إصابة 11 مدنياً في ضربة جوية للجيش الإثيوبي على عاصمة تيغراي

22 أكتوبر 2021
إثيوبيا: الضربات استهدفت مركز تدريب تستخدمه جبهة تحرير شعب تيغراي (فرانس برس)
+ الخط -

نفّذ الجيش الإثيوبي، اليوم الجمعة، ضربة جوية جديدة على عاصمة إقليم تيغراي، خلفت 11 مصاباً، وعطلت رحلة دعم إنساني للأمم المتحدة، وفق ما أفاد أطباء ومصادر إغاثية.

ويأتي رابع أيام الضربات الجوية على مدينة مقلي مع تصاعد المعارك جنوباً في منطقة أمهرة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة بيلين سيوم إن الضربات الجوية اليوم الجمعة استهدفت مركز تدريب تستخدمه جبهة تحرير شعب تيغراي "المتمردة"، مضيفة أن الموقع "كان أيضاً بمثابة مركز للمعارك التي تشنها المنظمة الإرهابية"، بحسب وصفها.

ونقل بعد ظهر الجمعة 11 مصاباً مدنياً إلى مستشفى أيدر الأكبر في المنطقة، اثنان منهم إصاباتهما بالغة، وفق ما أفاد الدكتور هايلوم كيبيدي.

وقال سكان تحدثت إليهم وكالة "فرانس برس" إن الغارة أصابت حقلاً، وأدت وفق أحدهم إلى احتراق أعلاف للماشية.

وتخوض حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد حرباً مدمرة منذ نحو عام في منطقة تيغراي شمال البلاد.

وأرسل أبي الجيش الفدرالي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 لإطاحة سلطات المنطقة المتمردة المنبثقة عن "جبهة تحرير شعب تيغراي"، بعد أن اتهمها بشنّ هجمات ضد قواعد عسكرية.

وأعلن حائز جائزة نوبل للسلام عام 2019 النصر في نهاية الشهر ذاته، لكن الجبهة استعادت في يونيو/ حزيران قسماً واسعاً من الإقليم يشمل عاصمته مقلي. وتراجع الجيش الفدرالي على عدة جبهات.

وشنت القوات الجوية الإثيوبية غارتين يوم الإثنين على مقلي عاصمة الإقليم، وقالت الأمم المتحدة إنها قتلت ثلاثة أطفال وأصابت عدداً من الأشخاص بجروح.

والأربعاء، قصفت مخابئ أسلحة تابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي في مقلي وبلدة أغبي، التي تبعد نحو 80 كيلومتراً إلى الغرب.

وأفاد مسؤول في مستشفى، وكالة "فرانس برس"، بأن هجوم الأربعاء في مقلي أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم امرأة حامل.

تعليق الرحلات الجوية الإنسانية إلى تيغراي

من جهتها، قالت مسؤولة العمليات الإنسانية الإقليمية لشرق وجنوب أفريقيا، جيما كونيل، إن الأمم المتحدة "علقت جميع الرحلات الجوية الإنسانية إلى العاصمة الإقليمية لمنطقة تيغراي في شمال إثيوبيا يوم الجمعة بعد أن اضطرت طائرة تقل 11 راكباً، يعملون في المجال الإنساني لمنظمات الأمم المتحدة، لإلغاء الهبوط في ميكيلي".

وكانت الطائرة، التي أقلعت من أديس أبابا، قد حصلت على تصريح من السلطات الإثيوبية بالمغادرة والتوجه إلى تيغراي، ولكنها تلقت تعليمات وسط الرحلة بالعودة بعد أن بدأت الضربات الجوية هناك.

وأضافت المسؤولة الأممية: "يمكنني التأكيد أن الحكومة أبلغت بتلك الرحلة قبل إقلاعها، وأن الطائرة أُجبرت على العودة وسط الرحلة بسبب الأحداث على الأرض. وبينما ما زلنا نتحقق من جميع الحقائق المتعلقة بهذا الحدث، نشعر بالقلق لما حدث اليوم، وما قد يعنيه ذلك حول العمليات الإنسانية في شمال إثيوبيا".

وأكدت أن هذه هي المرة الأولى منذ اشتداد الصراع في الأشهر الأخيرة التي تضطر فيها طائرة تحمل عاملين في المجال الإنساني إلى تيغراي للعودة بسبب الضربات الجوية.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحافي عقد مع الصحافيين المعتمدين للأمم المتحدة في نيويورك، عبر تقنية الفيديو من نيروبي، حيث توجد المسؤولة الأممية حالياً. 

وحول الوضع الإنساني في البلاد وإقليم تيغراي على وجه التحديد، قالت كونيل: "هناك قرابة سبعة ملايين شخص في شمال إثيوبيا بحاجة إلى مساعدات إنسانية ماسة، وهذا يشمل قرابة خمسة ملايين شخص في تيغراي ومليونين في أمهرة وعفر".

وأضافت "هناك الكثير من الأشخاص الذين نزحوا داخلياً وبعضهم أكثر من مرة. توجد معدلات عالية من سوء التغذية الحاد التي ترتفع كل يوم، وليس فقط بين الأطفال، بل كذلك بين النساء الحوامل والمرضعات، حيث تعاني قرابة نصفهن في تيغراي من سوء التغذية الحاد".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وحول التحديات التي تواجه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإيصال مساعداتها إلى المحتاجين، قالت: "في تيغراي ومنذ وسط يوليو/ تموز، دخلت فقط 15 بالمائة من شاحنات المعونات الإنسانية التي من المفترض أن تصل إلى عاصمة الإقليم. وهذا غير كاف على الإطلاق. يجب أن نتمكن من إيصال جميع المعونات التي نحتاجها، بما في ذلك الوقود. نحتاج للوقود لكي نتحرك داخل الإقليم ونقدم المساعدات الإنسانية".

وحول منع دخول المساعدات الإنسانية أو وضع العوائق للحيلولة دون دخولها، وما إذا كانت الحكومة الإثيوبية وأطراف أخرى للنزاع مسؤولة عن ذلك، قالت إن "هناك عدداً من العوامل، أحدها عدد الموافقات من الحكومة الفيدرالية (الإثيوبية) التي تختلف بحسب نوع المساعدات، كما نواجه تحديات فيما يخص نقاط تفتيش على طول الطريق، وأحيانا نحصل على إذن بالانتقال من الحكومة الفيدرالية ثم نبدأ في التحرك ونمنع من الاستمرار عند نقطة تفتيش في مناطق مختلفة، وهي تلك التي ما زالت تحت سيطرة الحكومة الفدرالية". 

كما تحدثت المسؤولة الأممية عن النقص في التمويل، وقالت إن "صندوق المساعدات الإنسانية يعاني كذلك من النقص في التمويل، وإن ذلك يزيد من الضغط على العاملين للمنظمات الإنسانية على الأرض والملايين الذين يحتاجون تلك المساعدات على نحو عاجل"، مشيرة إلى أن "هناك قرابة 400 ألف شخص في تيغراي يعيشون في ظروف تشبه المجاعة".

المساهمون