إطلاق الرصاص على منازل نشطاء في الداخل الفلسطيني: ترهيب وتضييق

03 ديسمبر 2023
الاحتلال يلاحق ناشطين داعمين لغزة ورافضين للحرب - Getty
+ الخط -

في تصاعد مقلق للعنف أُطلق الرصاص، مؤخراً، على منزل الناشط البارز محمد طاهر جبارين في مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، الذي يعتقل في سجن مجيدو منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب مشاركته في تظاهرة احتجاجاً على الحرب على غزة. يأتي هذا بعد حادث مماثل استهدف منزل الناشط والمحامي أحمد خليفة، الذي يُعتقل أيضاً بالتهمة ذاتها.

وأطلق مجهولون ليل الجمعة وابلاً من الرصاص على منزل المعتقل والناشط في الحراك الفحماوي الموحد محمد طاهر جبارين في مدينة أم الفحم، ما تسبب بأضرار مادية.

وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد قدمت لائحة اتهام ضد الناشطين محمد طاهر جبارين وأحمد خليفة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، بتهمة التحريض والتماهي مع "منظمة إرهابية". يذكر أنهما محتجزان حالياً في سجن مجيدو.

وفي حديث مع والدة المعتقل محمد، أم البراء جبارين، قالت لـ"العربي الجديد": "أُطلق الرصاص في ليل الجمعة قرابة منتصف الليل"، موضحة: "نحن نعيش في بناية مكونة من خمسة طوابق، نحن وأبناؤنا، وأبو الطاهر محمد يسكن في الطابق الثالث. جرى توجيه إطلاق الرصاص نحو منزل محمد في الطابق الثالث، دون توجيه أي طلقات نحو منزلنا في الطابق الأول".

وأشارت إلى "تعرض منزل ابننا محمد في الطابق الثالث لأضرار كبيرة، بينما تأثر منزل ابننا براء في الطابق الثاني بإصابات بالغة، حيث اخترق الرصاص الجدران وألحق أضراراً بالمكيف وحرق الستائر، وتم تحطيم زجاج سيارة زوجي الشيخ أيضاً". وأضافت أم البراء جبارين، قائلة: "قدمنا شكوى للشرطة وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها".

وإذ أكدت أنه "ليس لدينا أي خصومة مع أي شخص"، رجحت بأن من "أطلقوا الرصاص على منزل أحمد خليفة، المعتقل مع ابني، هم أنفسهم الذين قاموا بالهجوم. واضح أن هذا العمل هو محاولة للتخويف والترهيب".

من جهة ثانية، تحدثت عن ظروف اعتقال ابنها، قائلة إنه "لم نقم بزيارة محمد منذ اعتقاله، ولم يكن هناك أي اتصال هاتفي، حيث رأيناه فقط من خلال جلسات الفيديو كونفرنس في المحكمة بحيفا. حتى المحامية واجهت صعوبات في التحدث معه، ولم يُسمح لنا بإدخال ملابس له أو توفير أي مصروفات للكانتينا، مما يجعل الظروف صعبة للغاية".

بدورها، استنكرت حركة أبناء البلد في أم الفحم حادثة إطلاق النار على جبارين، محمّلة شرطة ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما حدث. وقالت: "لا يسعنا إلا أن نسجل مرة أخرى أن من يقف خلف إطلاق النار هي قوى الظلام وعملاؤها أو جهات يمينية منفلتة في عهد (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير ومن يخدمها في أم الفحم".

وفي سياق متصل، مددت الشرطة الإسرائيلية اعتقال الشيخ حسن مرعي، إمام أحد المساجد في قرية الفرديس، بسبب الخطبة التي ألقاها يوم الجمعة، بشبهة التماهي مع حماس والتحريض. ومدد اعتقاله يوم أمس حتى يوم الأحد، ومن المقرر أن يُنظر في ملفه القضائي، اليوم الأحد.

وكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على صفحته في "فيسبوك"، اليوم الأحد، قائلاً: "الإمام مرعي من الفرديس كان قد حرض خلال الخطبة على أن 'الشهداء انتصروا على الدبابات، وأن إسرائيل أجّلت وقف إطلاق النار ليتسنى لها قتل المدنيين'. قام طاقم التحريض لشرطة إسرائيل الذي أُقيم بالتعاون مع قائد الشرطة العامة باعتقاله. هذه رسالة لكل المحرضين وداعمي الإرهاب: ما كان لن يكون. لا تحاولوا امتحاننا".

اتهامات بالإرهاب

توازياً، قدّمت النيابة العامة الإسرائيلية في مدينة اللد، اليوم الأحد، لائحة اتهام بحق الشاب محمد مصاروة، البالغ من العمر 19 عاماً والمنحدر من مدينة الطيبة في المثلث الجنوبي بالداخل الفلسطيني، بشبهة "الانضمام لمنظمة إرهابية كتيبة نور الشمس بمدينة طولكرم والضلوع بعمل إرهابي، وعضو منظمة إرهابية، والمساعدة لعدو بزمن الحرب". 

وتطلب النيابة العامة اعتقاله حتى نهاية الإجراءات، حيث وجهت له تهماً فظيعة تتضمن التدريب مع الكتيبة المذكورة بهدف الهجوم على أماكن إسرائيلية. ويُشير الملف إلى أن مصاروة انضم إلى الكتيبة في مخيم نور الشمس وشارك في التخطيط لإلحاق الضرر بالقوات الإسرائيلية والمواقع الإسرائيلية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وتزعم لائحة الاتهام تفاصيل حول تدريبات مصاروة في المناطق المفتوحة بجوار المخيم، بهدف استخدام الأسلحة مثل أم 16 في تنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش الإسرائيلي. 

وفي تفاصيل أخرى، بحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم قام بتأمين الطعام والنوم لأفراد التنظيم أثناء اختبائهم في مخابئهم. 

ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اعتُقل المئات وقدمت 112 لائحة اتهام ضد العديد من فلسطينيي الداخل ومدينة القدس بتهم "التحريض والتماهي مع منظمة محظورة"، وفقاً للناطقة بلسان النيابة العامة الإسرائيلية.

المساهمون