هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الأربعاء، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، معتبراً أنّ ولاية غوتيريس تمثّل "تهديداً للسلام العالمي" بعد أن طلب الأخير تفعيل آلية نادرة في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على غزة.
وقال كوهين في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) إنّ "ولاية غوتيريس تمثّل تهديداً للسلام العالمي. إنّ مطالبته بتفعيل المادة الـ99 (من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة لوقف إطلاق النار في غزة يشكّلان دعماً لمنظمة حماس الإرهابية".
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، تفعيل المادة الـ99 من ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة الخطر الجسيم المتمثل بانهيار النظام الإنساني في غزة.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نداءً عاجلاً إلى مجلس الأمن، داعياً إلى "المساعدة في تجنب كارثة إنسانية، وناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
ويشير هذا الإعلان إلى الخطوة النادرة التي اتخذها غوتيريس، لأول مرة منذ توليه منصب الأمين العام للمنظمة الأممية عام 2017، حيث تم تفعيل المادة الـ99 لجذب انتباه مجلس الأمن إلى التحديات الحالية التي قد تعرّض السلم والأمن الدوليين للخطر.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها غوتيريس لهجوم إسرائيلي، إذ سبق أن وصفه كوهين بأنه غير مؤهل لقيادة المنظمة الدولية، ودعاه إلى تقديم استقالته في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي حينه، ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي اجتماعاً كان مقرراً مع غوتيريس على هامش جلسة لمجلس الأمن، استهلها الأخير بالتنديد بانتهاكات "واضحة" للقانون الدولي الإنساني في غزة، داعياً إلى وقف إطلاق نار فوري.
وخلال تلك الجلسة، قال غوتيريس: "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الحركة رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، جددت الخارجية الإسرائيلية الهجوم على الأمين العام وطالبته بالاستقالة على خلفية تصريحات قال فيها إن وقائع الحرب في غزة لا تدعم موقف إسرائيل على الإطلاق أمام الرأي العام.
ولا يخرج الهجوم الإسرائيلي على غوتيريس عن الحملة الشرسة التي تقودها إسرائيل، وحتى بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، لإخماد أي صوت يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، أو يحاول وضع ما يحدث وهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر في سياقه الأوسع، وهو الاحتلال والاستعمار الاستيطاني المستمر منذ أكثر من 75 عاماً.
(فرانس برس، العربي الجديد)