جاء استهداف مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود البارزاني، في محافظة السليمانية الخاضعة لنفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني، والتي شهدت خلال الفترة الماضية تظاهرات ضد سلطات الإقليم احتجاجا على تأخر صرف رواتب الموظفين وسوء الخدمات، ليشير إلى وجود صراع سياسي اتخذ منحىً غير سليم بسبب وجود محاولات لفرض الإرادات بحسب ما يرى نواب أكراد، فيما حذر سياسيون من احتمال وجود جهات تريد خلق توتر بين "الديمقراطي الكردستاني" ومنافسيه.
وقالت مصادر محلية في السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على مقر "الديمقراطي الكردستاني"، قبل أن يلوذوا بالفرار، موضحة أن الهجوم خلّف خسائر مادية.
وانتقد عضو البرلمان عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ديار برواري هذا الهجوم، معتبرا أن استهداف المقرات الحزبية يمثل ثقافة سلبية.
وأوضح، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن الصراع السياسي في إقليم كردستان، وفي العراق بشكل عام، يتخذ أحيانا منحىً غير سليم.
وأشار إلى وجود جهات تحاول فرض إرادتها بإخلاء الساحة من بعض الوجوه السياسية، لافتا إلى أن السليمانية هي منطقة تضم كثيراً من التداخلات السياسية، وتشهد صراعا بين قوى مختلفة، فضلا عن وجود تدخلات إقليمية في المحافظة.
وأكد أن استهداف المقرات الحزبية وحرقها ليسا جديدين على السليمانية، موضحا أنها أصبحت تتكرر بين الحين والآخر.
وتابع "لا نتهم جهة، لكن الأحزاب المنافسة تعمل ذلك، أو قد تكون هناك أحزاب تريد خلق مشاكل بين الديمقراطي وخصومه"، مشيرا إلى أهمية توحيد مواقف القوى الكردية قبل الانتخابات المقبلة.
وشدد على ضرورة توحيد الخطاب الكردي في المرحلة المقبلة، مبينا أن وجود قوى معارضة في الإقليم لا يعني أنها تكون معارضة للكرد في بغداد أيضا.
وأوضح عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في السليمانية، شيخ محمد، أن الهجوم الذي تعرض له مقر الحزب لم يوقع خسائر بشرية، وتسبب بأضرار مادية فقط، مؤكدا، في إيجاز صحافي، تسجيل بلاغ في مركز الشرطة بالحادث.
ولم يتهم جهة محددة بالوقوف وراء الحادث، مشيرا إلى أن الحادثة لا تمثل الحالة الأولى التي يتم فيها الهجوم على مقر "الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وتابع "سبق أن بلغنا الشرطة بالأمر، لكن لغاية الآن لم يتم التوصل إلى الجهة أو الأشخاص الذين يهاجموننا".
عضو في "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالسليمانية أكد على ضرورة انتظار نتائج التحقيق قبل توجيه الاتهام لأي طرف، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أن المحافظة شهدت خلال الأشهر الماضية توترات سياسية وأمنية.
وأضاف "قد يندرج هذا الهجوم ضمن التنافس السياسي، وقد يشير أيضا إلى احتمال وجود جهات تريد زعزعة الأمن في محافظة السليمانية من خلال انتظار ردة فعل عنيفة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وعبّر عن خشيته من احتمال تزايد مثل هذه الحوادث كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، موضحا أن السليمانية تضم طيفا سياسيا متنوعا لا يقتصر على سيطرة حزب واحد دون آخر، وإن كانت الغلبة في الانتخابات تشير في كل مرة إلى صالح "الاتحاد الوطني الكردستاني".