إسرائيل تخشى "القائمة السوداء" لدى الأمم المتحدة بسبب أطفال غزة وتتحرك خلف الكواليس

02 مايو 2024
أطفال يتجمّعون للحصول على الطعام في مدرسة في رفح جنوبي غزة، 19 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل تواجه خطر الإدراج في القائمة السوداء للأمم المتحدة بتهمة الإضرار بالأطفال في مناطق النزاع، مع تقارير متوقعة من الأمم المتحدة تسلط الضوء على هذه القضايا.
- تبرز مخاوف إسرائيل من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة والحرب على غزة، مما يعزز احتمالية إدراجها في القائمة السوداء إلى جانب منظمات مثل داعش والقاعدة، وتقديرات بإدراج حماس أيضًا.
- تكثف إسرائيل جهودها الدبلوماسية لتجنب الإدراج، مستذكرة نجاحات سابقة ومؤكدة على مشاريع مدنية لتحسين حياة الفلسطينيين، رغم التحديات الكبيرة والضغوط الدولية المتزايدة بسبب الحرب على غزة.

تخشى دولة الاحتلال الإسرائيلي إدراجها في القائمة السوداء للأمم المتحدة في التقرير المتوقّع نشره في الفترة القريبة المقبلة، ويشير إلى الدول والمنظمات التي تمس بالأطفال.

ومن المنتظر أن تصدر الأمم المتحدة الشهر المقبل تقريراً أعدّته ممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، فيما تعمل إسرائيل من وراء الكواليس في محاولة لإقناع الأمم المتحدة بتصحيح "العيوب" الكثيرة، على حد وصفها، المشمولة في مسوّدة التقرير.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، بأنّ التصريحات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خاصة في ظل الحرب على قطاع غزة، تعزز المخاوف الإسرائيلية بشمل إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة، لأول مرة.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلا أنه بسبب "عداء" غوتيريس لها، فإنها ستدرج في "القائمة السوداء" إلى جانب "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" وغيرها، كما تقدّر أن غوتيريس سيدرج حركة حماس أيضاً في القائمة.

وقبل صدور التقرير السابق، بذلت إسرائيل أيضاً جهوداً لتغيير المسوّدة، قادها سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، وأثمرت تلك الجهود عن إبقاء دولة الاحتلال خارج القائمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدول والمنظمات التي تشملها القائمة السوداء للأمم المتحدة لا تواجه فرض عقوبات فوريّة عليها، ولكن المخاوف الإسرائيلية الأساسية من أن يقود شمل إسرائيل في القائمة إلى مبادرات دولية إضافية ضدها، من قبيل مقاطعة شركات تجارية أو شركات أسلحة لها.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها إسرائيل في هذا الموقف، إذ واجهت وضعاً مشابهاً في العام الماضي، وأقدمت على خطوات استباقية حالت دون شملها.  

وكانت القناة 13 العبرية قد كشفت في مايو/ أيار من العام 2023، قبيل نشر تقرير السنة الماضية الذي يتطرق لسنة 2022 التي سبقته، أن مسوّدة تقرير الأمم المتحدة تفيد بانتهاكات إسرائيلية بحق مئات الأطفال الفلسطينيين دون جيل 18 عاماً.

وأشارت المسوّدة في حينه إلى أن إسرائيل قتلت نحو 50 طفلاً فلسطينياً عام 2022 من خلال إطلاق الرصاص الحي، وشن هجمات على قطاع غزة، واستخدام الرصاص المطاطي وغيرها، إضافة إلى اعتقال الاحتلال أكثر من 800 طفل فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية، واستخدام العنف الجسدي ضدهم، كما رفضت إسرائيل في حينه أكثر من 1800 طلب لنقل أطفال فلسطينيين للعلاج داخل الخط الأخضر.

وعلى غرار محاولاتها اليوم تفادي شملها في القائمة السوداء للأمم المتحدة، سارعت إسرائيل في حينه إلى خطوات استباقية، من ضمنها عقد لقاء جمع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان ومنسق أعمال الاحتلال في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، بالأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس، وزعما تشويه المسوّدة للحقائق بشأن بيانات الأمم المتحدة المتعلقة بعدد الفلسطينيين المتضررين من عمليات الجيش الإسرائيلي، وأنها تبالغ في الأرقام المذكورة، وتعكس صورة "كاذبة"، كما زعما أمام غوتيريس، وجود عمليات تحريض عبر الشبكات الاجتماعية، ما يؤدي إلى ضلوع الأطفال الفلسطينيين في عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وعرضا بالمقابل مشاريع مدنية كثيرة، زعما أنها تهدف إلى تحسين حياة الفلسطينيين وأن جزءاً منها معطّل بسبب رفض الفلسطينيين التعاون مع إسرائيل بسبب حسابات سياسية خارجية. وقال أردان في حينه: "نعمل منذ فترة طويلة لمنع شمل إسرائيل في القائمة السوداء مع الدول التي تمس بالأولاد وكانت الجلسة التي عقدناها مهمة. لقد أطلعنا الأمين العام على معطيات واضحة تثبت أن معظم القصّر الفلسطينيين الذين قُتلوا في السنة الماضية (أي عام 2022) كانوا ضالعين بأحداث عنف وإرهاب وهذه المعلومات حُذفت من معطيات الأمم المتحدة، إلى جانب حقيقة أن المنظّمات الإرهابية تستخدم الأطفال الفلسطينيين دروعاً بشرية، وتطلق صواريخ من مناطق فيها كثافة سكانية عالية. من يجب شملها في القائمة السوداء، هي الجهات المسؤولة عن التحريض وتجنيد القصّر للقتل والإرهاب وليس الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم"، على حد وصفه. وأثمرت جهود أردان ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن عدم شمل إسرائيل في القائمة السوداء في تقرير العام الماضي.

وتواجه إسرائيل متاعب كثيرة بشأن صورتها في العالم وفشلاً في الترويج لسرديتها بشأن الحرب. وينعكس ذلك من خلال عدة حراكات، من قبيل المظاهرات الصاخبة التي امتدت من الجامعات الأميركية إلى نظيرتها الأوروبية مطالبة بوقف الحرب على غزة، إضافة إلى المخاوف الإسرائيلية من إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ومسؤولين كبار آخرين، وبذلها جهوداً كبيرة ترمي إلى ممارسة ضغط على المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدوليّة في لاهاي، كريم خان، لتفادي إصدار الأوامر. كما تواجه إسرائيل دعوى رفعتها ضدها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، اتهمتها خلالها بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة. وأعلنت تركيا أمس الأربعاء انضمامها إليها.

وتشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 34 ألف شهيد فلسطيني ونحو 88 ألف إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق معطيات وزارة الصحة في القطاع.

المساهمون