أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لفعاليات ومسيرات ضد الاستيطان بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط على المشاركين بفعالية زراعة أشجار شرق بلدة بيت دجن، شرقي محافظة نابلس، شمالي الضفة، والمهددة أراضيها بالاستيطان، حيث أقام مستوطنون قبل نحو أسبوعين بؤرة استيطانية وشقوا طرقًا لربط العديد من المستوطنات المقامة على أراضي نابلس والأغوار الفلسطينية.
وسبق قمع الفعالية، التي دعا إليها نشطاء وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إغلاق قوات الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، طرقاً رئيسية شرق قرية بيت دجن، لعرقلة وصول المشاركين بالفعالية.
وقال الناشط في المقاومة الشعبية في بيت دجن هليل أبو جيش، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المستوطنين حاولوا إقامة بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين شرق بيت دجن من خلال وضع بيوت متنقلة هناك، وشقوا طرقا استيطانية تمتد من أراضي بيت دجن باتجاه الأغوار، وخاصة باتجاه مستوطنة الحمرا المقامة على أراضي بيت دجن، إذ إن ذلك الطريق يمر على نحو 15 ألف دونم من أراضي المواطنين".
وأشار أبو جيش إلى اعتداءات الاحتلال المتكرر لمحاولة تخويف الأهالي، والتي كان آخرها قبل نحو شهر بإحراق منزل لإحدى العائلات في بيت دجن.
وأكد أبو جيش أنّ "هذه الفعالية هي الأولى ضمن فعاليات لمواجهة الاستيطان، والتي شارك فيها المئات من المواطنين ونشطاء المقاومة الشعبية، إذ إنّ الأهالي حريصون على التصدي للاستيطان، وستستمر الفعاليات المقاومة للاستيطان".
المواطن باسم جبارة، الذي يسكن في تلك المنطقة المهددة أراضيها بالاستيطان ويتعرض الأهالي فيها لاعتداءات المستوطنين، أوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأهالي لاحظوا قبل أيام نشاطاً للمستوطنين من خلال شق طرق وإقامة كرفانات متنقلة وحظائر للأبقار، وهم تحت حماية جيش الاحتلال.
في هذه الأثناء، حذر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية وليد عساف، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش فعالية زراعة الأشجار في بيت دجن، من أنّ "إقامة البؤرة أمر خطير يستهدف ترسيم حدود خريطة ضم الأغوار وضم عشرات آلاف الدونمات من أراضي القرى والبلدات هناك، وخاصة بلدتي بيت دجن وبيت فوريك، من أجل عزل تلك القرى والبلدات وربط المستوطنات بعضها ببعض، وهو أمر سوف يسلب الفلسطينيين أراضيهم، ولا بد من مقاومته، وفعالية اليوم تأتي ضمن الخطوة الأولى لمقاومة الاستيطان في هذه المنطقة".
على صعيد آخر، أقام عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة على أراضٍ مهددة بالاستيطان وشهدت اعتداءات متكررة للاحتلال والمستوطنين على الأهالي، في منطقة خلة حسان ببلدة بديا في محافة سلفيت، شمالي الضفة، وفق ما أوضحه لـ"العربي الجديد"، رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في بديا، يوسف أبو صفية.
وشدد أبو صفية على أنّ إقامة صلاة الجمعة في خلة حسان تأتي في إطار التأكيد على التمسك بالأرض، حيث أقيمت صلاة الجمعة هناك للمرة الرابعة عشرة على التوالي ردا على منع الاحتلال أصحاب الأراضي من الوصول إليها، في ظل الاعتداءات المتكررة للمستوطنين.
وأشار أبو صفية إلى أن جيش الاحتلال كان قد صادر قبل نحو أسبوعين مواد بناء ومستلزمات بناء لمسجد في خلة حسان أقامه الأهالي ضمن خطتهم للتمسك بأراضيهم المهددة بالمصادرة.
على صعيد آخر، نفذ عشرات النشطاء الفلسطينيين، اليوم، حملة "لستم وحدكم" لمساندة المزارعين بقطف ثمار الزيتون في أراضيهم الملاصقة لمستوطنة "رفافا" المقامة على أراضي بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، والتي لا يستطيعون الوصول إليها وحدهم خشية اعتداءات المستوطنين، وفق ما أكده منسق اللجان الشعبية في حملة مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية سهيل سلمان، في حديثه لـ"العربي الجديد".
وأشار سلمان إلى أن المستوطنين حاولوا في نهاية فعالية قطف الزيتون، اليوم، إفشالها، لكن النشطاء والأهالي كانوا قد أنهوا عملهم، مؤكدا أن الحملة ستواصل فعالياتها في الأيام القادمة في عدة مناطق من سلفيت لمساندة المزارعين.
وإلى الجنوب من الضفة، أقام نشطاء في المقاومة الشعبية صلاة الجمعة في منطقة الثعلة، شرق يطا، جنوبي الخليل، المهدد نحو 3600 دونم من أراضيها بالاستيطان، وجرى عراك بالأيدي بين النشطاء والمستوطنين، لكن النشطاء كانوا مصرين على إقامة صلاة الجمعة هناك، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد"، منسق اللجان الشعبية والوطنية في جنوب الخليل، راتب الجبور.
في شأن آخر، قمعت قوات الاحتلال الإسرئيلي، اليوم، مسيرة سلمية شارك فيها نحو مائتين من أهالي بلدة عصيرة الشمالية، شمالي نابلس، بعد أداء صلاة الجمعة فوق أراضي قمة جبل برناط في جبل عيبال بنابلس، احتجاجاً على استمرار أحد المستوطنين باقتلاع أشجار زرعها الأهالي فوق أراضٍ مهددة بالمصادرة في منطقة "خلة الدالية" المجاورة.
وقال أمين سر حركة "فتح" في عصيرة الشمالية عمار ياسين، لـ"العربي الجديد": "أقيمت صلاة الجمعة، وبعدها انطلقت مسيرة في قمة جبل برناط، لكن قوات الاحتلال قمعتها وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات بالاختناق، وتمت معالجتها ميدانياً".
وأشار ياسين إلى أن مستوطنين كانوا قد أقاموا قبل نحو 70 يوماً بؤرة استيطانية في خلة الدالية، واضطر الاحتلال إلى إزالتها على وقع الفعاليات الاحتجاجية، لكن الأهالي فوجئوا بمستوطن وقد نصب خيمة على مدخل معسكر عيبال الإسرائيلي، وشرع بخلع ما يزرعه الأهالي من أشجار، علاوة على استمرار اقتحام مستوطنين للمنطقة بزعم أن فيها مقام (يوشع بن نون)، ومع مماطلة الاحتلال بإيقاف ما يجري بدأنا بتنفيذ فعاليات احتجاجية".
في هذه الأثناء، أصيب أربعة شبان فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات المواطنين بحالات اختناق خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، شمالي الضفة، والمناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً، عولجوا جميعهم ميدانياً، وفق ما أكده منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي في تصريحات صحافية.
وأشار شتيوي إلى أن "مواجهات اندلعت بين الشبان الذين تصدوا لجنود الاحتلال بالحجارة وأجبروهم على التراجع، وتم كشف كمين نصبته قوات خاصة من جيش الاحتلال بهدف اعتقال الشبان دون تسجيل أي اعتقالات"، لافتاً إلى أن "القرية شهدت أخيرًا موجة تصعيد عنيفة من قبل جيش الاحتلال تمثلت باقتحامات ليلية متكررة ونصب كمائن في منازل مهجورة بهدف قمع المسيرة الأسبوعية، إلا أن المواطنين مصممون على استمرارها حتى تحقيق أهدافها".
من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة، في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
في سياق آخر، أضرم مستوطن، اليوم الجمعة، النار بمئات أشجار الزيتون المعمرة في قرية صفا، غرب رام الله، ومنعت قوات الاحتلال الأهالي من دخول أراضيهم لإخماد النيران وإنقاذ أشجارهم، بينما استخدمت قوات الاحتلال طائرات لإخماد الحريق الذي امتد بفعل الرياح الشرقية لمستوطنة "أورلنيم" المقامة على أراضي قرية صفا، وفق مصادر صحافية.
على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، شابين من طوباس، وشاباً من قرية زبوبا، شمال غربي جنين، وآخر من مخيم جنين بعد استدعائه للمقابلة. واقتحمت قوات الاحتلال قرية الجلمة، شمال شرقي جنين، وفرضت عدم الخروج على أصحاب المنازل ومنع فتح المحلات التجارية المحاذية لجدار الضم والتوسع العنصري، بعد الساعة العاشرة مساء يومياً.
في هذه الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تسعة فلسطينيين وفتشت عدة منازل بمحافظة الخليل، بينهم الشقيقان محمد وعلي مازن برادعي، فيما أصيب الطفل محمود إياد بنات البالغ من العمر عاماً واحدا، من مخيم العروب، شمالي الخليل، عقب رشق مستوطنين سيارات المواطنين الفلسطينيين بالحجارة. كما أغلقت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، مداخل قرية دير نظام، شمال غرب رام الله، ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، وأصيب عدد من الأهالي هناك بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال للقرية.
واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، على جرافة أثناء عملها بطريق زراعي في قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية الفلسطينية. واستهدفت قوات الاحتلال بالرصاص، أمس الخميس، مركبة فلسطينية في بلدة يعبد بجنين، ما أدى إلى تضررها، ونجا ركابها من الموت، بينما أصيب شاب من جنين بقنبلة صوتية أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من جدار الضم المقام فوق أراضي قرية الجلمة، شمال شرقي جنين.