إسرائيل بمتطرّفيها تحتفي بفوز ترامب: "وقت النصر المطلق"

06 نوفمبر 2024
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، واشنطن 15 سبتمبر 2020 (دوج ميلز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتفاء إسرائيلي بفوز ترامب: عبرت الحكومة الإسرائيلية وقادة المستوطنين عن فرحتهم بفوز دونالد ترامب، معتبرين ذلك فرصة لتعزيز التحالف الأميركي الإسرائيلي، ودعم المصالح الإسرائيلية مثل تعزيز الاستيطان ورفع العقوبات.

- تخوفات من إدارة بايدن: رغم الاحتفاء بترامب، هناك قلق من أن تستغل إدارة بايدن الفترة المتبقية لاتخاذ إجراءات ضد حكومة نتنياهو، مثل تكرار سيناريو قرار مجلس الأمن 2016 وفرض قيود على الأسلحة.

- التحديات القانونية والدولية: تعوّل إسرائيل على تأثير ترامب في القضايا الدولية ضدها، وتترقب قرارات أميركية بشأن تزويدها بالأسلحة، وسط ضغوط لزيادة المساعدات لغزة وتجنب تشريعات ضد "أونروا".

سارع أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وجهات استيطانية للاحتفاء بفوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، مرجحين أن فوزه سوف يخدم المصالح الإسرائيلية مع الإشارة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان يعوّل على هذه النتيجة. ولكن مقابل هذ الاحتفاء ثمة تخوفات من أن إدارة الرئيس جو بايدن قد تستغل الفترة المتبقية في الحكم من أجل "الانتقام" من حكومة نتنياهو بسبب التوترات التي شهدتها الفترة الماضية بين الزعيمين ورفض تل أبيب العديد من طلبات واشنطن، وذلك بالرغم من أن إدارة بايدن بقيت داعمة لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة والعدوان على لبنان، ولم تتوقف فعلياً عن مدّها بالأسلحة منذ اليوم الأول.

وقال نتنياهو في رسالة تهنئته ترامب "إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض توفّر بداية جديدة لأميركا والتزاماً متجدداً وقوياً بالتحالف الكبير بين إسرائيل وأميركا. هذا فوز ضخم!". وكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عبر حسابه على منصة إكس: "فليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله أميركا"، فيما كتب وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر: "تهانينا لرئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترامب. ونحن نتطلع بالفعل إلى السنوات الأربع المقبلة".

وكتب يسرائيل كاتس، الذي عيّنه نتنياهو أمس وزيراً للأمن بدلاً من يوآف غالانت الذي أقيل، على منصة إكس: "تهانينا للرئيس المنتخب دونالد ترامب على فوزه التاريخي. معاً سنعزز التحالف الأميركي الإسرائيلي ونعيد المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) ونقف بثبات لهزيمة محور الشر الذي تقوده إيران". وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من على منبر الكنيست بعد تهنئته ترامب: "هذا هو وقت (فرض) السيادة. هذا هو وقت النصر المطلق. هذا هو الوقت المناسب لسن عقوبة الإعدام على الإرهابيين. هذا هو الوقت المناسب لمختلف أنواع القوانين، وأنا متأكد من أن رئيس الولايات المتحدة سيتفق معنا فيها. تهانينا لدولة إسرائيل: إلى النصر المطلق". وافتتح رئيس لجنة التشريع البرلمانية، سيمحا روتمان، جلسة اللجنة اليوم بصلاة شكر لفوز ترامب.

وعبر قادة المستوطنين في منشورات مختلفة عن نشوتهم بفوز ترامب، معتبرين أنه يشكل فرصة تاريخية يجب اغتنامها، لتعميق مخططات الاستيطان التي تقودها حكومة الاحتلال وخاصة الوزير سموتريتش. وقد تساهم عودة ترامب في رفع بعض العقوبات التي فرضتها واشنطن على عدد قليل من المستوطنين. وربما تعوّل إسرائيل على تأثير ترامب لصالحها بالقضية المرفوعة ضدها في المحكمة الجنائية الدولية وتجنب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين ضالعين في جرائم الحرب في غزة. وقد يؤثر ترامب أيضاً لصالح دولة الاحتلال في الدعوى المرفوعة ضدها في محكمة العدل الدولية في لاهاي وتتهما بارتكاب جرائم حرب.

تخوف إسرائيلي من انتقام إدارة بايدن

في المقابل، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن ثمة تخوفات إسرائيلية من اتخاذ الإدارة الأميركية الحالية إجراءات انتقامية من الحكومة الإسرائيلية ومحاسبة نتنياهو، في الفترة المتبقية للرئيس بايدن حتى تنصيب الرئيس المنتخب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل. والخوف الأكبر هو من تكرار سيناريو ما حدث في قرار مجلس الأمن الصادر في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016، عندما لم يستخدم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وسمح بتمرير القرار الذي صدر في حينه ضد المستوطنات، في نهاية ولايته وقبل أقل من شهر من دخول ترامب إلى البيت الأبيض. واعتبرت دولة الاحتلال وقتئذ أن خطوة أوباما ورطتها من الناحية القضائية وربما مهدت الطريق أمام رفع دعاوى ضدها في المحاكم الدولية في لاهاي. وبرأي الصحيفة كان ذلك انتقام أوباما من نتنياهو والذي عليه أن يخشى من سيناريو مشابه من قبل بايدن.

كما تترقب دولة الاحتلال قرار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن بشأن إمكانية حظر تزويد أسلحة معينة لإسرائيل، بعد رفض تل أبيب تنفيذ ما طالباها به في الرسالة التي أرسلاها إلى وزير الأمن الاسرائيلي السابق يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديمير للمطالبة بالسماح بزيادة المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة، وتجنب التشريع ضد وكالة غوث اللاجئين "أونروا" والسماح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال منذ بداية الحرب.