نقلت قناة "كان 11" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين مطّلعين لم تسمّهم، تأكيدهم أن إسرائيل تدرس تقديم عروض جديدة من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
وعقد مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب)، ليلة أمس الخميس، اجتماعاً ناقش فيه قضايا متعلّقة بالحرب، لكن لم تتضح ماهيتها بعد، وسط توقعات بأن تكون من بينها مناقشة قضية المحتجزين الإسرائيليين.
وأوضحت القناة أن العروض الإسرائيلية التي تجرى دارستها تهدف إلى محاولة إقناع "حماس" بالتراجع عن مطالبها، وعلى رأسها عدم إجراء أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار، وإتاحة الإمكانية للتقدم في مفاوضات قد تفضي إلى صفقة كبيرة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وتدرس إسرائيل بموجب ذلك إمكانية زيادة عدد أيام الهدنة بما يتجاوز الأسبوعين، مقابل إطلاق عشرات المحتجزين.
وتشير القناة إلى أن من سيتخذ القرار في نهاية المطاف من قبل "حماس" هم قادتها الموجودون في قطاع غزة، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف. كما ادعت أنّ ضغوطاً عربية تُمارس على "حماس" من أجل تحريك صفقة لكنها تواجه معارضة، الأمر الذي يبعد احتمالات إبرام الصفقة بشكل كبير.
وكان العرض السابق، الذي تحدثت عنه إسرائيل أول من أمس الأربعاء، ينصّ على هدنة لمدة أسبوعين، مقابل إطلاق حماس عشرات المحتجزين. وقالت مصادر إسرائيلية في حينه: "نحن بعيدون عن التوصل إلى تفاهمات".
البيت الأبيض: المحادثات "الجادة" بشأن صفقة تبادل مستمرة
في الأثناء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إنّ هناك "محادثات ومفاوضات جادة بشأن محاولة العودة إلى هدنة جديدة وصفقة تبادل الرهائن".
وتابع كيربي، في حديث لشبكة "إي بي سي نيوز" الأميركية، اليوم الجمعة: "لن تتوقف المفاوضات بسبب فترة الأعياد. إننا نعمل على ذلك كل يوم، كل ساعة تقريباً".
وأكد المسؤول الأميركي أنّ الإسرائيليين يدركون أنهم "بحاجة إلى الانتقال" إلى مرحلة أقل حدة من القتال في غزة.
وقال: "لقد قالوا بأنفسهم إنهم يدركون أنه سيتعين عليهم الانتقال من مستوى أعلى من العمليات المكثفة، مثل ما يفعلونه الآن، إلى شيء أقل كثافة قليلاً. سيقررون متى، وسيقررون ما هو الأمر الأقل كثافة".
وشدد كيربي على أنّ الولايات المتحدة "لا تملي الشروط والجداول الزمنية على الإسرائيليين" بشأن الانتقال إلى عمليات عسكرية أقل كثافة.
وتزداد الضغوطات على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمجلس الوزاري، من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة.
وتصاعدت الضغوط بعد قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة محتجزين إسرائيليين، الأسبوع الماضي، ظنّ أنهم من المقاومة.
وتزداد حدة الضغط أكثر بعد إعلان كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أمس الخميس، مقتل ثلاثة أسرى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ونشر فيديو لهم.
وقالت في الشريط: "رغم حرصنا على الحفاظ على حياتهم، لا يزال نتنياهو يصرّ على قتلهم"، في إشارة لعدم اكتراث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه باقي القادة، لمصير الأسرى المحتجزين في غزة، على الرغم من النداءات بوقف الحرب، وإفساح المجال لعقد صفقة تبادل أسرى جديدة.
وتنضم هذه الواقعة إلى وقائع أخرى سبق أن أعلنت المقاومة فيها مقتل أسرى ومحتجزين إسرائيليين جراء القصف الإسرائيلي المكثّف منذ بداية الحرب.
وأعلنت حركة حماس، أمس الخميس، أن الفصائل الفلسطينية اتخذت قراراً بأنه لا حديث حول الأسرى، ولا صفقات تبادل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا بعد وقف شامل للحرب على قطاع غزة.
وردّ نتنياهو على ذلك بقوله: "سنقاتل حتى تحقيق النصر. لن نوقف الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، في استكمال القضاء على حماس والإفراج عن جميع مختطفينا".
وأضاف نتنياهو: "الخيار الذي أعرضه على (حماس9 بسيط للغاية: إما الاستسلام أو الموت. ليس ولن يكون لديها أي خيار آخر. وبعد القضاء على (حماس)، سأعمل بكل طاقتي من أجل ضمان أن غزة لن تشكل أبداً أي تهديد لإسرائيل. لن تكون حماسستان ولا فتحستان".
الإسرائيليون يدعمون صفقة تبادل
وفي هذا السياق، أشار استطلاع للرأي، أجرته صحيفة "معاريف" ونشرت نتائجه اليوم الجمعة، إلى أنّ 67% من الإسرائيليين يدعمون صفقة إضافية مع حركة حماس، لتحرير المحتجزين والأسرى مقابل وقف لإطلاق النار، في حين يعارضها 22%. وقال 11% إن لا رأي لهم في الموضوع.
ويظهر الدعم الأساسي لصفقة من هذا النوع في صفوف مصوتي المعارضة بنسبة 78%، مقابل 51% في صفوف مصوتي أحزاب الائتلاف الحكومي، في حين يعارضها نحو 35% من مؤيدي الائتلاف.
وأشار الاستطلاع عينه، إلى أنّ 73% من مجمل المشاركين يعتقدون أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم فقط بعد التوقيع على صفقة لإعادة المحتجزين، فيما يعتقد 11% أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون في مرحلة المفاوضات، وأنه لا فرق بين مؤيدي الائتلاف والمعارضة في هذا السياق.