قال خمسة دبلوماسيين إقليميين، لـ"رويترز"، إنّ ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ أطلقت على العاصمة الإريترية من إثيوبيا، مساء السبت، في تصعيد كبير للصراع الذي بدأ قبل 11 يوماً بين القوات الاتحادية الإثيوبية والقوات المحلية في منطقة تيغراي الشمالية.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إنّ ما لا يقل عن صاروخين أصابا مطار أسمرة. ومع تعطل معظم الاتصالات في تيغراي وإريتريا لم تستطع "رويترز" التأكد من الضربات بشكل مستقل. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين من الجانبين.
وفي وقت سابق السبت، هددت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" الإثيوبية، بقصف مدينتي أسمرة ومصوع في إريتريا، حال تأزم الوضع بالإقليم، يأتي ذلك في وقت عبر إثيوبيون فارون من الحرب نهراً حدودياً إلى السودان المجاور، بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.
وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة، في بيان على صفحة مكتب إعلام إقليم تيغراي عبر "فيسبوك"، "بما أن الهجمات لم تتوقف على أهالي تيغراي، فإن هجماتنا ستشتد".
وأضاف: "ألحقنا مساء الجمعة أضرارا جسيمة بالمكونات العسكرية لمطاري غوندر وبحر دار في إقليم أمهرة (شمال)".
وتابع جيتاشيو قائلاً: "سنشن هجمات صاروخية لإحباط تحركات عسكرية في مدينتي مصوع وأسمرة في إريتريا".
وشنت قوات الدفاع في تيغراي هجمات صاروخية على قواعد عسكرية في بحر دار وغوندر، رداً على ضربات جوية شنتها قوات الحكومة الاتحادية على مناطق متعددة من الإقليم، بحسب المصدر نفسه.
إثيوبيون يعبرون النهر إلى السودان
وعلى ضوء هذه الهجمات، عبر إثيوبيون فارون من الحرب نهراً حدودياً إلى السودان المجاور اليوم السبت، بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.
وفي حديثهم لـ"رويترز" في بلدة حمداييت الحدودية السودانية، سرد الفارون روايات عن الصراع المتصاعد في ولاية تيغراي.
ويوجد في البلدة الصغيرة مخيم يضم ثمانية آلاف لاجئ. ووصل عدة مئات صباح اليوم السبت، ويكتظ مئات آخرون على الضفة الصخرية لنهر تيكيزي.
وروى اللاجئون قصصاً عن هجمات بالمدفعية وإطلاق نار في الشوارع مع امتداد القتال إلى ولاية أمهرة المجاورة. ومع صعوبة الوصول إلى تيغراي وتعطل الاتصالات إلى حد كبير، كان من المستحيل التحقق من طبيعة الصراع أو التأكد من روايات اللاجئين.
وقالت امرأة عجوز "نحن جائعون ونخشى أن يقتلونا" في إشارة إلى القوات الحكومية التي تقاتل "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي". وكانت تتحدث بعد لحظات من دفع مبلغ 30 بيراً إثيوبياً (حوالي 80 سنتاً أميركياً) لمالك قارب صغير ليعبر بها النهر، في حين شوهد أطفال ونساء يسبحون. وقال لاجئون إنّ شخصاً غرق أثناء محاولته العبور في الليلة السابقة.
وقالت نيكسيتي (42 عاماً) إن شقيقها قتل برصاص مسلحين متحالفين مع الحكومة أمام منزلهم في حميرة بولاية تيغراي، وتعرض مطعمها الصغير للنهب.
وسقط مئات القتلى في الصراع في إقليم تيغراي في إثيوبيا، ووسط مخاوف من الإنزلاق إلى حرب أهلية ثانية، سعى رئيس الوزراء آبي أحمد إلى طمأنة المجتمع الدولي على العمليات العسكرية في الإقليم الشمالي.
وكثف أحمد حملته العسكرية في منطقة تيغراي عبر شن ضربات جوية في الإقليم، تأتي جزءاً مما قال إنها "عملية لإنفاذ القانون"، ما زاد المخاوف من اندلاع حرب أهلية في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.
وأكد رئيس إقليم تيغراي دبرصيون جبراميكائيل، أمس الجمعة، أنه "سيكون من الجيد محاولة وقف القتال مع القوات الاتحادية والتفاوض"، مشيراً رغم ذلك إلى استمرار الدفاع عن إقليمه.
وعبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وغيرهما عن القلق من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا وزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي. وتعتبر تيغراي موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود، إلى حين تولي آبي السلطة في العام 2018.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)