي هو مسؤول اللجنة الأمنية يقول لن نسمح بالتظاهرات دون الموافقات الرسمية، هذا على أساس أن المتظاهرين ينتظرون رأي أستاذ هفال، هل نسي أنه كان يخرج في تظاهرات غير مرخصة عندما كان معارضاً؟".