أول لقاء بين رئيسة وزراء إيطاليا والقادة الأوروبيين في بروكسل

04 نوفمبر 2022
ميلوني مع رئيس المجلس الأوروبي قبل اجتماع ثنائي في مقر المجلس، 3 نوفمبر 2022 (الأناضول)
+ الخط -

بدأت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، الخميس، في بروكسل سلسلة لقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي، بعد أن كثفت منذ انتخابها التصريحات الداعمة للتكتل.

وأعلنت ميلوني البالغة من العمر 45 عامًا خلال اجتماعها مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا: "أنا سعيدة جدا لاختيار بروكسل لأول زيارة لي إلى الخارج وخصوصا لوجودي هنا في البرلمان الأوروبي".

وغردت ميتسولا "لطالما لعبت إيطاليا دورا محوريا في الاتحاد الأوروبي". وأضافت "مع غزو روسيا لأوكرانيا ارتفعت أسعار الطاقة وتزايد التضخم، نحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نبقى متحدين. نحن أقوى إذا كنا موحدين".

من لقاء جيورجيا وميسولا (فرانس برس)
من لقاء ميلوني وميتسولا، 3 نوفمبر 2022 (فرانس برس)

ثم التقت أول رئيسة وزراء في إيطاليا، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وتصافحتا أمام الكاميرات.

والتقت ميلوني التي شددت خلال حملتها على رغبتها في الدفاع عن المصالح الإيطالية قبل كل شيء، مساء الخميس، رئيس المجلس الأوروبي (المؤسسة التي تمثل الدول الأعضاء) شارل ميشيل.

والدليل على وجود نوع من الحذر من كلا الجانبين، هو عدم صدور بيان مشترك في ختام اللقاءات الثلاثة التي ستتم متابعتها عن كثب، على خلفية أزمة الطاقة التي تختبر مقاومة الاتحاد.

وقالت ميلوني للصحافيين إنها أجرت لقاءات "صريحة وإيجابية" مع القادة الأوروبيين.

وقبل سلسلة اللقاءات كتبت ميلوني على تويتر أن "صوت إيطاليا في أوروبا سيكون قويا: نحن مستعدون لمواجهة الملفات الكبرى بدءا بأزمة الطاقة عبر العمل على حل سريع وفعال بهدف دعم العائلات والشركات ووقف التكهنات".

ولقاؤها مع فون ديرلاين هو الأول منذ الضجة التي أثارتها تصريحات رئيسة المفوضية التي حذرت قبل الانتخابات في ايطاليا من العواقب التي يمكن أن تواجهها البلاد في حال حادت عن المبادئ الديمقراطية.

رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين تستقبل ميلوني في مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي، 3 نوفمبر 2022 (فرانس برٍس)
رئيسة المفوضية الأوروبية فون ديرلاين تستقبل ميلوني في مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي، 3 نوفمبر 2022 (Getty)

لكن أول رئيسة وزراء في إيطاليا، على رأس أكثر الحكومات يمينية منذ فترة ما بعد الحرب، يرتقب أن تصل إلى بروكسل دون نوايا مواجهة بحسب ما قال الخبير السياسي لورنزو كودونيو. وأوضح لوكالة فرانس برس أن "ميلوني براغماتية وتريد أن ينظر إليها على أنها زعيمة معتدلة".

من المتوقع أن تشدد رئيسة وزراء ثالث اقتصاد في منطقة اليورو على ضرورة اعتماد إجراءات أوروبية لخفض أسعار الطاقة، وهي معركة بدأها سلفها ماريو دراغي.

وأضاف أن "المناقشات ستركز على الطاقة، المشكلة الأكثر إلحاحا مع اقتراب فصل الشتاء"، معتبرا أن ميلوني ستسعى إلى إثبات أنها تشكل استمرارية لحكومة دراغي عبر مطالبتها بحلول على "مستوى الاتحاد الاوروبي".

وكان الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي انضم إلى الدول الأخرى للمطالبة بايجاد حلول لأزمة الطاقة على المستوى الأوروبي، وليس من خلال مقاربة فردية اعتمدتها برلين وواجهت انتقادات شديدة من قبل شركائها.

يأمل القادة الأوروبيون من جهتهم في اقتناص هذه الفرصة "لكي يفهموا بشكل أفضل نوايا ميلوني"، كما قال سيباستيان مايار مدير معهد جاك ديلور لوكالة فرانس برس.

وقال: "وراء رسائل التهدئة" بشأن أن روما راسخة في العالم الغربي وحلف شمال الأطلسي وابتعادها عن الفاشية، فإن ميلوني "بقيت غامضة نسبيا حول ما تريد القيام به".

يرتقب أن يبدي القادة الأوروبيون خلال هذا اللقاء الأول، حذرا لتجنب دفع ميلوني إلى معسكر الدولتين القوميتين، بولندا والمجر.

من غير المرجح حدوث صدام حول الصندوق الأوروبي للتعافي بعد الوباء، والذي تعد إيطاليا المستفيد الرئيسي منه بحوالي 200 مليار يورو، حتى لو قالت ميلوني إنها تريد إجراء "تعديلات" للأخذ بالاعتبار ارتفاع أسعار الطاقة، وهذه التعديلات يجب أن تكون موضع تفاوض على المستوى "التقني" بحسب كودونيو.

ويرى سيباستيان مايار أيضاً أنه "بشأن المواضيع الاقتصادية، ليس لديها أي مصلحة في فتح جبهة مع بروكسل"، مضيفا "إذا وقفت في وجه أوروبا، فسينعكس ذلك على المصالح الإيطالية".

لكن سيكون من الصعب لبروكسل على المدى الطويل تجنب مواجهة بشأن الهجرة، الموضوع المفضل لليمين المتطرف في إيطاليا التي تشكل إحدى أبرز بوابات دخول المهاجرين إلى أوروبا.

(فرانس برس)