إقلاع أول رحلة مباشرة بين إسرائيل والمغرب وعلى متنها كوشنر ومستشار نتنياهو

22 ديسمبر 2020
اتفاقيات لفتح الأجواء بين إسرائيل والمغرب (جاك غويز/ فرانس برس)
+ الخط -

أقلعت صباح اليوم الثلاثاء أول رحلة تجارية مباشرة من مطار بن غوريون إلى المغرب وعلى متنها وفد إسرائيلي-أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، برفقة المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يترأس الوفد الاسرائيلي.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الاتفاق الأخير بين إسرائيل والمغرب الذي توسطت فيه واشنطن، وباتت رابع دولة عربية تعلن هذا العام تطبيع علاقاتها مع الاحتلال بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وقبيل اقلاع الطائرة من مدرج المطار، قال كوشنر "كنت هنا قبل شهرين لمناسبة أول رحلة طيران إلى الإمارات العربية المتحدة بعد هذا الاختراق التاريخي من أجل السلام. ومذاك، تسيّر رحلات طيران تجارية ذهابا وإيابا بين البلدين(...) آمل أن تخلق هذه الرحلة اليوم إلى المغرب نفس القدر من الزخم"، وفق رويترز.

ومن المتوقع أن يلتقي الوفد الذي يترأسه كوشنر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، العاهل المغربي الملك محمد السادس ومسؤولين بارزين آخرين، وفق ما أوردته وكالة "اسوشييتد برس".
وفي مدرج مطار بن غوريون، قال كوشنر إنه يأمل أن تؤدي زيارة الوفد إلى "تمهيد الطريق لسلام دافئ آخر بين إسرائيل والمغرب"، مشيرًا إلى العلاقات الناشئة بين إسرائيل والإمارات. وقال بن شبات، الذي هاجرت عائلته إلى إسرائيل من المغرب، "التاريخ يُكتب أمام أعيننا".

كما أعلن بن شبات في تصريح للإذاعة الإسرائيلية، أنه "منفعل للغاية للمشاركة في هذه الزيارة التاريخية في رحلة مباشرة إلى المغرب لتحويل الاتفاقيات السياسية إلى أعمال"، مضيفا "سنناقش علاقات الطيران والسياحة والزراعة والاقتصاد".
ومن المقرر أن يعود الوفد إلى إسرائيل اليوم، وذلك بفعل قيود جائحة كورونا، علما بأنه كان مقررا أن يمكث أعضائه حتى يوم غد الأربعاء. 

وقبل انتشار جائحة كوفيد-19، كان المغرب يستقبل كل عام ما بين 50 ألفاً إلى 70 ألف سائح يهودي، معظمهم قدموا من اسرائيل بشكل غير مباشر. وأعلن نتنياهو مساء الاثنين "توجه 50 ألف اسرائيلي إلى دبي، وما يحصل هناك أشبه بثورة لأن الإماراتيين استقبلوهم بحرارة... والأمر نفسه سيحصل في الرياض والدار البيضاء"، على حد زعمه.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وعلم "العربي الجديد" من مصادر مغربية مطلعة في وقت سابق، أن أول نشاط سيقوم به الوفد الأميركي- الإسرائيلي، مباشرة بعد وصوله في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال بالتوقيت المحلي، هو زيارة ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث ينتظر أن يترحم الوفد على روحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، والتوقيع في الدفتر الذهبي للضريح.
وبحسب المصادر، سينتقل الوفد الأميركي- الإسرائيلي مباشرة إلى القصر الملكي بالمشوار السعيد بالرباط، حيث ستجمع أعضاء الوفد محادثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، ينتظر أن يتم الإعلان في نهايتها عن إعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب، بعد أن كانت قد أغلقت في العام 2002 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ووفق ترتيبات البروتوكول الموضوع للزيارة، سيتبع المحادثات مع العاهل المغربي حفل توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة بين المغرب وإسرائيل، تهم بالأساس الطيران المدني والسياحة والنقل والماء والطاقة والصناعة والفلاحة والاقتصاد، على أن تنتهي مراسم الاستقبال الملكي بإقامة حفل عشاء على شرف الوفد.
وبالموازاة مع ذلك، كشفت مصادر "العربي الجديد" عن أن ترتيبات يتم الإعداد لها بأحد الفنادق الفخمة بمدينة الدار البيضاء، من أجل توقيع اتفاقيات أخرى مع القطاع الخاص المغربي.
إلى ذلك، يسود ترقب في أوساط المتابعين لما ستؤول إليه نتائج الزيارة في ظل حديث عن استمرار التفاوض حول مستوى وطبيعة التمثيل الذي سيتبادله المغرب مع إسرائيل. وفي الوقت الذي يدفع فيه الجانب الإسرائيلي إلى رفع مستوى التمثيل إلى درجة التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارتين، يصر المغرب على إبقاء الأمر في حدود إعادة فتح مكتبي الاتصال وباقي الإجراءات، التي كان بيان الديوان الملكي الصادر في 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي قد حددها في تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من المغرب وإليه، واستئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال، وكذا تطوير علاقات مبتكرة في المجالَين الاقتصادي والتكنولوجي. 
وفي السياق، كشفت مصادر مغربية، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المغرب "لن يضع كل بيضه في سلة الإسرائيليين"، وأنه لن يقدم على خطوات إضافية في التطبيع حتى يتأكد من تنفيذ الجانب الأميركي على وجه الخصوص لالتزاماته، وفي مقدمتها فتح قنصلية عامة في مدينة الداخلة.

وحصل المغرب على اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على منطقة الصحراء المتنازع عليها عام 1975، وهو ما لم تعترف به الأمم المتحدة. ومهدت الاتفاقية مع الإمارات الطريق أمام بيع الولايات المتحدة لمقاتلات "إف-35" للدولة الخليجية. كما رفع اسم السودان من القائمة الأميركية لرعاة الإرهاب، ما أدى لحصول الخرطوم على مساعدات أميركية ودولية.

وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت شركتا طيران إسرائيليتان، بينهما "إل عال" وهي الأكبر في إسرائيل، أنهما جاهزتان لتسيير رحلات طيران مباشرة بين تل أبيب والمغرب.

المساهمون