ذكر موقع "ولاه" الإسرائيلي أن سلاح الجو في جيش الاحتلال بدأ مؤخراً شراء وصيانة مقاتلات حربية وطائرات شحن من الولايات المتحدة، بموازاة التخلص من طائرات ومروحيات عسكرية قديمة.
وأشار الموقع إلى أن هذا الأمر هو "جزء من الاستعدادات الإسرائيلية المعلن عنها في أكثر من مناسبة، لبناء خيار عسكري مستقل، لضرب البرنامج النووي الإيراني".
وأفاد المصدر بأن سلاح الجو الإسرائيلي وجه قبل أسبوع طلباً رسمياً لوزارة الدفاع الأميركية للحصول على معلومات عن مقاتلات "إف 15" الحديثة، تمهيداً للتزود بسرب منها، عبر دمج وإدخال تحسينات على هذه المقاتلات، لا سيما منظومات الرادار والإنذار وأسلحة إلكترونية تساعد على توسيع نطاق ومدى قدرات هذه الطائرات لضمان تفوقها على مقالات أخرى من نفس الطراز تملكها دول في المنطقة.
ونقل الموقع عن جهات أمنية إسرائيلية قولها إنه في ظل التحسينات التقنية التي يطلبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، سيكون على رئيس أركان الجيش القادم، الجنرال هرتسي هليفي، تحديد حجم الميزانية التي ستخصص لشراء المقاتلات الجديدة ضمن ميزانية الخطة الخمسية للجيش، ووفقاً لقرارات الحكومية، كما سيكون عليه تحديد عدد المقاتلات من طراز "إف 15" العاملة في سلاح الجو التي سيتم وقفها، والتي ستبقى في الخدمة، خصوصاً بعد أن تم تحسينها آخر مرة عام 2016.
ولفت "ولاه" إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ في تكثيف بناء بنية صيانة وتدريبات متطورة لمقاتلات "إف 35" في قاعدتي نباطيم وتل نوف، لصيانتها وتحسين جهوزيتها للعمليات العسكرية.
إلى ذلك، أشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن تتسلم إسرائيل مقاتلات ومروحيات شحن من طراز CH-53K بدءاً من عام 2026، حيث ستحصل بداية على أربع طائرات. ويشارك طيارون من سلاح الجو الإسرائيلي في تدريبات على هذه الطائرات في قواعد في الولايات المتحدة الأميركية.
ووفقاً للموقع، سيبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا العام بالتخلص، تدريجياً، من مقاتلات قديمة، مثل طائرات "إف 16" التي كان تزود بها قبل أكثر من 35 سنة.
خبراء إسرائيليون: أمام إيران عامان لامتلاك القنبلة النووية حال قررت ذلك
إلى ذلك، زعم خبراء أمنيون وعسكريون إسرائيليون في ورقة تقدير موقف لمركز دراسة السياسات الاستراتيجية التابعة لجامعة روهيمان (مركز هرتسليا سابقا) أن إيران قادرة على الانطلاق نحو بناء قنبلة نووية في غضون عامين من قرارها القيام بذلك.
وقال الخبراء، وهم رئيس القسم السياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية سابقاً الجنرال عاموس جلعاد، ورئيس لجنة الطاقة الذرية السابق غدعون فرانك، وإفرايم أسكولاي، وشاي هار - تسفي، إن إيران تستفيد حالياً من عدة عوامل دولية مثل الحرب الأوكرانية، التي تستحوذ على اهتمام الدول الغربية، وغياب منظومة مراقبة وتفتيش فعالة على نشاطها النووي خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الأصلي مع إيران في ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، فضلاً عن عدم التزام إيران بدورها ببروتوكول الاتفاق الذي أقرته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخرق تعهداتها.
وزعم الخبراء الأربعة أن إيران تمتلك اليوم كمية كافية من اليورانيوم المخصب لبناء عدة قنابل نووية خلال أسابيع معدودة، بل إنها أعلنت بحسبهم عن بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في مفاعل فوردو القائم تحت الأرض بموازاة نشاطها في مفاعل نطنز، وتطوير أجهزة الطرد المركزية وتحسين قدرتها على تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.
وادعى الخبراء الأربعة أن إيران تواصل نشاطها في تطوير جملة من الصواريخ الباليستية ومنصات إطلاق هذه الصواريخ، عدا عن تطوير مشروعها في مجال الفضاء وأبحاثه بما يمكن إيران من استخدام تقنيات إطلاق الأقمار الصناعية لإنتاج الصواريخ الباليستية، التي يمكن، طبقاً لتقارير مختلفة استشهدوا بها، أن تنتج مستقبلاً صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
في المقابل، تواجه إيران جملة من الصعوبات والتحديات التي قد تؤثر في المرحلة الحالية على قدرتها باتخاذ القرار للانطلاق في بناء القوة النووية، مثل المصاعب الاقتصادية والاضطرابات الداخلية، والمخاوف من ردة الفعل الأميركية، فضلاً عن الضغط الذي يسببه تعميق العلاقة بين إسرائيل والدول المجاورة لها (الدول الخليجية وكل من أذربيجان وتركيا)، بحسب ما يزعم الخبراء.
ويضيف الخبراء أن إيران ترى حالياً أن مساوئ المواجهة مع الغرب والولايات المتحدة تفوق حسنات الانطلاق في بناء المشروع النووي، وهو ما يتضح من امتناع إيران رغم قدرتها ورغم إعلانها في السابق عن الاتجاه لتخصيب اليورانيوم بدرجة 90%، علماً بأنها قادرة على ذلك بشكل فوري ودون حاجة لتأخير.
ويزعم الخبراء أن التقديرات الدولية والإسرائيلية تشير إلى أن إيران بحاجة لعامين من أجل بناء القنبلة النووية حال قررت ذلك، لكن السؤال الأهم بحسبهم هو: "كم من الوقت تحتاج إيران لإنجاز باقي مركبات القدرة النووية؟".