أي دور لمجموعة "فاغنر" الروسية في اشتباكات السودان؟

21 ابريل 2023
يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً منذ السبت الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

تقاطعت مصادر شبكة "سي أن أن" وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيتين حول الدور الذي تلعبه مجموعة "فاغنر" الروسية في دعم "قوات الدعم السريع" في حربها ضد الجيش في السودان، والتي تطوي اليوم أسبوعها الأول.

وفيما ذكرت "وول ستريت جورنال"، الخميس، أن المجموعة عرضت أسلحة ثقيلة على قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، أكدت مصادر "سي أن أن"، اليوم الجمعة، أن المجموعة زودت هذه القوات بالفعل بالصواريخ لمساعدتها في حربها ضد الجيش السوداني.

ونقلت الشبكة عن مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية قولها إن صواريخ أرض-جو دعمت بشكل كبير مقاتلي "الدعم السريع" وقائدهم، الذي يتقاتل على السلطة مع قائد القوات المسلحة الجنرال عبد الفتاح البرهان.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية نشاطاً غير عادي في قواعد "فاغنر" عند حدود ليبيا، حيث يسيطر اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. وأظهرت الصور التي حللتها الشبكة ومجموعة "أول آيز أون فاغنر"، طائرة نقل روسية تتنقل بين قاعدتين جويتين ليبيتين رئيستين تابعتين لحفتر، وتستخدمهما المجموعة المقاتلة الروسية الخاضعة للعقوبات.

وتؤكد المصادر أنّ حفتر يدعم "قوات الدعم السريع" رغم نفيه انحيازه لأي طرف، ويشير نشاط "فاغنر" المتزايد في قواعده، إلى جانب مزاعم المصادر الدبلوماسية السودانية والإقليمية، إلى أن كلاً من روسيا واللواء الليبي ربما كانا يستعدان لدعم "قوات الدعم السريع" حتى قبل اندلاع الأحداث الأخيرة، وفق "سي أن أن".

ووفق صور الأقمار الاصطناعية ومتعقب الطائرات "غيرجون" مفتوح المصدر، فقد بدأت الزيادة الطفيفة في حركة طائرة النقل من طراز "إليوشن 76" قبل يومين من بدء الاشتباكات في السودان، السبت، واستمرّت حتى يوم الأربعاء الماضي. وحلّقت هذه الطائرة من قاعدة "خادم" التي يسيطر عليها حفتر في ليبيا، إلى مدينة اللاذقية الساحلية السورية، حيث توجد قاعدة جوية رئيسية لروسيا هناك، يوم 13 إبريل/نيسان الحالي، قبل أن تعود في اليوم التالي إلى "خادم"، فقاعدة "الجفرة" التابعة لحفتر في ليبيا. وتوقفت الطائرة في منطقة معزولة، وهو ما اعتبره متعقب الطائرات "غيرجون" أمراً غير عادي، وجاء في اليوم الذي اندلع فيه الصراع.

ولفتت "سي أن أن" إلى أن طائرة النقل عادت إلى اللاذقية، الثلاثاء، قبل أن تعود إلى قاعدة "خادم"، فالجفرة، وفق "غيرجون". وفي ذلك اليوم، أنزلت روسيا صواريخ أرض-جو إلى مواقع قوات دقلو في شمال السودان، وفق المصادر الإقليمية والسودانية.

ونفت "قوات الدعم السريع"، في بيان للشبكة الأميركية، حصولها على مساعدات من روسيا وليبيا، فيما لم يردّ حفتر أو قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين على طلبات الشبكة للتعليق.

وكانت مصادر ليبية متطابقة، قد كشفت، أمس الخميس، لـ"العربي الجديد"، النقاب عن إقلاع طائرة تابعة لقيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يومي 17 و18 إبريل/نيسان الجاري، محملة بعتاد عسكري من قاعدة الخروبة شرقي البلاد، إلى مطار قاعدة مدينة الكفرة قرب الحدود مع السودان

وأوضحت ذات المصادر، وهي شخصيات عسكرية مقربة من حفتر في شرقي وجنوبي البلاد، مسار توجه الطائرة، التي أقلعت بواقع رحلتين، يومي 17 و18 إبريل الجاري، من قاعدة الخروبة المحاذية لمعسكر حفتر في الرجمة، إلى قاعدة الجفرة، أهم قواعد حفتر وسط جنوبي البلاد، قبل أن تتوجه إلى مطار الكفرة، وتضافرت معلوماتها بأن الطائرة من طراز ليوشن IL-76TD وأنها نقلت في الرحلتين أسلحة وعتاداً عسكرياً إلى مطار الكفرة. 

وحول ما إذا كانت حمولة الطائرة على علاقة بدعم "قوات الدعم السريع" التي تتقاتل مع الجيش السوداني، قال أحد المصادر، وهو ضابط من الكفرة لـ"العربي الجديد": "لا تتوفر معلومات مؤكدة، لكن التوقيت وظروف التشديد والتكتم المحيط بها بالطائرة ومحتواها العسكري ونقلها السريع قد تكون أفضل من يجيب عن هذا السؤال".

من جانبه، ذكر تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مجموعة "فاغنر" عرضت أسلحة ثقيلة على قائد "قوات الدعم السريع" في السودان، وفقاً لمسؤولَين أميركيَّين، حالي وسابق، ومصدر مقرّب من دقلو.

وعرضت المجموعة الروسية، وفق المصادر، إرسال أسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف (مانبادس)، والموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، حيث تنشط "فاغنر" في السنوات الأخيرة.

وأكد المصدر المقرب من دقلو أن الأخير رفض، حتى الآن، عرض التسليح هذا، لتجنّب إغضاب الحكومة الأميركية، التي تشعر بالقلق من تورط قوى أجنبية، وخصوصاً روسيا، في القتال. بدوره، قال المسؤول الأميركي الحالي، نقلاً عن مصادر استخباراتية ودبلوماسية أميركية في المنطقة، إن دقلو كان يفكر في العرض، ولم يتخذ قراراً نهائياً بعد.

ولم يجب متحدث باسم قائد "فاغنر" على طلب للتعليق، فيما أكد بيان، نُشر يوم الأربعاء على قناة "تليغرام" التابعة لشركة "كونكورد" التي تعود لبريغوجين، أن أياً من الشركات التابعة له ليس لديها أي مصالح مالية في السودان، وأن العاملين مع "فاغنر" لم يكونوا موجودين في البلاد منذ عامين.

وفي ردّ على أسئلة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤوليها حذروا من مخاطر التورط مع "فاغنر" في محادثات مع قادة المنطقة، والتي شملت محادثات مع البرهان ودقلو.

وأكدت الولايات المتحدة في المحادثات، وفق الوزارة، أن التدخل الأجنبي، بما في ذلك من قبل المجموعات الإجرامية العابرة للحدود مثل "فاغنر"، لا يمكن إلا أن يجعل الوضع أسوأ.

وتطرقت الشبكة الأميركية في تقريرها إلى دور حفتر في دعم قوات دقلو، مشيرة إلى أنه أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية إلى "قوات الدعم السريع"، ونقلت عن مسؤول حكومي ليبي ومسؤول أميركي سابق تأكيدهما أن قوات حفتر أرسلت قوافل تحمل إمدادات عسكرية براً من شرق ليبيا إلى السودان، لدعم "قوات الدعم السريع".

ولم يردّ متحدث باسم اللواء الليبي على طلب للتعليق على الموضوع.

المساهمون