ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 62 شهيداً (جعفر اشتية/فرانس برس)
توالت ردود الأفعال العربية والدولية على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، وأسفرت عن استشهاد 11 مواطناً، بينهم طفل و3 مسنين، وإصابة أكثر من 102 آخرين بجروح، بينهم 6 في حالة الخطر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، "ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 11" إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وذكرت الوزارة في بيان: "استشهاد المسن عنان شوكت عناب (66 عاما) متأثرا بإصابته جراء الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال عدوان الاحتلال على نابلس".
وأوضحت أنه "باستشهاد المسن عناب يرتفع عدد الشهداء جراء عدوان الاحتلال على نابلس إلى 11 شهيدا ومنذ بداية العام الجاري إلى 62 شهيدا".
قلق أميركي من "مستويات العنف"
قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية، و"تخشى أن تؤدي مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية هناك إلى انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء".
وبحسب "رويترز"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في مؤتمر صحافي، إن واشنطن "تتفهم المخاوف الأمنية لإسرائيل لكنها قلقة للغاية بسبب العدد الكبير من الإصابات والقتلى المدنيين".
الاتحاد الأوروبي يدعو الأطراف لاستعادة الهدوء
بدوره أكد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء الأربعاء، في تعقيبه على مجزرة نابلس، أن الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه العميق من تصاعد العنف في الضفة الغربية.
وقال بوريل في تصريح صحافي: "من الأهمية بمكان أن تعمل جميع الأطراف على استعادة الهدوء وخفض التوتر لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح".
وأضاف: "يؤيد الاتحاد الأوروبي بقوة البيان الرئاسي الصادر في 20 فبراير/ شباط الجاري، عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويحث جميع الأطراف على الالتزام الكامل به.
وأشار بوريل إلى مقتل ما لا يقل عن 10 فلسطينيين، من بينهم قاصر واحد، وإلى إصابة قرابة 100 آخرين "خلال عملية عسكرية قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية" في مدينة نابلس.
وتابع: "يأسف الاتحاد الأوروبي لوفاة المدنيين ويكرر التأكيد على أن استخدام القوة يجب أن يكون متناسبًا، مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، وألا يأتي إلا كملاذ أخير عندما لا يمكن تجنبه تمامًا لحماية الأرواح"، بحسب تعبيره.
قطر تحذر من تفجر الأوضاع وتدعو إلى حماية الفلسطينيين
وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، الذي أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين، وإصابة العشرات، واعتبرته امتداداً لجرائم إسرائيل الممنهجة والمتواصلة بحق الفلسطينيين.
وحذرت الخارجية القطرية، في بيان لها يوم الأربعاء، من تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نتيجة التصعيد الإسرائيلي، وحثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها المروعة.
بيان | #قطر تدين بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة #نابلس#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/GtTpIkWWas
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) February 22, 2023
كما جددت الخارجية القطرية "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية".
السعودية ترفض انتهاكات إسرائيل الخطيرة للقانون الدولي
بدورها، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها لاقتحام الاحتلال مدينة نابلس، الذي أدى إلى "سقوط ضحايا وإصابة آخرين".
وأكد بيان للخارجية السعودية، مساء الأربعاء، رفض المملكة لانتهاكات إسرائيل "الخطيرة" للقانون الدولي وشددت على مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي وتوفير الحماية للمدنيين.
الخارجية المصرية: التصعيد يقوّض جهود التهدئة
كما دانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، "اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة نابلس الفلسطينية، مما أسفر عن فقدان أرواح عشرة ضحايا من الفلسطينيين، وإصابة أكثر من مائة آخرين حتى الآن".
وأعربت عن قلقها البالغ تجاه التصعيد المستمر والخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخراً، والذي "يزيد الأوضاع تعقيداً وتأزماً كل يوم، ويقوض من جهود تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويؤثر على فرص إعادة إحياء عملية السلام على أساس مقررات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين".
الجزائر تطالب المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل"
وأعربت الجزائر، الأربعاء، عن إدانتها الشديدة لـ"العدوان الهمجي" الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة نابلس الفلسطينية.
وأفاد بيان للخارجية الجزائرية، بأنّ "الجزائر تدين إدانة شديدة العدوان الهمجي لقوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في نابلس"، مؤكدةً تضامنها الثابت ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وجددت الحكومة الجزائرية مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بـ"التدخل العاجل بغية وضع حد للتصعيد الخطير الذي تفرضه قوات الاحتلال، وضمان حماية دولية فعلية للشعب الفلسطيني".
وشدّد البيان على "ضرورة العمل على تفعيل قرارات الشرعية الدولية لردع ومحاسبة المحتل على جرائمه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وإجباره على الانخراط في مسار سياسي جدي يفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفق مبدأ الأرض مقابل السلام الذي ترتكز عليه مبادرة السلام العربية".
الأردن يدعو إلى أفق سياسي لوقف العنف
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس اليوم.
واستنكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، مواصلة إسرائيل لحملاتها العسكرية، وأعاد تأكيد الموقف الأردني بضرورة وقف هذه الحملات، والعمل الفوري على وقف التصعيد تجنبا لمزيد من التدهور، ووقف أسبابه وتحقيق مزيد من التهدئة.
وشدد الناطق بحسب بيان للوزارة على "ضرورة إيجاد افق سياسي حقيقي يحول دون استمرار دوامة العنف ويوقف التدهور ويؤدي الى استئناف المفاوضات" على أساس حل الدولتين.
يشار إلى أن مجلس الأمن قد أكد في بيان رئاسي، الإثنين، "معارضته الشديدة لجميع التدابير أحادية الجانب التي تعيق السلام، بما في ذلك قيام إسرائيل ببناء المستوطنات وتوسيعها ومصادرة أراضي الفلسطينيين وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وهدم منازل الفلسطينيين وتشريد المدنيين الفلسطينيين".
وعقب مجزرة اليوم في نابلس، طلبت فلسطين، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، كما طلبت توفير حماية دولية.
مجلس التعاون الخليجي يدين اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس
كما دان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأربعاء، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس بالضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وأكد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان، على موقف مجلس التعاون الثابت والرافض لكافة الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعد انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية، داعيا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.