إعادة التحقيق بجريمة قتل الخبير العراقي هشام الهاشمي وسط استمرار توقيف المدان

01 يناير 2024
جدل في العراق بعد نقض إعدام قاتل هشام الهاشمي رغم اعترافه (العربي الجديد)
+ الخط -

أكدت مصادر قضائية عراقية في العاصمة بغداد استمرار توقيف المدان بجريمة قتل الباحث والأكاديمي البارز هشام الهاشمي، الذي اغتيل في يوليو/ تموز 2020، رغم صدور قرار سابق يقضي بنقض حكم الإعدام الذي صدر بحقه في أغسطس/ آب الماضي.

وتواجه السلطات القضائية العراقية انتقادات شعبية واسعة حيال ملف اغتيال الهاشمي، إلى جانب العشرات من الناشطين العراقيين، بسبب عدم حسم ملف المتورطين بقتلهم أو حتى إكمال التحقيقات بشأن جرائم القتل التي تعرضوا لها بين 2019 و2021.

وتُتهم مليشيات مسلحة توصف عادة بأنها مدعومة من طهران، وأبرزها "كائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، بالوقوف وراء عمليات تصفية ناشطي التيار المدني في العراق خلال الفترة الماضية.

واليوم الاثنين، قالت مصادر قضائية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "المدان أحمد الكناني، وهو مرتكب جريمة قتل الأكاديمي العراقي هشام الهاشمي ما يزال مودعا في سجن ببغداد وعُرض مرة واحدة على قضاة التحقيق لإجراء التحقيقات معه بخصوص القضية"، مبينة أن "أسئلة أضيفت إلى التحقيقات لكشف مزيدٍ من التفاصيل عن هذه الجريمة".

ووفقا للمصادر ذاتها، فإنه "تم توكيل محامين جدد للمدان بعدما فنّد اعترافاته السابقة".

وكانت محكمة جنايات الرصافة أصدرت مطلع مايو/ أيار الماضي حكمها بالإعدام بحق المدان أحمد حمداوي عويد الكناني في جريمة قتل الهاشمي، بعد تأجيل محاكمته وجلسات التحقيق الخاصة بالقضية عشر مرات، بسبب ظروف غامضة أرجعها مراقبون إلى امتناع المتهم عن الحضور وضغوط سياسية على القضاء.

لكن محكمة التمييز الاتحادية، قررت نقض القرارات المميزة كافة الصادرة من المحكمة المركزية، والتدخل تمييزاً بقرار الإحالة، ونقضه وإعادة إضبارة الدعوى لمحكمة التحقيق المختصة وفق الأصول، وفقاً لبيان رسمي.

والكناني (38 سنة)، المدان بجريمة اغتيال الهاشمي، هو ضابط برتبة ملازم في وزارة الداخلية، اعتُقل عقب حادثة الاغتيال بأسابيع، وظهر على قناة "العراقية" الرسمية معترفاً بجريمته في 16 يوليو/ تموز عام 2021، لكنه اختفى بعد ذلك.

وتأجلت جلسة النطق بحكم الإعدام الملغى على المدان 10 مرات متتالية، فيما توجهت معظم أصابع الاتهام إلى فصائل مسلحة حليفة لإيران وارتباط الكناني بها، وأبرزها "كتائب حزب الله" التي نفت في بيان أنّ تكون وراء الجريمة.

"جهات" وراء قتل الهاشمي

من جهته، قال الناشط العراقي تحسين الزوبعي، إن "قتل هشام الهاشمي والصحافيين والناشطين والإعلاميين خلال السنوات الماضية تقف وراءها جهات لا أفراد، بالتالي فإن التحقيق مع مدان على أنه أصل قصة القتل، هو تمييع للقضية، ومواربة للحقيقة".

وأضاف الزوبعي، أن "مسؤولين عراقيين ومقربين منهم يتداولون في مجالسهم الخاصة معلومات كثيرة، ربما هي أهم من التحقيق مع أحمد الكناني (قاتل هشام الهاشمي)، وتتضمن هذه المعلومات، الفتاوى الدينية التي تحث على القتل من بعض رجال الدين غير المعروفين، بالإضافة إلى التنسيق مع جهات أمنية نظامية".

كما اعتبر أن "الكناني حين ظهر في التلفاز واعترف بجريمته، تبين أنه ضابط وأنه غير نادم على فعلته، ما يؤكد المعلومات التي يتحدث عنها مسؤولون، وهذا الملف خطير جداً ويستدعي اعتبارها جريمة أمن قومي وليست جريمة عادية".

ووُلد هشام الهاشمي في بغداد عام 1973، وهو ينتمي إلى عشيرة الركابي العربية جنوبي البلاد، عمل أكاديمياً وباحثاً متخصصاً بالشأن الأمني والسياسي في العراق.

اغتيل في 6 يوليو/ تموز 2020 أمام منزله في حي زيونة الراقي ببغداد بواسطة ملثمين كانوا على دراجات نارية أثناء عودته من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد، واصفاً إياها بـ"قوى اللا دولة".

المساهمون