فرضت القوات الأمنية العراقية، عصر اليوم السبت، إجراءات أمنية مشددة في محيط مطار بغداد الدولي والمناطق القريبة منه غربي العاصمة، قبيل انطلاق تظاهرة دعا إليها أنصار فصائل مسلحة عبر منصات وصفحات التواصل الاجتماعي، قالوا إنها ستكون في مكان استهداف زعيم "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة أميركية مطلع العام 2020.
وعملت منصات تابعة لتلك الفصائل على الحشد للتظاهرة، التي قالوا إنهم سيطالبون خلالها بنصب تمثال تذكاري لسليماني والمهندس في موقع القصف الأميركي الذي طاول السيارة التي كانا يستقلانها، وذلك بعد أيام قليلة من اعتراض أمانة بغداد على ذلك، على اعتبار أنّ المكان يحوي كابلات وبنى تحتية تابعة للمطار، ولا يمكن إقامة أي إنشاءات فيها.
وقالت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، مفضّلة عدم كشف هويتها، إنّ "أوامر من جهات أمنية عليا صدرت بتشديد الإجراءات الأمنية قرب مطار بغداد والمناطق القريبة منه، تحسباً لأي أعمال عنف أو شغب تعيق حركة المسافرين عبر المطار".
وقال رئيس "اتحاد علماء المسلمين" في محافظة ديالى جبار المعموري، وهو تشكيل مدعوم من قبل فصائل مسلحة نافذة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك جهات داخل مطار بغداد الدولي، وبضغط خارجي، رفضت إقامة نصب تذكاري لقادة النصر (سليماني والمهندس) داخل المطار، وهذا ما يرفضه كل أنصار ومحبي قادة النصر".
وبيّن المعموري أنّ "تظاهرة اليوم ستكون سلمية وهدفها المطالبة بتشييد هذا النصب داخل مطار بغداد، حتى يرى العالم الجريمة الأميركية التي حصلت"، وفقاً لتعبيره.
وأضاف أنّ "التظاهرات ستبقى مستمرة ولن تتوقف إلى حين تحقيق المطالب، من خلال تشييد وإقامة نصب تذكاري لسليماني والمهندس داخل مطار بغداد الدولي، ومنع أي تدخل خارجي يريد رفض هذا النصب".
وشهدت بغداد، منذ منتصف ليلة أمس الجمعة، توتراً أمنياً على خلفية محاولة قوة أمنية إزالة صورة كبيرة لأبو مهدي المهندس نصبت في ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية. وتلا ذلك انتشار عناصر وأنصار فصائل مسلّحة في محيط مكان وضع الصورة لمنع إزالتها، وسط إطلاق تهديدات لقوات الأمن والحكومة.