صدحت غالبية الأحزاب والمنظمات التونسية بمواقفها من الأحداث، سواء الرافضة أو الداعمة لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، ما عدا الحزب الحر الدستوري ورئيسته عبير موسي في غياب غير مفهوم، ما فتح أبواب التساؤل حول أسباب اختفائها.
وطوت قرارات سعيّد يومها الثاني تقريبا وسط تسارع كبير للأحداث، ورافقتها مظاهرات واحتجاجات رافضة وأخرى مساندة، فيما تواصل عبير موسي وقياداتها وأنصارها الغياب اللافت عن إعلان موقف مما يحدث من تطورات جوهرية في المشهد التونسي.
واستغرب التونسيون من غياب موسي، وهي التي كانت حاضرة بقوة في جميع المحافل والمناسبات عبر البث المباشر في هاتفها والنقاط الإعلامية مع القنوات الإماراتية، من دون أن تفوت أي حدث للتعليق عليه أو المشاركة فيه.
واعتبر المحلل السياسي ماجد البرهومي، في تعليق لـ"العربي الجديد"، أنه يمكن تفهم غياب موسي باعتبارها بين الطرفين، "النهضة" وقيس سعيّد، اللذين يعتبران منافسين لها وخصمين سياسيين إلى حد ما.
واعتبر أن "هذا الوضع دفعها لعدم اتخاذ موقف رغم مساندتها لأي قرار يضعف حركة النهضة ويفقدها قوتها ونفوذها، ولكن في نفس الوقت، ما قام به سعيد وعدم وضوح رؤيته يجعلانها مترددة".
سعيد سحب البساط من موسي وجمد المساحة التي كانت تصنع فيها شعبيتها من خلال حرمانها من مسرح معارضة النهضة والغنوشي
وأضاف أن "هذه القرارات تزعج في جانب منها عبير موسي لاعتبار أن سعيّد خطف منها الأضواء بمواجهة حركة النهضة وتصديه للغنوشي، ما يعني أنها لم تعد النجمة التي تسطع في سماء التصدي للنهضة وللإسلاميين".
وبيّن أن "سعيّد يعد منافسا قويا باعتباره شخصية تفعل وتطبق ما تعلنه، وليست مجرد كلام وشعارات، فقيس سعيّد ينافسها على الخزان الانتخابي الرافض للنهضة".
ولفت إلى أن "سعيّد سحب البساط من موسي وجمد المساحة التي كانت تصنع فيها شعبيتها من خلال حرمانها من مسرح معارضة النهضة والغنوشي، وفي غياب البرلمان، لن تبقى هناك أضواء ساطعة مسلطة على موسي".
وبيّن أن موسي "خسرت سياسيا بتجميد البرلمان ومواجهة خصومها الذين كانوا يغذون شعبيتها، ولكن من الممكن أن يستقطب سعيّد موسي مستقبلا وكل شي ممكن في السياسة، وهذا الشهر سيحمل مفاجآت وأحداث متسارعة".
وحول غياب موقف الحزب أيضا، قال المحلل إن "الدستوري الحر هو عبير موسي وعبير موسي هي الدستوري الحر، أي أن غياب أحدهما هو غياب لكليهما، فإذا قررت هي في النهاية فسيصدر البيان".