إسرائيل تستعين بدول عربية لوقف التصعيد في الضفة.. واتهامات أميركية للسلطة الفلسطينية بـ"التقصير"
انضم السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال توم نيدس إلى مروّجي الادعاءات الإسرائيلية التي تتهم السلطة الفلسطينية بعدم العمل بشكل كاف لمنع العنف في الضفة الغربية. يأتي ذلك، فيما أكدت إسرائيل أنها تبذل جهوداً واسعة من أجل تجنيد دول المنطقة للانخراط في جهود تهدف إلى وقف موجة عمليات المقاومة المتواصلة في الضفة.
وقال نيدس، في مقابلة إذاعية صباح اليوم الخميس، إن "السلطة الفلسطينية لا تبذل جهوداً كافية لمنع العنف"، مضيفاً: "ينبغي على السلطة الفلسطينية بذل مزيد من الجهود لمنع العنف".
في المقابل، رفض نيدس التعليق على مقترحات جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" بشأن فرض عقوبات جماعية على القرى والبلدات الفلسطينية التي تخرج منها عمليات فدائية، وسحب تصاريح العمل من هذه البلدات، وفقا لما نشره أمس موقع هآرتس.
واكتفى نيدس بالتعليق على ذلك بقوله: "لست هنا لأقدم للجيش ما الذي عليه فعله وما لا ينبغي فعله"، ومع ذلك زعم "أننا نريد أن يتمكن الفلسطينيون من العيش بأمن وحرية، وأن يتمكنوا من التنقل بحرية".
ورداً على سؤال بشأن مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء التي تدفعها السلطة الفلسطينية، قال السفير الأميركي لدى تل أبيب: "لدينا قانون يمنع تحويل أموال للسلطة الفلسطينية طالما واصلت دفع هذه المخصصات، وقد أعربنا في الماضي عن رغبتنا في وقف هذه المخصصات، ونعتقد أنها غير صحيحة، وفقا للقانون الأميركي، ونحث السلطة الفلسطينية يوميا على وقف دفعها".
إسرائيل: نستعين بدول عربية لوقف التصعيد
في السياق، أكدت إسرائيل أنها تبذل جهوداً واسعة من أجل تجنيد دول المنطقة للانخراط في جهود تهدف إلى وقف موجة عمليات المقاومة المتواصلة في الضفة الغربية.
ونقلت قناة التلفزة "13"، في تقرير بثته الليلة الماضية، عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن تل أبيب تبذل جهوداً كبيرة لإقناع دول عربية بالضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإجباره على عدم السماح بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية.
وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تركز بشكل خاص على التواصل مع كل من مصر والأردن في هذا الشأن، مشيرة إلى أن قطر تشارك في هذه التحركات.
وأضافت القناة أن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس ذكر، خلال جلسة تقدير أمني عقدها رئيس الحكومة يئير لبيد مؤخرا، أنه يتواصل عبر قنوات خاصة مع دول في المنطقة، بهدف العمل على تطويق التصعيد عبر الضغط على عباس.
سياسيون إسرائيليون يحرّضون السلطة الفلسطينية على عناصر المقاومة في الضفة
وصعدت إسرائيل أخيراً اتهاماتها للسلطة الفلسطينية بعدم العمل على تخفيف حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة، وعدم مواجهة عناصر المقاومة وعمليات إطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال.
وانضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حالوتا، صباح اليوم، إلى جوقة مطالبي السلطة الفلسطينية بالعمل على مواجهة فصائل وعناصر المقاومة.
وقال حالوتا، في كلمته أمام "المؤتمر السنوي لجامعة رويخمان" (المركز متعدد المجالات في هرتسليا) والذي يعقد تحت مسمى المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، إن على السلطة الفلسطينية العمل لإحباط العمليات الإرهابية، فهذا مسؤوليتها.
وأضاف حالوتا أن "الأجهزة الأمنية الفلسطينية عندما عملت بصورة فعالة لم يكن على إسرائيل شن عمليات واسعة النطاق كالجارية حالياً لإحباط هذه العمليات. إن غياب الاستقرار الأمني في شمال الضفة الغربية لا يسمح لنا بالبقاء في موقف المتفرج، فبدون احتكاك داخل المدن الفلسطينية ستكون هناك عمليات خارج هذه المدن".
وأضاف حالوتا أن الوضع في الضفة الغربية هش وحساس للغاية.
وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، قال هو الآخر في كلمته التي ألقاها أمام نفس المؤتمر، الاثنين من هذا الأسبوع: "العنف في الضفة الغربية يتصاعد وقد دخلنا في حلقة مفرغة".
بموازاة ذلك، زعمت صحيفة يسرائيل هيوم، في تقرير لمراسلتها في الضفة الغربية المحتلة، دانا بن شمعون، نقلاً عن مصادر فلسطينية، قول الأخيرة إن هناك إشارات إلى تمرّد داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد السلطة الفلسطينية وقائدها محمود عباس.
كما زعمت الصحيفة، نقلاً عن المصادر التي ادعت أنها فلسطينية، قولها إن الشهيد أحمد عابد الذي ارتقى أمس في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند حاجز الجلمة، والذي كان خدم في الماضي في أحد أجهزة الاستخبارات الفلسطينية، لم يكن العنصر الوحيد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين نفّذوا عمليات ضد الاحتلال.
وتروّج بعض الأوساط الإسرائيلية هي الأخرى لهذا القول، وهو ما فعله أمس رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عندما أبرز حقيقة أن الشهيد أحمد عابد كان يعمل في الماضي في الأجهزة الأمنية الفلسطينية. فيما أشارت مراسلة "يسرائيل هيوم" أيضاً إلى أن والد الشهيد حازم رعد كان هو الآخر ضابطاً في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وفي السياق، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، بربارا ليف، إن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهودا كبيرة من أجل استعادة كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل التعاون الأمني بينهما.
إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهودا كبيرة من أجل استعادة كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل التعاون الأمني بينهما
وفي مقابلة أجرتها مساء أمس مع عدد من الصحافيين الإسرائيليين، نوهت ليف إلى أن تحسين الأوضاع الاقتصادية يمكن أن يسهم في توفير بيئة تسمح بتطويق التصعيد الأمني.
وقال براك رفيد، المعلق السياسي لموقع "واللاه" الذي كان من بين الصحافيين الذين تحدثوا إلى ليف، إن إدارة بايدن تنظر إلى موجة عمليات المقاومة في الضفة الغربية بخطورة كبيرة، لأنها تخشى أن تسهم في تفجّر الأوضاع بشكل يفضي إلى انهيار السلطة الفلسطينية.
وفي تقرير نشره "واللاه"، أعاد رفيد للأذهان حقيقة أن ليف زارت قبل أسبوعين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في محاولة لإقناع الطرفين باستئناف التعاون الأمني.
من جانب آخر، في السياق الإيراني، كرر السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال توم نيدس، في مقابلته الإذاعية صباح اليوم، أن بلاده تعهدت بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة الأميركية لن "تقيد يدي إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
وأضاف أن "الإدارة الأميركية كانت تود العودة للاتفاق النووي مع إيران وفق شروط الرئيس بايدن، لكن الإيرانيين لم يوافقوا عليها، حاليا وإلى أن يقبلوا بها لن نعود للاتفاق النووي".